الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
برنامج عمل وطني شامل
كتب

برنامج عمل وطني شامل




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 20 - 12 - 2010



لا وقت نضيعه.. ولا التفات للشائعات والتشكيك
(1)
- خطاب الرئيس أمس في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلسي الشعب والشوري، هو برنامج عمل وطني شامل، عنوانه: «لا وقت نضيعه».. وهدفه الرئيسي هو تحسين المستويات المعيشية للمواطنين.
- لا يتحقق ذلك بالشعارات أو الوعود والأماني والمقاطعة والانسحاب والتشكيك، وإنما بالجهد الدائم والعمل الشاق.. وكلف الرئيس البرلمان بحزمة كبيرة من القوانين والتشريعات.
- أمام البرلمان الجديد فصل تشريعي مزدحم بعد أن كانت كلمة المواطنين هي الفيصل والحكم، وعلي البرلمان أن يرد الجميل، وأن يتواصل مع هموم وتطلعات ومشاكل الجماهير التي تنتظر الكثير.
(2)
- العناصر الثلاثة التي تُبلور برنامج الرئيس هي الاستثمار والعدالة الاجتماعية والمشاركة الشعبية، ووضع الرئيس علي كاهل البرلمان تكليفات محددة ودقيقة.
- كل ذلك في إطار ترسيخ دعائم الدولة المدنية الحديثة وتعميق مفاهيم الوسطية والاعتدال، وإعادة صياغة دور الدولة كطرف أصيل وأساسي يحفز النشاط الاقتصادي.
- الرئيس طلب من البرلمان البحث عن حلول إبداعية وخلاقة لمواجهة المشاكل والتحديات، وأن تتضافر جهود الجميع لخدمة هذا الوطن وأبناء الشعب، لتحقيق انطلاقة جديدة نحو المستقبل.
(3)
- أولاً: الأولوية القصوي لمكافحة البطالة وإتاحة المزيد من فرص العمل، ولن يتأتي ذلك بالأماني والوعود، وإنما بخطط مدروسة ودقيقة لجذب مزيد من الاستثمارات ورفع معدلات النمو.
- الهدف هو الوصول بنسبة النمو إلي 8%، واستطاعت مصر أن تقف علي أرض صلبة وأن تواجه أزمات عالمية عاتية لم تتحملها دول غنية وكبري، وأثرت بشكل كبير علي شعوبها.
- التنمية يجب أن يصل عائدها إلي الفئات التي لم تقطف ثمارها حتي الآن، وأن يكون لها مفعول السحر علي الفقراء والمهمشين، وأن تنعكس بشكل ملموس علي حياة المواطنين.
(4)
- ثانياً: العدالة الاجتماعية هي شعار الدولة وعصب البرنامج الرئاسي، وقدم الرئيس حزمة من الإجراءات المتكاملة التي يتم استكمالها في السنوات الخمس المقبلة، تأسيساً علي ما تم تنفيذه حتي الآن.
- مكافحة الفقر بالاستهداف المباشر وله صور كثيرة ومتعددة لم يتحدث عنها الرئيس بالتفصيل، ولكنها تتضمن بطاقات الأسرة والضمان الاجتماعي ونظام المعاشات الذي يضمن معاشاً لمن لا معاش له.
- جودة الخدمات، وسوف تخصص الدولة 100 مليار جنيه في السنوات الخمس المقبلة للطرق والمدارس والمستشفيات والصرف الصحي الذي يدخل ألف قرية بجانب التليفونات والغاز الطبيعي.
(5)
- ثالثاً: قوانين جديدة لاستكمال خطط الإصلاح ومقاومة التعديات والفساد، وأبرزها القانون الذي يتقدم به الرئيس للبرلمان حول استغلال أراضي الدولة ويضع تنظيماً محكماً لتعظيم العائد منها.
- مشروع قانون لتحقيق أقصي استفادة من الأصول المملوكة للدولة، وهي كنز حقيقي وكبير يمكن أن يحقق دفعات كبيرة للارتقاء بالخدمات، وجلب عوائد استثمارية ضخمة.
- الإدارة المحلية التي تحتاج ثورة عنيفة للقضاء علي كل صور الانحراف والفساد، وموروثات الروتين والتعقيدات التي تقف في وجه النمو والإصلاح.
(6)
- رابعاً: التأمين الصحي، مظلة الطمأنينة للأسر المصرية، وطلب الرئيس من البرلمان أن يسرع بإصدار تشريع يحمي الفقراء من الخوف والهلع من المرض، وأن تتحمل الدولة العبء عن الفقراء.
- رد الرئيس ببساطة علي الشائعات التي تشكك في خروج بعض المستشفيات الجامعية عن علاج المواطنين الفقراء، واصفاً مثل هذا الكلام بأنه «تأليف وتلحين»، ولا يجب تصديق كل ما يقال.
- طلب الرئيس من البرلمان أن يتحمل الأغنياء والميسورون والقادرون فاتورة التأمين الصحي، كل حسب قدراته ودخله، أما الدولة فتتحمل العبء عن غير القادرين.
(7)
- خامساً: ثقافة العمل الحر وإصلاح منظومة التعليم.. وتشجيع المبادرات الفردية والاهتمام بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التي تفتح آفاقاً جديدة أمام الشباب للخلق والإبداع.
- سوف يتضمن البرنامج الرئاسي تجربة جديدة في مصر لإنشاء مجمعات تكنولوجية متكاملة في أربع محافظات، تضم المدارس الفنية والمصانع والجامعات والمعاهد.
- يضاف إلي ذلك قانون الوظيفة المدنية الذي يستهدف استغلال الطاقات البشرية بالشكل الأمثل، فالهدف هو تشجيع ثقافة العمل الحر بعيداً عن ثقافة العمل الحكومي السائدة منذ عقود.
(8)
- سادساً: الطاقة والمياه ولم يترك الرئيس هذه القضايا التي تمس أمن مصر القومي بل حدد خطوات وبرامج عملية لتأمين مستقبل مصر، وتوفير احتياجات الأجيال القادمة.
- الطاقة لها مشروعات عملاقة، سواء بالمحطات النووية السلمية أو التوسع في إنشاء محطات الكهرباء، أو استخدام الطاقة البديلة للشمس والرياح وسوف يوفر 20% من الكهرباء بحلول عام 2020 .
- المياه قضية أمن قومي ولها ثلاثة أبعاد مهمة هي: استمرار الحوار الهادئ مع دول الحوض ورسم سياسات جديدة لترشيد استهلاك المياه بجانب قانون جديد لتعظيم الاستفادة من المياه الجوفية.
(9)
- سابعاً: القضايا العربية والإقليمية، وفي صدارتها القضية الفلسطينية، وحمَّل الرئيس المجتمع الدولي والولايات المتحدة وإسرائيل مسئولية تعثر مباحثات السلام في المنطقة خصوصاً إسرائيل.
- السودان والعراق ولبنان واليمن، ودعوة جديدة من الرئيس لعمل عربي مشترك يحفظ هوية العرب ويتصدي لمحاولات الهيمنة وبسط النفوذ من أجل أمن وسلام المنطقة العربية.
- أهم ما يلفت الانتباه في خطاب الرئيس أنه يسمو فوق الجدل والصخب والضجيج الذي أعقب الانتخابات البرلمانية، ويمهد الأجواء لمرحلة جديدة عناونها «مصر فوق الأشخاص والأحزاب».


E-Mail : [email protected]