الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصيبة «زهرة الخشخاش»






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 25 - 08 - 2010


الحقيقة لا أستطيع أن أجد وصفا لحادث سرقة لوحة فان جوخ الشهيرة "زهرة الخشخاش" من متحف محمود خليل.. إهمال، تراٍخ، رعونة، تواطؤ.. وحتي تعبير "الفضيحة" لا يكفيها وصفا.. وإنما يجوز أن نعتبرها مصيبة كارثية بكل المقاييس تجمع بين كل هذه الأوصاف في وقت واحد ويمكنها أن تضم أوصافا أخري من قاموس اللغة الفصحي أو العامية أن استطعنا العثور علي هذا الوصف المفسر لهذه الجريمة. مصيبة في أن يتمتع المتحف بكل هذه الوسائل للأمان والمراقبة والحراسة والمتابعة والتدقيق.. ولكنها جميعا معطلة.. من الكاميرات وبوابات كشف المعادن وحتي البشر أنفسهم المسئولون عنه وعن سلامته معطلون كتماثيل الشمع.. بغض النظر عن أن المتحف نفسه لا يتعرض لكثافة حضور وزحام من الزوار طوال أيام الزيارة وفي أي وقت من أوقات السنة.. وقد دخله يوم اكتشاف السرقة تسعة زائرين فقط.. وبغض النظر أيضا أن محاولات سرقة لوحة فان جوخ واردة في أي وقت و قد تعرضت للسرقة مرة من قبل.

فسرقة "زهرة الخشخاش" من متحف مختار الأول من أمس.. تمت بأسلوب بدائي فج حيث حصل السارق علي المساحة الزمنية الكافية لأن يأتي ب"كنبة" ليقف عليها ويقص ب"كاتر" اللوحة من إطارها ويلفها ويخرج غانما سالما من بوابة المتحف.. دون عناء و دون قلق.. ودون أن يهتز له جفن.

ودون حتي محاولة تقليد مشهد من مشاهد أفلام السينما الأمريكية والتي صنعت عن سرقة اللوحات الفنية العالمية من المتاحف الشهيرة المحترمة.. والتي يجتهد الفيلم السينمائي في ابتكار وسائل لدخول المتحف وتجنب أجهزة الإنذار وتفادي كاميرات المراقبة وتبقي المشكلة الرئيسية لدي السارقين "توم كروز أو شون كونري أو كاترين زيتا جونز" في وسيلة الخروج من المتحف بعد إتمام مهمة السرقة.

ولو كان اللص قد فعل لكان أمر السرقة وتفاصيلها أهون علي العقل والنفس.. وربما كنا وجدنا للجريمة وصفا غير المصيبة.. ولكن بهذا الأسلوب و هذه الطريقة لم يكن - اللص - في متحف محترم من متاحف الدولة يتمتع بالتقدير والحماية والبشر أصحاب الضمير وإنما كان في ميدان العتبة أو باب الحديد.. لا حول ولا قوة إلا بالله.