الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس فى اجتماع قيادات الحزب الوطنى الديمقراطى: نخوض الانتخابات مدركين المنافسة الشرسة ونثق في قدرة الحزب علي قيادة العمل الوطني






إسلام كمال رجب المرشدي روزاليوسف اليومية : 11 - 11 - 2010



ألقي الرئيس حسني مبارك أمس، كلمة خلال اجتماع قيادات الحزب الوطني الديمقراطي أكد خلالها أن الحزب اختار مرشحيه لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، من خلال عملية مؤسسية غير مسبوقة، ووجه كلمة إلي من لم يحالفهم التوفيق في الاختيار قائلا: إن الحزب يحمل لهم كل الفخر والتقدير والاعتزاز.
وقال للمرشحين إن مسئولية كبري تقع عليهم وعلي الحزب خلال الأسابيع المقبلة.. وأوضح أن نتائج الانتخابات تحدد مسار العمل الوطني خلال السنوات الخمس القادمة مدركين ما يواجهه الحزب من منافسة «شرسة».
تطرق الرئيس إلي رؤية الحزب الاستراتيجية في الإصلاح السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، كما تطرق إلي الصعاب والتحديات لتصل ثمار التنمية ومنافع الإصلاح والنمو لجميع أفراد الشعب، ومد شبكات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، وتطوير خدمات التعليم، والصحة والمواصلات والإسكان والمرافق.
وإلي نص كلمة الرئيس:
الإخوة والأخوات قيادات الحزب الوطني الديمقراطي..
أرحب بكم جميعًا.. ويسعدني أن أتحدث إليكم.. ونحن علي أعتاب انتخابات بالغة الأهمية لمجلس الشعب.. يسعي الحزب خلالها من جديد لكسب ثقة وأصوات الناخبين.
التقي بكم اليوم.. وقد اختار الحزب مرشحيه للانتخابات المقبلة.. من خلال عملية مؤسسية غير مسبوقة.. شارك فيها جميع أعضائه في إبداء الرأي وتقييم المرشحين.. وفق معايير موضوعية واضحة.
أقول لمن لم يحالفهم التوفيق في الاختيار.. إن الحزب يحمل لهم جميعًا كل الفخر والتقدير والاعتزاز.. وأن الباب يظل مفتوحًا أمامهم للترشح في انتخابات أخري مقبلة.. وأقول لهم: إن الحزب يظل في حاجة لإسهامكم وجهودكم.. علي ساحة العمل الحزبي والوطني.
وأقول لمن تقدم الحزب بترشيحهم لخوض الانتخابات.. إن مسئولية كبري تقع عليهم وعلي الحزب خلال الأسابيع المقبلة.. فسوف يواجهون منافسة محتدمة.. في انتخابات تحسم نتائجها إرادة وأصوات الناخبين.. تأتي بمجلس الشعب في تشكيله الجديد.. وتعزز ممارستنا الديمقراطية في المرحلة المهمة المقبلة.
سوف تحدد نتائج هذه الانتخابات مسار العمل الوطني.. خلال السنوات الخمس المقبلة.. وسوف نخوضها مدركين ما يواجهه الحزب من منافسة شرسة.. موقنين كعهدنا أن العمل الحزبي والوطني.. مسئولية وعطاء، نواصل الاجتهاد في خدمة الوطن والمواطنين.. نحفظ أمن مصر القومي وأمان مواطنيها.. ونثق في قدرة الحزب علي قيادة العمل الوطني.. ومواصلة العطاء من أجل كل مصري ومصرية.
سجل مشرف
الإخوة والأخوات
إننا نخوض الانتخابات المقبلة.. بسجل مشرف بما تحقق علي أرض الواقع.. وعلي امتداد أرض الوطن، سجل حافل.. هو نتاج الرؤية الاستراتيجية الحاكمة التي طرحها الحزب.. للتعامل مع مختلف السياسات العامة.. وقضايا التغيير والتطوير والإصلاح علي جميع محاوره.
