الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤسسة محمد علاء مبارك
كتب

مؤسسة محمد علاء مبارك




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 10 - 12 - 2010



نهر يفيض بالخير في ميزان حسنات الراحل الصغير
(1)
بينه وبين ربه عمار، فكان سبحانه وتعالي معه ويمد له يد العون والمساعدة، ويرسخ إيمانه علي تحمل الأحزان، ليخرج منها أكثر إيمانًا وصبرًا، وعلي وجهه ابتسامة نورانية تكشف نفسًا صافية وراضية.
شعرت وأنا أشاهد «علاء مبارك» في التليفزيون بأن روعة الإيمان تملأ روحه وملامحه، فأصبح لسانه ينطق كلامًا يفيض أحاسيس رقيقة وعذبة وهادئة، شاكرًا الله سبحانه وتعالي علي السراء والضراء، مسلمًا بقضائه وقدره.
«محمد».. هذا الملاك الطاهر الصغير، الذي اصطفاه الله إلي جواره، أصبح نهرًا متدفقًا بالخير والصبر والإيمان يفيض في أعماق والديه، فزادهما جمالاً علي جمال، وخشوعًا علي خشوع.
(2)
كانت المناسبة هي الاحتفال البسيط المهيب الذي أقامته منذ يومين «مؤسسة محمد علاء مبارك الخيرية»، لتوزيع الجوائز علي حفظة القرآن الكريم، من جميع محافظات مصر، بواقع 5 متسابقين من كل محافظة.
أراد الرئيس مبارك أن تكون هذه المؤسسة التي تم إنشاؤها بالجهود الذاتية كبيرة وعملاقة، وأن تنتشر في كل ربوع مصر، لتحفيظ القرآن الكريم وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين والمرضي.
«محمد» الذي ينعم بالراحة والطمأنينة إلي جوار ربه، كان جميلاً في حياته الفانية، وأكثر جمالاً في حياته الباقية، جبله الله سبحانه وتعالي مثل جده العظيم علي حب الخير فجني كثيرًا من ثمار الخير.
(3)
«علاء».. الأب الذي التحمت معه قلوب كل المصريين، حبًا وتعاطفًا وشعورًا، وقف في الاحتفال شامخًا حانيًا، كبيرًا ومتواضعًا، في صورة إنسانية ناعمة، يصعب التعبير عنها بالكلمات.
لمس القلوب، فكانت تتفاعل معه، ومن يحبه الله يحبب فيه عباده، وهكذا «علاء» الذي منحه الله سبحانه وتعالي هذا الكنز من التواصل والتفاعل الإنساني النبيل.
أما الزوجة الكريمة، فكانت تحرك الصخر في القلوب، فهي مشتاقة لفراق أغلي حبيب، وفرحة في نفس الوقت وهي تحس بروحه تسري في المكان في خفة ومرح، في أفئدة الأطفال الذين تعلموا القرآن في مؤسسته.
(4)
جاءت المناسبة الكريمة مع بداية العام الهجري الجديد، في أجواء إيمانية رائعة، لتضيف علي الاحتفالية نورا علي نور.. ومن يحبه الله سبحانه وتعالي يهديه إلي عمل الخير في أيام البشر والسعادة والخير.
نحن بشر ورسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بكي بحرقة يوم فراق ابنه إبراهيم، لكنه احتسبه عند الله، ولنا في الرسول أسوة حسنة.
أسوة حسنة في الصبر والتسليم بقضاء الله، وهو ما تجسد في الأبوين الرائعين، وهما يرتفعان فوق الأحزان إجلالا وحبا لروح الابن الذي لم يرحل عنهما أبداً.
(5)
كنت أتابع الاحتفال، وقلبي يخفق مع كل كلمة يقولها «علاء»، وهو يحقق أمنية زوجته السيدة هايدي ورغبتها في إنشاء وحدة رعاية مركزة في مستشفي شبرا العام تخدم المرضي والمحتاجين، رحمة ونورًا علي روح محمد.
جزاك الله خيرًا يا «محمد».. فكما كنت تعشق الخير ومساعدة الناس رغم صغر سنك، حباك الله كل الخير وروحك الطاهرة تمد يد العون والمساعدة للمرضي والمحتاجين.
وبجانب ذلك، فهناك غرفة عمليات جديدة كاملة وحضانات حديثة للأطفال، وستكون تلك هي البداية لأعمال كثيرة أخري تنطلق في السنوات الثلاث المقبلة، إيذانًا بمولد مؤسسة خيرية عملاقة.
(6)
قالتها السيدة هايدي بثقة كبيرة «محمد الحمد لله انتقل للجنة».. وهذا هو سر سعادتها وهي تتحدث، وبجانبها زوجها الذي يشاركها في العمل الكبير، وبعد أن اقتسما معاً التجربة المريرة.
تعاطفت معهما قلوب الناس، وهما يتحدثان بصدق وعفوية وبساطة، يبحثان عن تأمين مستقبل ابنهما العزيز في جنة الخلد والحياة الباقية.
يؤمنان مستقبله بأعمال تحقق له السعادة والراحة، كلما أزاحا الألم عن جسد مريض أو استمعا لنور الآيات القرآنية ينساب علي ألسنة الأطفال.
(7)
«علاء» بينه وبين ربه عمار، لهذا يحبه الناس، وكما قالوا له مخلصين متألمين «البقية في حياتك» يقولون له اليوم «تعيش وتفتكر».
تفتكر محمد العزيز الغالي الذي سيأخذك من يدك أنت ووالدته وأحباءه إلي الجنة بعد عمر طويل، وفي كل يوم يزداد ميزان حسناته بفعل نهر الخير الذي يفيض ولا ينقطع.
كان احتفالاً بسيطًا ورائعًا، زاد من محبة الناس لتلك العائلة المصرية الأصيلة، التي أفنت عمرها في خدمة الناس، فتوحدت معهم قلوب ملايين المصريين.


E-Mail : [email protected]