الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
«صفر» المحظورة!
كتب

«صفر» المحظورة!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 05 - 12 - 2010


استنفرت الحزب الوطني بهجومها العشوائي المستمر


(1)


- ممارسات الإخوان هي التي استنفرت كل أسباب التحفز والقوة لدي الحزب الوطني، فقرر أن تكون المواجهة شاملة وحاسمة، ونجحت هذه الخطة، وحصل الإخوان علي «صفر» في الجولة الأولي.


- المحظورة هي التي أعلنت الحرب مبكرًا، واعتبرت هدفها الثابت ليس فوز مرشحيها في الانتخابات، ولكن تكسير الحزب الوطني وضرب مرشحيه، والتشكيك في إنجازات حكومته.
- اعتبرت المحظورة أن فوزها ببعض المقاعد لن يكون إلا علي حساب الحزب الوطني، وكلما فقد مقاعد اكتسبها مرشحوها، لذا كان الهجوم علي مرشحي الوطني شاملاً وعنيفًا.
(2)
- هذه الحرب المبكرة هي التي استنفرت روح التحدي لدي الحزب الوطني، فقام بدراسات دقيقة وفاحصة لمرشحي المحظورة، والدوائر التي يتميزون فيها، ومرشحيهم المرشحين للفوز.
- القراءة الواعية لهذه الدوائر هي التي مكنت الحزب الوطني من أن يختار أفضل عناصره لمواجهة مرشحي المحظورة، وألا تشوب سمعتهم شائبة واحدة، وأن تتوافر لهم الشعبية الحقيقية.
- لم يكن الحزب الوطني يستهدف إسقاط مرشحي المحظورة فقط، ولكن أن يثبت أن الناخبين لديهم من الوعي واليقظة، ما يجعلهم ينحازون إلي الأفضل.
(3)
- لعب الحزب الوطني بأسلوب «المواجهة المفرطة»، وقرر أن يقاتل من أجل كل صوت انتخابي، ولا يترك منطقة ولا شارعًا ولا حياً، إلا ويدق أبوابه ويتصل مباشرة بناخبيه.
- لم يترك المحظورة تستخدم أسلحة التشكيك والتشويه بسهولة، بل بادر بالدفاع وأحيانًا الهجوم، وكان قبل ذلك يلتزم الصمت، ويترك الناخبين فريسة للشائعات والأكاذيب.
- أحست المحظورة قبل الانتخابات بتدهور موقفها وبالصعوبات الشديدة التي تواجه مرشحيها، فأرادت أن تقدم الحجج والمبررات التي تدافع بها عن فشلها المتوقع، ورفعت عاليًا شماعة التزوير.
(4)
- أطلقت المحظورة الرصاصة الأولي في الانتخابات وحولتها إلي حرب استخدمت فيها كل الوسائل غير المشروعة، وأولها إصرارها علي أن تخوض الانتخابات كحزب ديني غير شرعي، رغم أنف القانون والدستور.
- كان من الممكن أن يتحرك ال«صفر» لو تخلي مرشحوها عن العناوين والشعارات الدينية، وتعاملوا مع الانتخابات بلغة الانتخابات ووضعوا أيديهم علي مشاكل الناس وآمالهم وتطلعاتهم.
- لقد سمع الناس نفس الشعارات ونفس الدعاية عشرات المرات، ولم تقدم لهم جديدًا، ولم تحل أزمة ولم تعالج مشكلة، وأصبحت مثل الدواء الذي لا يشفي ولكنه يجلب مزيدًا من الضرر.
(5)
- القراءة الدقيقة للدوائر الانتخابية لعبت أيضًا دورًا مؤثرًا في «صفر المحظورة»، بالترشيحات المفتوحة، ورغم تخوفات البعض منها، إلا أنها حققت نتائج مبهرة للحزب الوطني.
- ضرب الحزب عصفورين بحجر واحد، الأول هو محاصرة مرشح المحظورة بأكثر من مرشح وطني يحوز الثقة، فكان تفتيت الأصوات ضد المحظورة وليس ضد مرشح الحزب الوطني.
- الحجر الثاني هو غلق المساحات التي كانت المحظورة تملأ بها بطونها علي حد تعبير أمين تنظيم الوطني أحمد عز، وبالتالي فقدت هامش المناورة الذي كانت تلعب عليه وتستفيد منه.
(6)
- وأصبح «صفر المحظورة» أكثر ضخامة، بعد أن أعلنت عن انسحابها من الجولة الثانية، صفر يضاف إلي أصفار، ويجسد حالة التضليل والخداع التي لا تفارقها أبدًا.
- نفس المنهج والأسلوب في استجداء الاستشهار بمظهر الضحية، مع أن الانتخابات ليس فيها شهداء ولا ضحايا، وإنما هي معركة سياسية لها قوانين تنظمها وهي ليست من أعمال الخير أو الهداية.
- من يخوض الانتخابات يعلم جيدًا أنها منافسة شرسة وعنيفة وفيها كل الحيل والألاعيب، وهي ليست فرضًا دينيًا كما حاولت المحظورة أن توظفها، لإضفاء الحماية الدينية علي مرشحيها.
(7)
- الانسحاب التليفزيوني للمحظورة هو غير قانوني، لأنها ليست حزبًا ولم تخض الانتخابات كتنظيم حزبي قانوني، وإنما تسلل مرشحوها من ثغرة المستقلين، وكان عليهم أن ينسحبوا كما دخلوا.
- ومن الناحية القانونية أيضًا فهذا الانسحاب باطل ومنعدم الأثر ولايرتب أية مراكز قانونية، وإنما الهدف هو الاستمرار في نفس الحرب المعلنة قبل بدء الانتخابات، وأسلحتها التشكيك والتشويه.
- «صفر المحظورة» كشف أمورًا كثيرة في منتهي الأهمية، أهمها الرغبة المتأصلة في نفوس المصريين للتخلص من هواجس الفتن الدينية التي تديرها المحظورة تحت عبارة «السياسة والانتخابات».


سبق نشرها يوم الجمعة الماضي.


E-Mail : [email protected]