الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نادر عباسى: لن أسمح بتولى المايسترو التشيكى قيادة الأوركسترا السيمفونى




رجل استحق العالمية بجدارة هو المايسترو المصرى «نادر عباسي» الذى عاش وتعلم بجنيف عشربن عاما، وحصل على العديد من المناصب الرفعية خارج مصر منها عازف الفاجوت الأول لأوركسترا «حجرة» جنيف بسويسرا عام من 1987 حتى 1992، ومغنى أوبرالى فى أوبرا جنيف «سويسرا» من 1992 حتى 2001، والمدير الفنى والقائد الأساسى لأوركسترا السلام بفرنسا عام 2004، والمدير الموسيقى والقائد الأساسى لأوركسترا قطر الفليهارمونى من 2008 حتى 2011، القائد الأساسى وعضو لجنة التحكيم للمسابقة العالمية للغناء الأوبرالى «السويد» من 2008 حتى 2013، وجاء عباسى إلى مصر عام 2001 وتولى قيادة أوركسترا أوبرا القاهرة حتى عام 2011 وبالطبع كان لابد أن تواجهه خلال عمله البيروقراطية المصرية «الأصيلة» التى عمل عباسى جاهدا على محاربتها لكنه لم يستطع الصمود للنهاية، وتقدم باستقالته من العمل بدار الأوبرا ثم حاول هذه الأيام العودة من جديد لكن هذه المرة تواجهه أزمات جديدة حدثنا عنها عباسى وعن مشواره وتاريخه قائلا :

سبق وتقدمت باستقالة مسببة منذ ثلاث سنوات وحتى الآن يتم التحقيق فيها، تزامنت هذه الاستقالة مع أحداث ثورة 25 يناير وكنت وقتها عائدا من آخر سفرية لأوركسترا أوبرا القاهرة فى افتتاح دار الأوبرا بعمان وكانت من أنجح السفريات، ثم كان لدى حفل فى شهر يناير لكن اندلعت وقتها الثورة، وتوقفنا يوم 27 وألغي الحفل وفوجئت فى نهاية هذا الشهر بعدم وجود راتبى الشهرى لأن رئيس البيت الفنى رضا الوكيل رفض صرفه لي.
■ ما تفاصيل الأزمة التى حدثت مع رضا الوكيل خلال هذه الفترة؟
حدثت مشكلة ضمن مشاكل متعددة لأن رضا الوكيل مطرب أوبرا فى الأساس وأنا كنت قائد الأوركسترا وقتها وبالتالى أنا الذى كان يقوم بتمرينه على الغناء والإيقاع وعندما تم تعيينه رئيساً للبيت الفنى أصبح مديرى وهذا فى رأيى نظام فاشل، فكيف يتم تعيين مدير لقائد الأوركسترا، لأن القيادة أعلى شىء بالمكان، فهو من يقرر الأعمال والبرنامج الفنى لذلك عندما يكون عليه مدير يعمل تحت قيادته تحدث بعض الحساسيات،  وما حدث أنه كان لدى حفل فى قطر وطلبت منه أن يقدم معى هذا الحفل اعتذر لارتباطه بحفل آخر، وبالتالى استعنت بشخص آخر، لكن تم إلغاء حفل رضا الوكيل فطلب العودة من جديد بالطبع رفضت لأننى كنت قد اتفقت مع غيره، ثم فى حفل بعمان كنت استعنت بثلاث «تينورات» لحفل «جالا كونسير»، وهو أيضا كان يريد المشاركة فيه ولم يحدث، كل هذه الأشياء أثرت على علاقته معى بالعمل وبدأ فى التضييق على عملى بالأوركسترا، فعلى سبيل المثال بعد حفل شهر يناير، ذهبت كى أتقاضى راتبى وجدت أن الوكيل رفض الإمضاء على صرف راتبى، وهذا قانونيا ممنوع فإذا كانت هناك أزمة مع شخص ليس من حقك وقف ماهيته لأن الجهة الوحيدة التى يحق لها وقف راتبى هى النيابة الإدارية، لكنهم وقتها اخترعوا حجة أننى كنت غير موجود فى مصر لذلك لم يمكن وضع راتبي، بالطبع تقدمت بشكاوى ورغم أننى لم أقدم حفلا واحدا أو بروفة فى فبراير وجدت نفسى أتقاضى راتبى، ثم جاء  شهر مارس وقدمنا حفل تأبين للراحل زياد بكير وعزفنا السيمفونية التاسعة، ولم أتقاض راتب عليها أيضا ثم تقاضيت راتبى فى إبريل حتى إن الشئون القانونية سألته عن معنى وضع راتبى بشكل غير منتظم .
