فرصة أوباما الأخيرة

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 01 - 09 - 2010


بعد ساعات سيلتقي الرئيس مبارك الرئيس الأمريكي أوباما في جلسة محادثات قبيل بداية المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي وصفها الرئيس مبارك بالفرصة التي يجب أن يغتنمها جميع الأطراف.. الرباعية الدولية والإدارة الأمريكية إلي جانب الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلي اتفاق سلام عادل في غضون عام.. كرؤية مصرية بحكم الانشغال والجهد ولخبرة والدور والتأثير.. ومكانة الرئيس مبارك الحكيمة.. رؤية واضحة أثبتت مجريات الأحداث صدق توقعاتها وتجرد نواياها فيما يتعلق بعملية السلام أو فيما يخص كل ملفات الاقليم.

 
وفي هذا السياق فإن التوقع من جميع الأطراف لإنجاح هذه المفاوضات والتوصل إلي اتفاق فلسطيني إسرائيلي في غضون عام توقع كبير.. بغض النظر عن الانطباعات التشاؤمية التي تحوم حول سير المفاوضات بسبب مواقف نتنياهو المعلنة من ملفات الحل النهائي.

ومن ثم فإن المنتظر من الرئيس أوباما وإدارته الكثير.. كراع رئيسي لعملية السلام يتمتع بعلاقات تاريخية وثيقة بإسرائيل تتيح له التدخل والتأثير علي المواقف الإسرائيلية بشكل أو بآخر من جانب.. ومن جانب آخر يدرك التداعيات التي طالت الصورة والمصالح الأمريكية في المنطقة ووسط شعوبها بسبب مواقف إدارة الرئيس بوش الابن السابقة والتي لم تنجح سوي في اشعال التطرف و تشجيع الإرهاب.. والتي فرضت علي الرئيس أوباما أن يبدأ رئاسته بمحاولات مد الجسور مع الشعوب العربية والإسلامية وجاء إلي القاهرة ليعلن منها سياسات أمريكية تتعلق بالقضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلي الحل العادل طبقا للشرعية الدولية وعلي أساس الدولتين.

الشعوب العربية والإسلامية تنتظر أداء إدارة الرئيس أوباما التي ترعي المفاوضات المباشرة.. وتنتظر أيضا أن تري الموقف الأمريكي يخرج من سياق الكلام والأماني الطيبة والمواقف المتباطئة إلي حد التراجع.. ولا أقول هنا بانحياز من الإدارة الأمريكية وإنما فقط محاولة التمسك بمرجعيات تم التوصل إليها علي مدي سنوات طويلة مضت كانت الإدارات الأمريكية السابقة طرفا في التوصل إليها كأساس للحل النهائي لملف القضية الفلسطينية.
الشعوب العربية ومعها الشعوب الإسلامية تنتظر الرئيس أوباما.. في فرصة أخيرة تحافظ علي المصالح الأمريكية وتغير من الصورة الأمريكية القبيحة التي رسمها رئيس الشر بوش الابن.

[email protected]