الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سعود الفيصل ردًا علي التهديد بمنع المساعدات: لن نتأخر في تقديم كل العون لمصر





 صرحت السفارة السعودية بالقاهرة أن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أوضح أن زيارته لباريس ولقاءه بالرئيس فرانسوا اولاند  الأحد جاءت للبحث مع الأصدقاء في فرنسا حول الأوضاع الراهنة في مصر بغية توحيد الرؤي علي ما يجري فيها من أحداث مبني علي حقائق وليس علي فرضيات.

وقال سعود الفيصل إن ما تشهده جمهورية مصر العربية الشقيقة اليوم في حقيقة الأمر يعبر عن إرادة ثلاثين مليون مصري في ثلاثين يونيو معربين عن رغبتهم في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهو الأمر الذي أدي إلي اجتماع كافة القيادات والقوي السياسية والاجتماعية للإعلان عن خارطة طريق جديدة تقود مصر لبر الأمان بعد أن رفضت الرئاسة السابقة الاستجابة لرغبات الملايين من الشعب المصري وتضمنت خارطة الطريق تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في تواريخ محددة تشارك فيها كافة القوي السياسية. وأكد سموه أن انتفاضة ثلاثين مليون مصري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكري إذ إن الانقلابات العسكرية تجري تحت جنح الظلام، كما أن من تولي سدة الحكم في مصر رئاسة مدنية وبما يتوافق مع الدستور المصري.
 وأضاف  أن المملكة العربية السعودية تنظر بأسف شديد إلي ما تشهده مصر من أحداث وتطورات بلغت إلي حد ما نراه اليوم لحرب في الشوارع وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وترويع لأمن المواطنين وإزهاق الأرواح البريئة وحرق محافظات مصر بأكملها من قِبَل تيار يرفض الاستجابة للإرادة الشعبية المصرية، بل ورفض كافة مبادرات الصلح التي أطلقها شيخ الأزهر علاوة علي النداءات العربية والدولية وبادروا إلي الاعتصام بميادين مصر وشلوا حركة الحياة في المناطق المحيطة بها، وروعوا سكانها وكدسوا الأسلحة والذخائر واستخدموا النساء والأطفال كدروع بشرية في محاولة لكسب تعاطف الرأي العام واستمروا في اعتصامهم لأكثر من أربعين يوماً، الأمر الذي يتعارض مع الادعاء بسلمية الاعتصامات ويتنافي في الوقت ذاته مع كافة القوانين الدولية في التعبير عن حرية الرأي وحقوق الإنسان التي تحرم وتجرم ترويع المواطنين والاعتداء علي ممتلكاتهم بقوة السلاح وتعطيل وشل حركة الحياة، وهذا ليس ما تدعو إليه مبادئ الديمقراطية أو حقوق الإنسان.
وقال إننا نري اليوم للأسف الشديد مواقف دولية أخذت مساراً غريباً في تجاهل هذه الحقائق الدامغة وركزت علي مبادئ عامة وكأنها تريد التغطية علي ما يقوم به هؤلاء المناوئون من جرائم وحرق لمصر وقتل لشعبها الآمن، بل ويشجع هذه الأطراف علي التمادي في هذه الممارسات. وللأسف الشديد أننا نري أن الموقف الدولي تجاه الأحداث الجارية في مصر يتعارض مع مواقفها تجاه الأحداث في سوريا، فأين الحرص علي حقوق الإنسان وحرمة دمه والمذابح التي تجري كل يوم في سوريا والتي أدت إلي قتل أكثر من مائة ألف سوري ودمرت سوريا بأكملها دون أن نسمع هـمسة واحدة من المجتمع الدولي الذي يتشدق بحقوق الإنسان حسب ما تقضي به مصالحه وأهوائه.
وأكد  أن هذه المواقف إذا استمرت فلن ننساها في المملكة العربية السعودية، ولن ينساها العالم العربي والإسلامي، وسيوصم هذا الزمان بأنه الزمان الذي انتهكت فيه الحقوق وبررت تبريرات واهية لا يمكن أن يقبلها عقل أو يرتكن إليها ضمير ولن نأخذ من يتجاهل هذه الحقائق وينساق وراء الدعايات والأكاذيب الواهية بأنه حسن نية أو جهالة، وإنما سنأخذها علي أنها مواقف عدائية ضد مصالح الأمتين العربية والإسلامية واستقرارهـما، فمصر لا يمكن أن ينالها سوء وتبقي المملكة والأمة العربية صامتة، وهي أمة إن شاء الله قوية بإيمانها وبشعوبها وبإمكانياتها.
وبَيَّنَ  أن المملكة تعرب عن استغرابها للمواقف الدولية التي تم التعبير عنها بشئ من الاستحياء حول الوضع في مصر وقال سموه لمن أعلن وقف مساعداته لمصر أو يلوح بوقفها، فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها، ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر، لأن «مصيرنا واحد وهدفنا واحد فكما تنعمون بالأمن والهدوء والاستقرار فلا تستكثرون علينا ذلك.