الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

إلى مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية




السيدة المحترمة ميركل

كأحد المصريين الذين درسوا قبل أكثر من خمسين عاما فى ألمانيا ونهلوا من علمكم وثقافتكم، أود أن أوضح لكم موقف ورأى معظم أفراد الشعب المصرى بشأن الأحداث الجارية فى مصر. كما تعلمين، تعد مصر من أقدم دول العالم، وحضارتها من أكثر الحضارات تطورا، ولكن للأسف، حكمت واحتلت مصر لأكثر من ألفى عام بواسطة أجانب. ومنذ حوالى ثلاث سنوات تقريبا قاوم الشعب المصرى الفساد والظلم، وكنا نأمل فى مستقبل أفضل، ولكن كانت الصدمة هائلة.

وفى 30 يونيو، و3 يوليو، و26 يوليو من هذا العام، خرج ملايين المصريين إلى الشوارع وكانت ثورة وانتفاضة شعبية، حماها الجيش والشرطة ولم تكن انقلابا عسكريا كما يشاع. وما حدث عندنا ليس من المتصور لكم وللشعب الألمانى، وعلى سبيل المثال، فقد أحرقت الكنائس -مع العلم بأنى مسلم- هوجمت مراكز للشرطة، وأحرق ودمر وسرق متحف الملك إخناتون أول من نادى بوحدانية الله فى التاريخ مع زوجته الملكة نفرتيتى.

هل من الممكن أن تتحمل جمهورية ألمانيا احتلال ميليشيات مسلحة لبرج كاتدرائية كولن وإطلاق النار على المواطنين؟ هذا ما حدث فى القاهرة، حيث احتلت ميليشيات الإخوان المسلمين المسلحة مئذنة أحد المساجد الكبرى وأطلقوا الرصاص على المواطنين. هل تقبلون أن يتم عزل حى عن العالم؟ هذا ما حدث مع حى مدينة نصر بالقاهرة، وهو يضم حوالى 2 مليون نسمة، حيث عزل خمسين يوما عن العالم والحياة من قبل هذه الميليشيات الإخوانية، حيث كان سكان منطقة رابعة يتم تفتيشهم ذاتيا يوميا. أسابيع كثيرة سميت أيام الجمعة بها جمعة القصاص، جمعة الغضب، جمعة الشرعية، جمعة الرحيل وقد أوصدت الشوارع بحوائط أسمنتية، ولك أن تتخيلى أن نعيش خمسين يوما بدون خدمات أقلها التخلص من القمامة.

وأخيرا أشكر لسيادتك صبرك وأتعشم أن تكونى حصلتى على صورة موجزة لما حدث ويحدث فى مصر!