إصلاح سياسي.. عززته التعديلات الدستورية عامي 2005 و2007، استهدف ترسيخ دعائم نظامنا الجمهوري.. وإرساء أسس دولة مدنية حديثة.. بما تعنيه من الابتعاد بالدين عن السياسة، وإعلاء مبدأ المواطنة، وتعزيز استقلال القضاء، وتدعيم دور البرلمان، وضمان توسيع قاعدة المشاركة السياسية للأحزاب، وتفعيل مشاركة المرأة، والتوسع في اللا مركزية، ونشر قيم الوسطية والاعتدال.. والثقافة الداعمة للتطوير والتحديث والتنمية.
إصلاح اقتصادي.. أعاد صياغة دور الدولة.. لتلعب دور المنظم والمراقب للنشاط الاقتصادي.. تصدي لاختلالات عديدة دامت لعقود في بنية اقتصادنا.. فتح الطريق أمام استثمارات القطاع الخاص.. وأولي اهتمامًا خاصًا لتوسيع البنية الأساسية الجاذبة للاستثمار.. خاصة في الصعيد.. ولقطاعات بعينها كقطاع الزراعة.
إصلاح اجتماعي.. كان وسوف يظل في قلب سياسات وأولويات الحزب.. يسعي لتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية.. يولي أكبر قدر من الرعاية للفئات الأكثر احتياجًا.. لمساعدتهم في الخروج من دائرة الفقر.. ويولي اهتمامًا موازيًا لتطوير الخدمات العامة.. وللاستثمار في البشر بتطوير التعليم والرعاية الصحية.
إننا إذ نتأهب لخوض الانتخابات المقبلة.. نعتز بكشف الحساب الذي نطرحه أمام الناخبين.. بما تحقق علي هذه المحاور للإصلاح.. خلال السنوات الخمس الماضية.
الخطوات الصعبة
نعتز بما حققناه لوضع أسس الإصلاح وترسيخ دعائمه.. فقد مضينا في خطوات صعبة.. كي يتحول اقتصادنا من نظام مركزي موجه من الدولة.. لنظام يعتمد علي المبادرة ودور القطاع الخاص، نجحنا في مضاعفة قيمة الناتج المحلي الإجمالي.. زادت تدفقات الاستثمار نحو عشرين مرة عما كانت عليه منذ خمس سنوات.. ضاعفنا صادراتنا غير البترولية.. أتحنا أكثر من (4) ملايين فرصة عمل جديدة.. قمنا بتوصيل خط الغاز حتي أسوان.. أقمنا طريق الصعيد/ البحر الأحمر.. ووضعنا محافظات الصعيد في قلب جهود التنمية الشاملة.
نعتز بما حققناه لزيادة الدخول الحقيقية لفئات عريضة من المواطنين.. ومضاعفة أجور العاملين بالجهاز الإداري بالدولة.. من المعلمين والأطباء وغيرهم، نجحنا في تطوير قانون المعاشات.. ومضاعفة عدد المستفيدين من بطاقات التموين.. ومساعدات الضمان الاجتماعي.. مضينا في جهود تطوير التعليم وخدمات الرعاية الصحية.. وبرامج الاستهداف الجغرافي للفقر.. وحققنا إنجازًا غير مسبوق.. في مشروعات محطات المياه والصرف الصحي.
إننا نعتز بكل ذلك.. وبغيره.. مما حققته لنا خطوات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.. كما نعتز بما حققناه من إصلاح سياسي.. أعطي لحياتنا السياسية زخمًا جديدًا.. جعل اختيار رئيس الدولة بانتخابات تعددية وتنافسية مباشرة.. بدلاً من الاستفتاء علي مرشح واحد، عزز دور البرلمان واستقلال القضاء.. وأكد علي التوسع في اللامركزية.. دعمًا لدور المحليات.
وفضلاً عن كل ذلك.. فإننا في الحزب الوطني.. نعتز بأننا تعاملنا مع قضايا الداخل المصري.. واضعين نصب أعيننا قضايا منطقتنا والعالم من حولنا.. وسط منطقة صعبة بصراعاتها وأزماتها.. وعالم يموج بالتحديات والتحولات، نجحنا في أن نجنب مصر وشعبها.. ما لحق بدول أخري في منطقتنا وخارجها.. من ويلات ودمار.. لم يغب عنا للحظة.. ما يهدد أمن مصر القومي من تحديات ومخاطر.. وما يهدد أمن مواطنين من قوي الإرهاب والتطرف.. والمحاولات المتتالية للنيل من وحدة أبناء الوطن.. من المسلمين والأقباط.
