الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رئيس شركة الكهرباء






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 26 - 08 - 2010


علي الرغم من أنه شرح واسهب في تقديم المعلومات والأرقام والحلول المستقبلية التي ستتعامل مع انقطاع التيار الكهربائي والأسباب أيضا التي دفعت الي قطع التيار الكهربائي..فإن السيد محمد عوض رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر في مؤتمره الصحفي لم يقدم الإجابة الوحيدة التي ينتظرها المواطنون المقطوع عنهم التيار الكهربائي بالساعات الذين لا يهمهم الخطط المستقبلية ولا يشغلهم ما إذا كانت محطات توليد الكهرباء تعمل بالمازوت أو بالغاز أو حتي بعسل النحل.. والتي هي سواء علي مدي السنة أو العشر سنوات أو الخمسين سنة القادمة هي «شغلة» الحكومة وتخطيط خبرائها وسياسات وزرائها.. وأما المواطن فلا يشغله سوي عدم انقطاع «النور» والكهرباء عنه.

ولأن رئيس شركة الكهرباء في المؤتمر الصحفي كان مهموما بدفع المسئولية عن الشركة ومشغولا بتقديم مبررات قطع الكهرباء عن خلق الله لم يتعرض للمشكلة الرئيسية في التعامل مع معاناة الناس من انقطاع التيار الكهربائي وإذا كان هذا الانقطاع طارئا أو مستمرا.. لأيام أو أسابيع أو شهور.. واكتفي بالوعد بعدم قطع التيار الكهربائي سوي ساعتين أو تلاتة كل يوم.. دون اشارة منه أو بيان بالقدرة علي تنفيذ هذا الوعد والآليات التي سيستطيع بها تنفيذ هذا الوعد بعدم قطع الكهرباء أكثر من ساعتين تلاتة يوميا.

وهو ما لا يجب ولا يليق ولا يصح أن يصدر عن مسئول في مثل هذا الموقع في سياق احترام معاناة الناس في مشكلة تمس تفاصيل حياتهم اليومية وتلقي بظلالها علي أداء حكومة بأكملها ونظرة المواطنين اليها.. فما هي المدن والقري والأحياء والشوارع التي سيتم قطع الكهرباء وفي اي التوقيتات ستقطع الكهرباء صباحا أو مساء أو ليلا.. وفي أي ساعة بالضبط؟.. ومن سيكون صاحب القرار الذي سيشد «الفيشة»؟.. أم ستترك لمزاج موظف وإذا كان لا يعجبه حي بولاق فيشد «الفيشة» وإن كان مبسوطًا من حي المنيل يترك «الفيشة».

وقد كان مطلوبا من رئيس الشركة وهو يتقدم بوعده في المؤتمر الصحفي أن يقدم خريطة واضحة بالمناطق التي ستقطع عنها الكهرباء في الساعتين تلاتة والتوقيتات التي سيتم قطع الكهرباء خلالها.. مساء أو ليلا.. والزمن الذي سيستغرقه انقطاع الكهرباء.. بالدقيقة والساعة.. بحيث تصبح كل التوقعات معروفة ومحددة للمواطنين فينظمون تفاصيل يومهم.. يعرفون «رأسهم من رجليهم».. فيتقبلون المشكلة ويتعاطون مع حلولها إلي أن تنتهي.

ولكن السيد محمد عوض لم يفعل وانشغل بما يهتم به ولا يهم الناس معرضا عن ابسط دلائل احترام الناس وتقدير معاناتهم.

[email protected]