السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«وجع الأغانى» الكتاب السادس من «يوميات الوحدة» لـ«سهى زكى»




صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة الكتاب السادس من «يوميات الوحدة» للكاتبة سهى زكى بعنوان «وجع الأغانى»، وهو عن المدونة الخاصة بها، التى تتميز بلغة سرد أدبية، وهى من الأديبات القليلات اللاتى يتعاملن مع المدونة بفكرة على أساس المفكرة الأدبية.

ترصد سهى زكى فى «وجع الاغانى» أوجاع الوحدة والتذكر بعد رحلة مرت بها من الأوجاع فقدت خلالها أصدقاء وأحباء سواء بالموت او بالتيه، فتطرح عدة أسئلة وجودية وتحاول البحث عليها من خلال حوار داخلي، فنجدها تقول: من اختار الوحدة، من أجبر عليها؟! هل يعرف احدكم اجابة لهذا السؤال؟! لا لا يتكلم أحدكم فأنا لست ديمقراطية فى تلقى الاجابات لأن ما عرفته ان الديمقراطية فى هذه المسائل هى متاهة تؤدى بنا الى حزن وفراق سيجلس بعضكم آخذًا وضع المفكر والبعض الاخر وضع النصح والإرشاد والكثيرين منكم وضع اللا مبالى! لن تتفقون بالتأكيد ولن تأتينى اجابة ترضينى لأننى كما سبقت وكتبت لا أرضى بالاجابات المتنوعة وبالتالى احتراما للغير لن أجيب على السؤال ولا يجيبنى أحد عليه! الوحدة هى لم اعتاد عليها بل أرفض اعتيادها أنشغل بأحلامى الذى أفشل فى تفسيرها وأنجح تماما فى تفسيرها لغيرى وتلك التى أراها لناس لا أعرفهم ورغم إيقاع اليوم الصاخب إلا أننى أجد الوقت دائما لتذكر من تركوا سفينتى ورحلوا، أجد الوقت لمشاهدة ألبوم عائلتى الذى تجمعت بين دفتيه ثلاثون عاما اختفت من بعدهم لقطات مبهجة لأمى وشقاوة أختى واختفت من بعدها صور بكاميرا ابى ورقصات كارمن لأخى الصغير وبراءة أخى الكبير رغم إرغام الحياة على وحدتى بأن تختار صديقة عمرى أن تتدثر بلحاف ثقيل يخفيها عنى، فأخرج من أحضانها لأختار أى حضن من الأحضان المفتوحة عن أخرها لى سأحضن، اكتشفت أن لدى طاقة تكفى لاحتضان العالم ومثلما أشعرتنى صديقة طيبة بأننى أبتز مشاعرها.

بقت معى صديقة تتمنى أن أطلب منها نجوم السماء والكثير من البشر الذين ظهروا فى حياتى وقت وجود أمى وحواهم ألبوم عائلتى يطوفون فى هوائى كما تطوف الملائكة حول طفل مذعور من كلاب الشوارع، يحموننى بأرواحهم الطيبة

بخفة ويضعوننى على أرجوحة أنا وأبنتى فتتماوج بنا الأرجوحة حتى نصل أنا وهى

إلى غصن أعلى شجرة فرعها فى السماء ترى مع كل هذا الضجيج أجد مكانا للوحدة فمنذ وعى إحساسى بجسدى وأنا أحلم أننى أطير بلا توقف فى السماء
فقط، جسدى يحلق بصورة ساحرة ما بين الأرض والسماء وأنا فى حالة الطيران ألمحه هو أيضًا يطير بنفس طريقتى محلقا بلا أجنحة ونظرا لعدم وجود تلك الأجنحة نفقد السيطرة على التحليق فتتجاذب أيدينا نصنع بجسدينا جناحان كبيران

نتزن لاحساس الرعشة الطفولية التى انتابتنا مختلطة بالخوف من السقوط أو الصعود لأعلى من المسموح فالأرض ملجأ العاشقين بكل تأكيد أما السماء فهى مكان للقاء الأرواح الاثيرية حيث كان الاحساس أقوى من الرغبة فى الطيران حاولنا أن نتعانق ولكن كلما حاولنا نفقد السيطرة فلا يساعدنا الهواء على الثبات فنعاود وزن جسدينا لم نحتمل مقاومة رغبتنا فى العناق فككنا أيدينا وبمجرد أن فككناها وقعنا نعم وقعنا ثم اختفينا تماما عندما استيقظت وجدتنى احتضن وسادتى بسعادة.