■ لكن خلال هذه الفترة كانت هناك أيضا بعض الاحتجاجات من العازفين على وجودك بالأوركسترا، فماذا حدث؟
فى هذا التوقيت كانت مصر كلها تعانى من حالة هيجان وكان عازفو أوركسترا أوبرا القاهرة لديهم نفس المشكلة ضد المديرين وحدث نفس الموقف مع عبدالمنعم كامل نفسه ومع الجميع وكان «رضا الوكيل» يهيج العازفين ضدي، وأذكر واقعة كان هو سببا رئيسيا بها، فكان هناك حفل لباليه «سبارتكوس» إخراج عبد المنعم كامل لم يكن تحت قيادتى لكننى فوجئت بالدكتور عبدالمنعم كامل يحدثنى هاتفيا قبل الحفل بساعات ويشكو أن هناك 8 أو 10 من عازفى الأوركسترا غير موجودين، فتحدثت للمدير واكتشفت أن هؤلاء العازفين ذهبوا لحفل بأبو ظبى منذ يومين وتركوا البروفة الجنرال وهذه عقوبتها فى اللائحة الرفد فتم تحويلهم جمعيا للشئون القانونية، لكننى فجأة اكتشفت أن عبد المنعم كامل، منحهم خصومات شهرية فقط ثم وجدته ورضا الوكيل معه يحذفون الخصومات نهائيا وبالتالى أصبحت أنا الرجل المجرم والمتعسف ضد العازفين، ثم بدأ رضا فى تأليب العازفين قائلا «إن نادر عباسى يسمح لنفسه بالسفر، فلماذا يعاقبكم عليه»!
■ هل كانت هذه الواقعة هى السبب الحقيقى وراء استقالتك؟
بالتأكيد تقدمت فورا باستقالة مسببة ضد رضا الوكيل لأنه يقوم بمخالفات إدارية وفنية قدمتها للنيابة الإدارية لأنه لا يمنحنى راتبى وفى نفس الوقت هو مشرف على فرقة الأوبرا ومنها فنانون يجلسون فى منازلهم طوال العام دون المشاركة بعروض فنية ويمنحهم رواتبهم شهريا، وكنت أشكو دائما وأطالب بأن هذه الفرقة لابد أن يعاد هيكلتها لأن ما يحدث بها يعتبر إهدارًا للمال العام، كتبت كل هذه المخالفات وطالبت بالتحقيق فيها.
■ فى رأيك لماذا كنت تواجه هذه الحرب الشرسة؟
- للأسف كان يحدث ذلك بدعم من عبد المنعم كامل لأنه وقتها كان خرج معاش وكان يمد له لكن كانت هناك احتمالات لتغييره فى هذه الفترة، ومن يصلحون لأخذ منصب رئيس الهيئة كنت أنا وثلاثة آخرين فقط، لأننى درست وعملت لسنوات طويلة، كعازف فى أوبرا أوركسترا حجرة جنيف، ولدى أعلى مؤهل دراسى فى الغناء الأوبرالى وأعلى دراسة وتأليف وقيادة فإذا قدمت ورقى للترشح لرئاسة الهيئة كنت سآخذها، وأعتقد أنه كان يخشى ذلك رغم أنه لا يعلم أن هذا الموضوع مرفوض بالنسبة لى تماما رفضاً نهائيًا فأنا لم ولن أسعى لهذا المنصب .