إن هذا قليل من كثير.. حققناه خلال السنوات الخمس الماضية.. وإننا إذ نحمل مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا السجل المشرف.. نقبل علي الانتخابات المهمة المقبلة.. وأعيننا علي المستقبل.. وما نتطلع لتحقيقه لمصر وأبنائها.
المكاسب والتحديات
الإخوة والأخوات..
إن الحزب مقبل علي هذه الانتخابات.. مدركًا أن ما حققناه لا يمثل نهاية المطاف.. فلا نزال كغيرنا من الدول والشعوب أمام صعاب وتحديات عديدة.. ولا يزال أمامنا المزيد من العمل الشاق.. لنحقق آمالنا وتطلعاتنا.
لا يزال هناك من أبناء شعبنا.. من لم تصلهم بعد ثمار ومنافع الإصلاح والنمو والتنمية، لا يزال هناك من ينتظرون فرصة للعمل والرزق الكريم.. ومن ينتظرون أن تصل إليهم شبكات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.. ومن يتطلعون إلي خدمات أكثر تطورًا.. في التعليم والرعاية الصحية والمواصلات والإسكان والمرافق.
هناك من الفقراء والبسطاء من يعانون عناء الحياة.. ومن الفئات محدودة الدخل من يعانون ارتفاع الأسعار ونفقات المعيشة، هناك من يشعرون بالقلق علي مستقبل أسرهم.. ويحتضنون آمالاً وطموحات لأنفسهم.. وللأبناء والأحفاد.
إننا نخوض الانتخابات المقبلة.. وأعيننا علي هؤلاء.. ونطرح برنامج الحزب للسنوات الخمس المقبلة.. من أجل هؤلاء، نطرحه من أجل المزيد من النمو وفرص العمل وتحسين الدخول.. نطرحه من أجل المزيد من التصدي للفساد.. والمزيد من الحماية للأسرة المصرية.. والسيطرة علي التضخم وضبط الأسواق والأسعار، من أجل البسطاء والفقراء والمهمشين.. لسكان العشوائيات والقري الأكثر حرمانًا واحتياجًا.. لمن لم تصلهم بعد خدمات الصرف الصحي.. للساعين للمسكن اللائق، والتعليم المتطور، والتأمين الصحي الشامل لأسرهم.. للفلاحين بمزارعهم في القري والنجوع.. لأصحاب المعاشات.. للعمال في مصانعهم وورشهم.. لأبناء الطبقة المتوسطة المصرية الآخذة في الاتساع.. ولأهالي المحافظات المتطلعين للمزيد من اللامركزية.. لكل هؤلاء.. ولكل أبناء الشعب.. يطرح الحزب اليوم.. برنامجه الجديد أمام أبناء الشعب.. لنبني علي ما حققناه لهم وبهم.. منذ عام 2005 .
برنامج يتعهد بتحقيق أهداف محددة.. علي المستوي القومي ومستوي جميع الدوائر الانتخابية.. خلال السنوات الخمس المقبلة.. برنامج ينطلق بنا انطلاقة جديدة.. تعزز بنيان ديمقراطيتنا.. تعطي الأولوية لزيادة الاستثمار والنمو وفرص العمل.. تنتقل بنا لمصاف الاقتصادات القوية البازغة.. ترفع مستوي معيشة المواطنين.. ترتقي بما يقدم إليهم من خدمات.. توسع قاعدة العدل الاجتماعي علي أرض مصر.. وتمضي في الدفاع عن الأمن القومي للوطن.. وسيادته ومصالحه العليا.. وتحمي أراضيه وشعبه من أية مخاطر أو تهديدات. إن هذا البرنامج الطموح الذي يطرحه الحزب.. يحتاج لموارد جديدة.. ومصادر تمويل إضافية.. تتجاوز الاعتماد علي ميزانية الدولة فحسب.. نحتاج لمواصلة تشجيع القطاع الخاص.. واجتذاب المزيد من الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية.. لسد الفجوة بين المدخرات الوطنية.. وما يحتاجه اقتصادنا من استثمارات.. خلال السنوات الخمس المقبلة.. كما أننا في حاجة مماثلة لأساليب تمويل جديدة ومبتكرة.. تعزز قدرتنا علي سد هذه الفجوة.. بما في ذلك من خلال الإطار التشريعي الذي اعتمدته الدورة البرلمانية الماضية.. لتنظيم المشاركة بين الدولة والقطاع الخاص.. في مشروعات البنية الأساسية وغيرها.
