الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خطاب لكل المصريين
كتب

خطاب لكل المصريين




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 13 - 12 - 2010



• إدانة رئاسية لما شهدته الانتخابات من تجاوزات وسلبيات


• دعوة لحوار مجتمعي حول ثقافة الانتخابات النظيفة


• إجراءات تنفيذية وتشريعية لدفع التجربة الديمقراطية للأمام


• إشادة بالحزب الوطني وأجهزة الدولة ولجنة الانتخابات


(1)


لم تكن كلمة الرئيس أمس موجهة فقط لأعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني، ولكن لكل المصريين، وبعبارات بسيطة وقصيرة، وجه الرئيس رسائل متعددة في كل الاتجاهات:


أولاً: بالنسبة للأحزاب، كان الرئيس يتمني لو أحرزت نتائج أفضل من التي حققتها.. ووجه لها الدعوة، بجانب الحزب الوطني، بأن تتمعن في دروس هذه الانتخابات بإيجابياتها وسلبياتها، إثراء للحياة السياسية والحزبية.
لم تكن هذه هي المرة الأولي التي يوجه فيها الرئيس هذا النداء، فبعد انتخابات سنة 2000، ناشد الرئيس جميع الأحزاب بالإفاقة من الغفوة والتواكل، كما قال صفوت الشريف في كلمته التي سبقت كلمة الرئيس.
(2)
كان الرئيس - أيضاً - يود لو ركزت الأحزاب جهودها علي المشاركة وليس المقاطعة والانسحاب والتشكيك في نتائج الانتخابات، فقد أهدرت جهودها وضيعت عليها فرصة سانحة لتحقيق نتائج أفضل.
ثانياً: إدانة الرئيس لما شهدته الانتخابات من تجاوزات، تعكس سلوكيات سلبية ومرفوضة من بعض المرشحين ومؤيديهم، للافتئات علي إرادة الناخبين، سواء باستخدام المال أو اللجوء إلي العنف والبلطجة.
معني هذه الإدانة الرئاسية، توجيه دعوة صادقة وجادة للمجتمع كله، لترسيخ ثقافة المشاركة الانتخابية النظيفة، التي تنهي الجدل الذي يلازم الانتخابات في كل العهود ويشكك في نزاهتها.
(3)
ثالثاً: وضع التجاوزات الانتخابية في إطارها الصحيح، حيث جرت الانتخابات في الغالب الأعم من الدوائر، وفقاً لصحيح القانون والإجراءات بعيداً عن العنف والانحراف والتجاوز.
تعاملت اللجنة العليا للانتخابات مع التجاوزات بدور مسئول ومحايد ومتوازن، وتحملت هذه اللجنة التي تتولي مسئولية إدارة انتخابات مجلس الشعب لأول مرة، مسئوليات ضخمة، نجحت في الوصول بها إلي بر الأمان.
تعاملت أجهزة الدولة مع التجاوزات بمعيار واحد هو ضمان سلامة الانتخابات والناخبين، وتحملت أجهزة الأمن أعباء ضخمة في التصدي للانحرافات بروح القانون ودون التفرقة بين مرشح وآخر.
(4)
رابعاً: دعا الرئيس إلي اتخاذ إجراءات علي المستويين التشريعي والتنفيذي تدفع بالتجربة الديمقراطية خطوات إلي الأمام، وأن تكون الدروس المستفادة من الانتخابات هي أساس تلك الإجراءات.
هذه الدعوة تفتح الباب أمام نقاش مجتمعي وسياسي جاد وهادف، يضع حداً للصخب والضجيج الذي يلازم الانتخابات البرلمانية منذ بدايات القرن الماضي، حيث لم يسلم برلمان واحد من هذه الاتهامات.
ليس في مصلحة أحد أن تثار الضجة المتعلقة بنزاهة الانتخابات وتشكك في صحتها، وأن يحدث توافق مجتمعي علي الشروط والإجراءات التي تسد الثغرات التي تنفذ منها الشكوك والانتقادات.
(5)
خامساً: بداية مرحلة جديدة من العمل الوطني الشاق، لتنفيذ البرنامج الانتخابي للحزب، وتحقيق الإنجازات واستكمال خطط التنمية الاقتصادية، التي هي الشغل الشاغل للحزب والحكومة.
في صدارة هذا البرنامج الشاق، استكمال المنظومة التشريعية والإجراءات التنفيذية لتحقيق عدالة توزيع عوائد وثمار النمو والتنمية، فهذا هو التحدي الكبير الذي يجب المضي فيه بخطوات سريعة وحاسمة.
الأولوية للمناطق والقري والأسر الأكثر احتياجاً، وقد قطع الحزب الوطني وحكومته خطوات فعالة لتحقيق ذلك، ويحتاج هذا البرنامج تضافر الجهود والعمل الدءوب لاستكمال مراحله.
(6)
سادساً: الإشادة بالحزب الوطني وكوادره ومرشحيه، حيث بدأ الحزب الاستعداد لهذه الانتخابات منذ عام 2005 ولم يضيع وقتاً إلا في مد جسوره مع الجماهير في مختلف المواقع.
خاض الحزب الوطني معركة إصلاحات جذرية في صفوفه منذ انتخابات عام 2000، ومنح الفرصة لكوادره الشابة أن تتصدر الصفوف، وأن تحتل مكانها الطبيعي الذي تتطلع إليه.
استفاد الحزب الوطني من الأخطاء والسلبيات، وبادر بتصحيحها أولاً بأول، واستطاع أن يُرسي قاعدة الالتزام الحزبي، الذي وحد صفوفه ولم شمله في الانتخابات الأخيرة.
(7)
عقب انتخابات عام 2000 وجه الرئيس الدعوة لكل الأحزاب بأن تعيد تنظيم صفوفها، وتفعّل نشاطها، وأن تُسقط خلافاتها، لتكون قادرة علي التعامل مع المتغيرات الكثيرة التي تطرأ علي المجتمع.
إنها الدعوة التي تعامل معها الحزب الوطني بمنتهي الاهتمام والجدية، وجعلته يقوم بعمل تنظيمي جاد ومتميز، وواجه المتشككين، ودافع عن برامجه، وأعاد ترتيب أولوياته.
يقول المثل «من زرع حصد»، فالسياسة ليست دعوة علي العشاء يمكن أن تقبلها أو ترفضها، ولكنها عمل شاق ومتصل ودائم بين الناس، فهم في النهاية أصحاب العُرس الديمقراطي.


E-Mail : [email protected]