الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نيويورك تايمز: واشنطن بحاجة إلي الجيش المصري من أجل قناة السويس ومكافحة الإرهاب





ترجمة- داليا طة ومي فهيم وإسلام عبد الكريم

لا يزال الوضع في مصر والأحداث التي تشهدها الساحة السياسية المصرية يحظيان باهتمام الصحف العالمية، فعلق موقع «ديبكا»، المقرب من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، علي تصريحات وزير الدفاع المصري، عبدالفتاح السيسي، الأحد الماضي، حيث أوضح التقرير أن تلك تصريحات كانت بمثابة رسائل سرية لمؤيديه في الجيش وحركة «تمرد» بأن الجهد الرئيسي يجب أن يتركز حاليا علي تفكيك جماعة «الإخوان المسلمين»، وليس في الصدام مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
 ورأي الموقع أن هذه التصريحات جاءت ردا علي ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قبل يومين، بأن تل أبيب ضغطت علي واشنطن لعدم وقف المساعدات الاقتصادية لمصر وجيشها أعقاب أحداث العنف في فض اعتصامات مؤيدي الرئيس السابق «محمد مرسي»، كذلك فهي رد علي مطالب قوي مدنية منها حركة «تمرد»، بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل.
ومن جانبها قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن جماعة الإخوان المسلمين تواجه صراعا من أجل البقاء.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلي أن جماعة الإخوان المسلمين كانت من أكثر الرابحين من الربيع العربي ولكنها الآن تصارع من أجل البقاء، وأوضحت أن الحكومة المصرية المدعومة من الجيش قالت إنها مستعدة لقبول الاسلاميين الذين ينبذون العنف كشركاء في الحوار والذي يعد مصر بحاجة ماسة إلي ذلك الحوار وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية عقب مقتل 800 شخص الأسبوع الماضي في الأحداث التي شهدتها مصر مؤخرا.
وقالت صحيفة «هآارتس» الإسرائيلية إنه في الوقت الذي تزداد فيه الاشتباكات بين قوات الأمن وبين جماعة الإخوان المسلمين، يعاني الأقباط من أضرار أكثر جراء العنف المنتشر، فمنذ بدء أعمال الشغب في مصر قبل أسبوع حدثت أضرار وحرق وتخريب حوالي 80 كنيسة وديرا في مختلف أنحاء مصر، ومعظمهما في الجنوب.
وقالت الصحيفة إن زمن الإخوان قد ولي مشيرة إلي أن المواجهات مع قوات الأمن أثناء فض الاعتصام تؤكد عدم سلمية الجماعة.
وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن مؤيدي الرئيس السابق «محمد مرسي» سيقودون مصر لطريق الجحيم، وزعمت أن الجيش أعد كمينا لـ«مرسي» لأنه لم يرغب في قيام ديكتاتورية دينية، إلا أن حوالي نصف الشعب المصري الذي اختار «مرسي» في الانتخابات لن يرضي بهذا القرار، وهو مستعد لمعركة حياته.
وأضافت الصحيفة أن مصر لم تكن دولة سهلة الإدارة، وكان حكمها لديكتاتور منذ عهد الفراعنة، فهذا الديكتاتور يمكنه فرض النظام والاستقرار علي المجتمع، الذي كان معظمه يتم عن طريق العنف – بحد وصف الصحيفة. وأن الجيش كان دائما العبء الذي فرضه النظام علي شعبه، وسكينا علي الرقاب. وأشارت إلي أن «مرسي» نجح بنسبة ضئيلة، وبعد نجاحه تعامل مع الجيش كيده الطويلة لتنفيذ سياساته، وقام باستبدال قادة الجيش أعقاب مذبحة رفح قبل عام والتي أسفرت عن مقتل 16 جنديا مصريا، لكن «مرسي» نسي أن الجيش المصري يدار كهيئة لديها دولة.
وأضافت أنهم سيستخدمون القوة المسلحة في صراعهم، فلديهم الأسلحة القادمة من ليبيا ومن السودان، بالإضافة إلي سيناء، فلديهم «الكلاشينكوف» وقذائف «آر بي جي» وصواريخ «جراد»، كل تلك الأسلحة يمكنها أن تصل لساحات القتال في شوارع مصر في وقت قصير وتحويل البلاد إلي جحيم. وتساءلت «معاريف» عن سبب صمت العالم المسيحي تجاه حرق الكنائس في مصر بنيران الجماعات الإسلامية المتطرفة. فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن كل الدول بما في ذلك كثير من الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة تطلب إخطارًا قبيل أسبوع من السماح للطائرات الحربية الأمريكية بالمرور بأراضيها، باستثناء مصر.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن مصر تمنح موافقة شبه تلقائية للطلعات الجوية العسكرية لدعم الجهود في أفغانستان أو لتنفيذ عمليات مكافحة إرهاب في الشرق الأوسط أو جنوب غرب آسيا أو القرن الإفريقي، مضيفة أن السفن الحربية الأمريكية لها أولوية المرور عبر قناة السويس في وقت الأزمات.
وأشارت إلي أنه لذلك تعتبر بعض الطرق غير الواضحة إلي حد كبير التي ساعد بها الجيش المصري الولايات المتحدة في متابعة مصالح الأمن القومي الخاصة بها في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أنه من دون التعاون المصري، ربما تستغرق المهام العسكرية أياما أطول، مشيرة إلي أن إلغاء الرئيس باراك أوباما للمناورة العسكرية بين البلدين النجم الساطع التي وصفتها الصحيفة بأنها الدليل الأكثر وضوحا للتعاون بين القوات المسلحة من البلدين، كانت خطوة حكيمة بغض النظر عن السياسة بسبب العنف المتزايد في مصر وأنه ربما يكون من المستحيل ضمان أمن الآلاف من القوات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن جيمس ماتيس، قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق: «نحتاجهم من أجل قناة السويس، نحتاجهم من أجل اتفاقية السلام مع إسرائيل، نحتاجهم من أجل الطلعات الجوية، نحتاجهم من أجل استمرار مكافحة المتطرفين العنيفين الذين يشكلون خطرا كبيرا علي انتقال مصر إلي الديمقراطية بقدر ما يشكلون تهديدا لمصالح أمريكا».