■ لماذا؟
لأن هذا المنصب يتطلب منى تكريس وقتى وجهدى كى أمضى على مكافآت موظفين وهو شىء إدارى بحت، وبالتالى لن أقوم بمهنتى الأساسية وهى قيادة الأوركسترا التى أنفقت سنوات عمرى على تعلمها وممارستها وهو ما أسعى له فقط هى القيادة و العزف والتأليف، بالطبع كان لدى جزء إدارى مع أوركسترا أوبرا القاهرة لكننى لا أرى نفسى فى هذا المجال وفى رأيى أن رئيس الهيئة لابد أن يكون سياسيًا وإدارياً ممتازًا وليس شرطا أن يكون فنانًا.
■ إذن هل تقبل أن يكون رئيس الأوبرا مجرد شخص إدارى فقط؟
ولم لا؟ سبق وحدث هذا مع سمير فرج ونصر الأنصارى قبل مصطفى ناجى كانوا إدرايين ناجحين وسمير فرج هو من سعى كى أعود إلى مصر وتستفيد دار الأوبرا من خبراتى وألح على إلحاحا شديدا بعد ما رأنى فى أحد الحفلات، طلب منى أن أترك عملى فى سويسرا كى أعمل بأوبرا القاهرة، وبالفعل هذا ما حدث وكان يقول فرج وقتها أنه ليس فنانا لكنه يسعى للاستعانة بالكفاءات كى يضعها بأمكانها وهذا تفكير عملى جدا، لكن كانت هناك وظيفة مدرجة بالهكيل الإدارى لدار الأوبرا، منذ نشأتها وهى وظيفة المدير الفنى وهو يكون مع رئيس الهيئة ومسئوليته فنية بالدرجة الأولى أخذ هذا المنصب رمزى يسه ثم تركه وبعدها اختفت هذه الوظيفة من دار الأوبرا.
■ إذن متى قررت الرجوع لدار الأوبرا من جديد؟
لم أقرر الرجوع لكن كانت إيناس عبد الدايم قد تولت رئاسة الأوبرا وكنت منتظراً منها أن تدعونى للعودة خاصة أنها كانت تعيش معى كل أزماتى لحظة بلحظة وشاهدت الظلم الفادح الذى تعرضت له، إلى جانب أنها كانت من أكثر المعارضين لاستقالتى، لذلك كنت منتظراً منها أى خطوة إيجابية تجاهى لأنها تعلمنى جيدا كما أنها كانت يجب أن تستعين بكل الكفاءات وتسعى لوضعهم بأماكنهم المناسبة خاصة أن الأوركسترا السيمفونى عانى معاناة شديدة من عدم وجود قائد أساسى لفترة طويلة متواصلة، فمن بعد أحمد الصعيدى الذى  استمر معهم 14 سنة حققوا مستوى جيداً.
■ إذن كيف تمت عودتك هذه المرة للدخول ضمن الممارسة المطروحة لاختيار القائد الأساسى للأوركسترا السيمفوني؟
عندما تركت إيناس عبد الدايم منصبها خلال فترة علاء عبدالعزيز جاء بدر الزقازيقى رئيسا للأوبرا وخلال هذا التوقيت اتصل بى الزقازيقى وطلب منى العودة، لأن المايسترو التشيكى  انتهى عقده، ترددت وقتها لوجود مشاكل لكنه أقنعنى ثم أخبرنى بضرورة عمل هذه الممارسة وهى أن أقوم بتقديم الملف الخاص بى ويتم تقييمى عن طريق لجنة، وأكد أن هذا قانون وضعه عصام شرف وهو لا يستطيع تجاوز هذه المسألة، فى البداية رفضت هذه الطريقة لأنها فى رأيى مهينة للغاية، لكن بعد محاولات عديدة منه وافقت على دخول الممارسة، لكننى فوجئت بلجنة غريبة جدا رئيسها رضا الوكيل وهذا غير قانونى لأننى تقدمت بشكوى للنيابة الإدارية ضده، فكيف سيختارنى ومحمد حمدى كان عازفاً عندى وأحدث مشاكل عديدة إلى جانب أنه تم الاستعانة به فى الممارسة الأولى وطعن عليه واستبعدت اللجنة بالكامل، فكيف يستعينون به من جديد للمرة الثانية، ثم ضمت اللجنة أيضا ناير ناجى واثنين من عازفى الأوركسترا الذين أعلنوا عن تنحيهم عن اللجنة لأنهم وجدوا من أول نصف ساعة أعضاء اللجنة يؤيدون عودة المايسترو «التشيكي»!!
