السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سكة «الوفد»!
كتب

سكة «الوفد»!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 08 - 12 - 2010


أمام الحزب كأسان.. أحلاهما «مر»!


(1)


- هل يتبع حزب الوفد في اجتماعه اليوم المثل الذي يقول: «ما لا يدرك كله لا يترك كله»، ويقوم بتوفيق أوضاعه مع ما حصل عليه من مقاعد في انتخابات مجلس الشعب، والتي لا تتناسب من وجهة نظره مع طموحه السياسي الكبير؟


- أم يركب الحزب عناده ويقرر الاستمرار في المقاطعة، ويقوم بتجميد أو فصل أعضائه الفائزين الذين يريدون الاستمرار في البرلمان، لخروجهم علي الالتزام الحزبي؟
- أم يختار الطريق الثالث بأن يستمر كحزب في المقاطعة، ويترك الحرية لأعضائه في اتخاذ القرار الذي يرونه، دون أن يبادر باتخاذ إجراءات تأديبية في مواجهتهم، تؤدي إلي مزيد من الفرقة والخلاف؟
(2)
- جرب الوفد التجميد عام 79 ثم عاد بحكم قضائي ثم قاطع الانتخابات عام 1990 رغم معارضة عدد كبير من أعضائه لهذا المسلك السلبي، الذي أضعف الحزب كثيراً، وخلق جفوة بينه وبين الجماهير.
- السؤال هنا: هل كان الوفد يستحق أكثر مما حصل عليه من مقاعد، وبالتالي يشعر بالغبن والغضب إزاء النتيجة التي حققها، وجعله يتخذ قراراً بالانسحاب وعدم استكمال مرحلة الإعادة؟
- من وجهة نظري أن الوفد كان يستحق أكثر من ستة مقاعد، لكنه لم يحسن الاستعداد للانتخابات، ولم يسعفه الوقت لإعداد برنامج قوي واختيار قائمة بالمرشحين يحسنون تمثيله.
(3)
- الملاحظة الأولي: هي أن برنامج الحزب لم يخرج عن الدعاية السلبية التي اعتمدت بالدرجة الأولي علي الهجوم علي الحزب الوطني والتشكيك في إنجازاته وحصر نفسه في دائرة ضيقة جداً.
- لم يثمر هجوم الوفد علي الحزب الوطني، لأن سقف الهجوم والتشكيك في السنوات الخمس الأخيرة وصل قمته، بحيث لم يعد مفيداً المزايدة علي الهجوم أو تطويره، أو أن يجذب مؤيدين جدداً.
- هجوم الوفد علي الحزب الوطني لم يقدم جديداً أكثر مما تفعله المحظورة والحركات الاحتجاجية والفضائيات والصحف الخاصة، وبمعني آخر أن أوكازيون الهجوم قدم أكثر مما يمكن تقديمه.
(4)
- الملاحظة الثانية: هي أن قوائم مرشحي الوفد تم إعدادها بطريقة «سد الخانات» ومن بين ال222 مرشحاً للوفد، لم يكن مرشحاً للفوز منهم أكثر من ثمانية وهم الذين لهم قواعد جماهيرية حقيقية.
- ظن حزب الوفد أن أسماء مشهورة مثل طاهر أبوزيد وسميرة أحمد ورامي لكح وغيرهم يمكن أن يفوزوا وزج بهم في «المحرقة»، في دوائر لا تعرفهم ولا يعرفونها، في مواجهة منافسين «لابدين» في الدوائر كما يقول المثل.
- المثل الصارخ أيضاً هو الدكتورة مني مكرم عبيد وهي شخصية مرموقة ومحترمة، وكان فوزها يمثل مكسباً للبرلمان، ولكن الوفد رماها في القليوبية، التي لا تعرف عنها شيئاً وكان الله في عونها.
(5)
- الملاحظة الثالثة: هي اللعب في الوقت الضائع، صحيح أن الانتخابات الوفدية الأخيرة وفوز السيد البدوي كانت تجربة ناجحة، ولكنها تحتاج بعض الوقت لتؤتي ثمارها قبل أن تواجه أتون الانتخابات الملتهبة.
- جاء البدوي بعد سلسلة من الصراعات الداخلية داخل الوفد، واستطاع أن يلم الشمل، ولكن لم يمهله الوقت فسحة ليضمد الجراح ويتفرغ لتجهيز مرشحيه علي نحو يحقق طموحات الحزب.
- عدد كبير من مرشحي الوفد انضموا للحزب قبل أسابيع قليلة بهدف الدخول في قوائمه ولكن لم يسعف هذا «الترانزيت» الحزب ليقدم لهم الدعم والمساندة في مواقعهم الانتخابية في سائر المدن والقري.
(6)
- مازالت أمام الوفد فرصة متاحة ليقود المعارضة ويصبح زعيماً لها في البرلمان، ففي جعبته ستة نواب ويمكن أن يضم لهم عدداً لا بأس به من المستقلين ويعيد تنظيم صفوفه من جديد.
- لو حدث ذلك، فسوف يحافظ الحزب علي أعضائه الفائزين الذين حصلوا علي مقاعدهم بأظافرهم ويمكن أن يكونوا رأس جسر لتحقيق مزيد من الشعبية، لأن هذه لن تكون أول انتخابات ولا آخرها.
- هل يختار الوفد سياسة النفس الطويل والنضال السياسي العنيد، التي تحفظ للحزب تواجده وتوهجه داخل البرلمان، وتسمح بظهور نجوم يستكملون مسيرة نواب الوفد الكبار الذين أثروا الحياة النيابية؟
(7)
- أما الطريق الذي أعلن عنه الحزب وهو «النضال القانوني لإسقاط المجلس»، فهو مجرد شعار حماسي وكلام سياسي، وينتهي صخبه وضجيجه بمجرد أن يدخل البرلمان معمعة الاجتماعات والتشريعات.
- كلام سياسي، لأن البرلمان ليس مثل النقابات المهنية التي يمكن إدخالها حظيرة الحراسة لسنوات طويلة، فهو إحدي السلطات الثلاث التي لا يمكن الاستغناء عنها، ومن المستحيل أن تعيش البلاد في ظل فراغ تشريعي.
- البرلمان الجديد أصبح كائنا حياً يمارس دوره وصلاحياته الدستورية والقانونية.. والوفد أمام خيارات صعبة، وكأسان «أحلي ما فيهما مر».


E-Mail : [email protected]