تعدد الرؤي
الإخوة والأخوات..
إن حياتنا السياسية تشهد حركة وحيوية غير مسبوقة.. خلال السنوات القليلة الماضية.. أحرص كل الحرص علي استمرارها.. بل ودفعها للأمام، كما أنني علي اقتناع أكيد.. بأن ما تشهده ساحة العمل الوطني من تعدد في رؤي الأحزاب وتوجهاتها.. هو أحد مصادر قوتنا وحيويتنا.. وأثق أننا سنمضي للأمام.. كأمة عريقة.. وشعب واحد.
قد تتعدد الرؤي والتوجهات.. لكن أبناء الشعب يشتركون جميعًا في التطلع للحياة الكريمة والأفضل.. ومن أجل كل هؤلاء.. وضع الحزب برنامجه للانتخابات المقبلة، كنا وسوف نظل مدركين أن تلك هي أولويات الناس واهتماماتهم.. ولابد أن تكون بالتالي أولويات الحزب الوطني واهتماماته وشواغله. سنخوض هذه الانتخابات.. بتجربة تعتز بها المرأة المصرية.. ونعتز بها جميعًا.. بعد نجاحنا في تخصيص (64) مقعدًا للمرأة بمجلس الشعب.. لأول مرة في تاريخ حياتنا السياسية.. ودون أن يأتي ذلك خصمًا من حق المرأة.. في المنافسة علي باقي مقاعد المجلس، إنني أهنئ المرأة المصرية.. بأولي تجارب ممارستها لهذا الإنجاز في الانتخابات المقبلة.. وأتطلع إلي أداء متميز لمرشحات الحزب في هذه الانتخابات.. كما أتطلع لأداء رفيع مماثل تحت قبة البرلمان.
المشاركة الفاعلة
إنني أعاود تأكيد تطلعي وتطلع الحزب لانتخابات حرة ونزيهة.. تتم تحت إشراف اللجنة العليا للانتخابات، ومراقبة المجتمع المدني المصري.. وتتيح الفرصة لأوسع مشاركة من الناخبين للإدلاء بأصواتهم، إن هذه الانتخابات سوف تحسم نتائجها.. إرادة وأصوات الناخبين.. ورؤيتهم لمستقبله ومستقبل أسرهم ومجتمعهم.. ومستقبل مصر والمصريين، سنخوض الانتخابات المقبلة موقنين أن أمامنا مرحلة مهمة، من العمل الحزبي والبرلماني والوطني.. والعديد من قضايا الداخل والخارج للتعامل معها.. كي نبني علي ما حققناه.. ولكي نصنع معًا هذا المستقبل.
إن تقدم الأمم والشعوب.. لا يتحقق دون السعي الجاد إليه.. ودون المشاركة الفاعلة لكل أبناء الوطن.. وأقول لكم ولأبناء الشعب: إن الطريق إلي الحاضر والمستقبل الأفضل.. يقتضي تضافر جهودنا جميعًا.. فلا سبيل لنا إلا المزيد من المشاركة والعرق والكفاح.. نمضي علي هذا الطريق بثقة ويقين.. نجتهد في العمل من أجل الوطن وأبنائه.. نحفظ أمن مصر القومي علي جميع دوائره ومحاوره.. ونفي بعهدنا لمصر وشعبها.. بمسئولية وأمانة.
أتمني لكم ولمرشحي الحزب كل التوفيق في الانتخابات المقبلة..
لكم جميعًا تقديري واعتزازي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته