الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنيس منصور.. جمع بين الأدب والفلسفة والصحافة.. فملأ الدنيا ثقافة




كتب - أحمد سميح
فى مثل هذا اليوم تمر الذكرى التاسعة والثمانين لميلاد الكاتب الصحفى والأديب المصرى الراحل أنيس منصور الذى توفى صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عاماً بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوي وقد اشتهر منصور بالكتابة الفلسفية عبر ما ألفه من إصدارات عديدة، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفى الأسلوب الأدبى الحديث، علاوة على تاريخ طويل من العمل فى الوسط الثقافى المصرى ككاتب وأديب، وأيضا كفيلسوف وصحفى ذى رأى وكلمة مسموعة ومقروءة.
ولد أنيس محمد منصور بالدقهلية فى ١٨ أغسطس عام ١٩٢٤، وكانت بدايته العلمية مع كتاب الله تعالى، حيث حفظ القرآن الكريم فى سن صغيرة فى كتاب القرية وكان له فى ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها فى كتابه «عاشوا فى حياتي»، عام ١٩٤٣ كان منصور أول القطر المصرى فى التوجيهية وفى مسابقة الفلسفة على مستوى القطر فى نفس العام، التحق منصور بقسم الفلسفة بكلية الآداب من جامعة فؤاد الأول ليحصل على الليسانس عام ١٩٤٧ مع مرتبة الشرف الأولي، عمل بعدها معيدًا بنفس القسم، وفى تلك الأثناء بدأ ممارسة الكتابة الصحفية إلى جوار التدريس الجامعى حتى عام ١٩٥٥ حيث استقال حين صدر قانون نقابة الصحفيين آنذاك الذى حرم العمل فى الصحافة على غير المتفرغين لها، ولكنه عاد للتدريس مرة أخرى حتى نهاية عام ١٩٦١، وانقطع عن التدريس فترة ثم عاد مرة أخرى.
بدأ حياته الصحفية مترجمًا للقصة القصيرة عام ١٩٤٧ بصحيفة الأساس، ثم انتقل إلى الأهرام وكان يكتب القصة القصيرة فى صفحتها الأخيرة حتى بلغت أكثر من خمسمائة قصة، وفى عام ١٩٥٢ كان يكتب فى روز اليوسف عن أخبار الملك فاروق فى أوروبا باسم مستعار، قام عام ١٩٥٩ بعد سنوات قليلة من عمله فى أخبار اليوم برحلة صحفية فى حول العالم استغرقت ٢٢٥ يومًا بلا توقف، وعنها كتب كتابه المميز «حول العالم فى ٢٠٠ يوم» والذى حقق مبيعات غير مسبوقة بشهادة اليونسكو (٢٤ طبعة)، وجاء ذلك نتيجة للنجاح الباهر الذى حققته هذه السلسلة الممتعة فى أدب الرحلات والتى كان يتابعها قراء أخبار اليوم فى شغف وانتظار، علاوة على كتب أخرى منها: «بلاد الله لخلق الله»، «غريب فى بلاد غريبة»، «اليمن ذلك المجهول» «أنت فى اليابان» وبلاد أخرى، «أعجب الرحلات فى التاريخ»، وكان منصور أول صحفى يزور منفى الزعيم أحمد عرابى ورفاقه وطالب بتحويل بيته إلى متحف وهو ما تحقق فيما بعد، فى عام ١٩٦٠ تولى منصور رئاسة تحرير مجلة الجيل، كما تولى رئاسة تحرير مجلة آخر ساعة عام ١٩٧١،ومجلة أكتوبر عام ١٩٧٦، وصحيفة مايو عام ١٩٨٥، وغيرها من الجرائد والمجلات.
كان أنيس منصور متعدد المعرفة مطلعا على ثقافات عديدة مكنته من ذلك معرفته بعدة لغات أجنبية منها: الإنجليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية، فترجم عن تلك الثقافات عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات، بلغت نحو 9 مسرحيات وحوالى 5 روايات من لغات مختلفة، إلى جانب 12 كتابا لفلاسفة أوروبيين، وفى الوقت ذاته اهتمت دور النشر العالمية بترجمة كثير من أعماله إلى اللغات الأوروبية وخاصة الإنجليزية والإيطالية، كما ترك أنيس منصور عددا من المؤلفات التى تحولت لأعمال سينمائية ومسرحية وتلفزيونية ومن أشهرها مسرحية «حلمك يا شيخ علام»، «من الذى لا يحب فاطمة»، «هى وغيرها»، «عندى كلام».
حصل منصور فى حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبى من التلفزيون المصرى وجائزة الدولة التشجيعية فى مصر فى مجال الأدب، كما له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به.