■ إذن كيف واجهت هذا الموقف ؟
بالطبع تقدمت بطعن على هذه اللجنة لأنه قبل تقديم الممارسة بيوم واحد عادت إيناس عبدالدايم لرئاسة الأوبرا وأعادت نفس اللجنة من جديد ولا أعلم لماذا لم تلغ القرار من الأساس طالما كانت ترى أنه خاطئ، إلى جانب أن هذه الممارسة تقدم لها 6 أشخاص 4 مصريين واثنان أجانب وقانون العمل فى المادة 35 لسنة 78 يمنع دخول أى أجنبى فى الممارسة طالما هناك مصرى، فى هذه الحالة يخرج الأجنبى من الممارسة تماما، وإذا كان المصرى أكثر كفاءة فالموضوع يصبح منتهياً، ما حدث أنهم استبعدوا من الممارسة ثلاثة أشخاص واحد من النمسا واثنان مصريان هما هشام جبر وسعد باشا، لأنهم لا تنطبق عليهم الشروط وبقى فى الممارسة نادر عباسى وأحمد الصعيدى والمايسترو التشيكى وهكذا بدأ الخطأ خاصة أن هناك واحدة من الشئون القانونية دورها أن تعترض وتقول ممنوع لكنها لا تفعل أى شىء، كما أن نقابة الموسيقيين لا تعلم عنه شيئاً وتم تعيينه العام الماضى قائداً أساسياً للأوركسترا وهو غير متواجد دائما لأنه مدرس موسيقى فى بلده يقود كورال هواة ومساعد قائد ضعيف جدا ولم يفيد الأوركسترا بأى شىء هو يأتى كى يستفيد بخبرة من مصر ويقود أوركسترا يضع لها برنامجاً كى يجنى مصلحة لاسمه، وبالطبع هذه أشياء تدعو للذهول ■ ماذا لو حدث وتم التمسك بالمايسترو التشيكى هل لديك خطوات تصعيدية؟
لن يحدث ولن نقبل هذا على الإطلاق وسأرفع قضية أطالب فيها الأوبرا بتعويض 10 ملايين جنيه، ومسئولة الشئون القانونية سيتم حبسها لأنها معينة للقانون ولا تنفذه فاللجنة غلط والقرار غلط والشروط كذلك، وقدمت طعناً على هذه اللجنة لوزير الثقافة ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، وإذا تولى هذا الرجل الأوركسترا من حقنا أن نتقدم بشكوى للنقابة ولن نتركه أو نسمح له لأنه لا يحمل تصريحاً رسمياً منها، ومن حق النقابة وقتها أن تنزله من على خشبة المسرح بالبوليس، لا أسعى لتصعيد الموقف من أجل مصلحة شخصية، لأننى لا يفرق معى أن أفوز بها أو يفوز الصعيدى بها فالمسألة مسألة مبدأ لا يصح أن يأتى شخص أجنبى أقل منى ويأخذ مكانى لمجرد أنه أجنبى وهو فى النهاية جاء للتمرين بمصر وسفارة بلده تدعمه فكيف لا ندعم نحن أبناء بلدنا وإذا أردنا أن نخضع شباباً للتمرين فلنفعل ذلك مع شباب الأوبرا أبناءها الموجودين بها ولن يعترض أحد على ذلك إطلاقا.