الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علي حساب الحكومة






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 23 - 08 - 2010


ليست المرة الأولي التي يرتفع فيها السعر العالمي للقمح نتيجة لظرف خاص ولن تكون المرة الأخيرة.. قبل أن تعود الأسعار إلي معدلاتها الطبيعية بعد زوال السبب واستقرار السعر العالمي.. وللحكومة أدوات في التعامل مع مثل هذا الظرف الطارئ بمخزون استراتيجي يغطي حاجة الاستهلاك لعدة أشهر فضلا عن مرونة واضحة في إجراء تعاقدات سريعة بتوريد للقمح سريعة تعوض ما تأثرت به تعاقدات القمح الروسي الذي تعرض لظروف مناخية وحرائق استدعت حظرا روسيا علي تصدير القمح .

فمن السذاجة تصور أن هناك حكومة يمكن أن تتباطأ أو تتساهل أو تغامر بنقص مخزونها الاستراتيجي من السلعة الغذائية الأهم والمرتبطة أولا وأخيرا برغيف العيش والذي تقدم له دعما بالمليارات من موازناتها كي يبقي سعر رغيف العيش لا يتغير مهما بلغ سعر القمح عالميا ومحليا.. كما أنه من السذاجة ايضا التصور بأن الظرف الأخير لتعاقدات القمح الروسي لن يصبح فرصة لبعض الأجندات المتربصة ومعها وسائل إعلامها في الصحف والبرامج الفضائية الليلية.. لتربط بين الظرف العالمي الخاص: تأثر تعاقدات أو ارتفاع في السعر العالمي واللعب في أذهان العامة والايحاء بأزمات منتظرة في إنتاج رغيف العيش وطوابير «العيش» الطويلة وربما شهدائه أيضا.

بغض النظر عن ثبوت عدمية العلاقة بين سعر القمح العالمي مناسبا أو مرتفعا أو شديد الارتفاع.. وبين سعر أجولة الدقيق المدعومة لانتاج رغيف العيش و ثباته عند ال «5 قروش».. ولا بين حصص المخابز من دقيق العيش لتلبية احتياج الانتاج من ملايين الارغفة يوميا وزيادتها في الأيام الأكثر استهلاكا كأيام شهر رمضان المبارك.

وقد اختبرنا قبل سنتين ارتفاعا في السعر العالمي للقمح وعايشنا كيف تعاملت الإدارة مع هذا التطور المفاجئ في السعر العالمي للقمح فقد استمرت التلبية لحاجة الاستهلاك المحلي من القمح المستورد بالسعر المرتفع.. واشترت الحكومة القمح المحلي من الفلاحين بالسعر العالمي.. وزادت حصص المخابز من الدقيق المدعوم.. وتأكدنا من تلاعب أصحاب الذمم الخربة في التربح من دقيق الغلابة المدعوم في تجارة السوق السوداء.. وحصدنا نتائج فصل انتاج «العيش» عن التوزيع.. والرقابة المشددة علي مراحل الإنتاج والبيع.

ومن ثم وفي هذه الأيام ومع هذا الظرف الطارئ.. فإن تشديد الرقابة علي علي كل مراحل إنتاج رغيف العيش.. حصص دقيق.. إنتاج في المخابز.. وبيع في منافذ توزيع.. من شأنه افساد أهداف هذه الاجندات المتربصة فلا يجعل لها وقودا تقتات به علي حساب الحكومة و«الغلابة» أيضا.