الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحزان وزغاريد.. وانتقام فى وداع الشهداء




حالة كبيرة من الغضب والسخط العام تسود محافظة المنوفية عقب تلقيهم خبر سقوط 25 شهيدا بالهجوم الارهابى على مجندى الامن المركزى بسيناء وبدأت الانباء تتوالى على مديرية أمن المنوفية عن انتماء عدد من الشهداء الى مختلف مدن ومراكز المحافظة.
 
اكتست قرى ومدن المنوفية بالسواد لاستقبال 21 جثمانا لشهداء الحادث الارهابى المفزع بسيناء صباح اليوم، الذى راح ضحيته 25 من جنود الامن المركزى برفح،حيث لم تخل قرية او مدينة بالمنوفية من الاصابة بفقد أحد أبنائها فى الحادث.

فى مدينة شبين الكوم وبالتحديد شارع الاستاد الرياضى يسكن الشهيد عبد الرحمن حسن عبد المحسن 21 عاما لم يكن أهل الشهيد على علم بمصرع نجلهم ويتمنون ألا يكون الخبر صحيحا.

وما أن تأكدوا من خبر استشهاد نجلهم حتى انهار حسام شقيق الشهيد دخل فى حالة بكاء هستيرى جراء الصدمة رافضا ما حدث لأخيه من اعتداء غاشم وغادر على يد مجموعة إرهابيين خانوا الوطن.

وقال حسن عبد المحسن 50 سنة والد الشهيد لا نملك ألا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل مطالبا بالقصاص من قاتليه الخونة قائلا "انا لسه دافن أخوه من 3 سنين الله جاب الله خد الله عليه العوض".

وأكد والد الشهيد أن نجله غادر المنزل أمس الأول متجها إلى كتيبة الاحراش برفح لينهى إجراءات تسليم عهدة الخدمة العسكرية برفح إلا أنه استشهد بعد انتهاء واجبه الوطنى داعيا الله ان يصبره على فراق ولده.

وفى حين اصيبت خطيبة الشهيد بصدمة عصبية فور سماعها الخبر وسط صراخ من أقاربه لاتمامه حفل خطوبته منذ 10 ايام فقط وكان يجهز لزواجه عقب عيد الاضحى المبارك.

وطالب والد الشهيد بالقصاص لدماء نجله وزملائه من قاتليهم الارهابيين قائلا: "لا نملك ألا نقول ما يرضى الله إنا لله وان إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وفى غضون ذلك اشتعلت قرية المصيلحة مركز شبين الكوم غضبا بعد ورود خبر استشهاد " أحمد عبد العاطى حسن عبد الشافى 21 سنة وهدد الاهالى بإحراق منازل جماعة الاخوان المسلمين بالقرية وإخراجهم من ديارهم متهمين الاخوان بالتسبب فى مقتل الجنود فى سيناء وقتل ابن القرية وشهدت أيضا مناوشات بين أحد أهالى القرية المنتمين للجماعة وأهالى وأقارب الشهيد عند مروره من أمام منزل الشهيد وقذفوه بالحجارة متهمينه بالتسبب هو وجماعته فى مقتل الشهيد.

وقال عبد العاطى حسن 60 سنة والد الشهيد "حسبى الله ونعم الوكيل وربنا يصبرنى على فراق أحمد ومنهم لله القتلة والارهاب"، مشيرا إلى أن زملاءه فى الجيش هم من أبلغوه بمقتل نجله ولا يعلم شيئا عن جثمانه ولم يتواصل معه أحد من مديرية الامن.

وفى قرية شبرا خلفون التابعة لمركز شبين الكوم توعد اهالى المجند الشهيد عفيفى سعيد عفيفى بالثأر من جماعة الاخوان المسلمين والذين اتهمهم الاهالى بالتسبب فى الحادث الارهابى ومنعهم من دخول القرية بعد دفن نجلهم الشهيد بمقابر الاسرة.وفى مشهد مأساوى جلس سعيد عفيفى والد المجند امام منزله بالقرية مصابا بحالة هيسترية من البكاء واصيب والدته بحاله عصبية وقائلة "سايبنى ونزلت ليه كان قلبى حاسس" مضيفة أن آخر لقاء كان قبل سفره وطلبت منه العودة لاحتضانه قبل أن يغادر لكنه انطلق واشار لها من بعيد وقال لها "لا إله إلا الله" هجيب الشهادة وهبقى معاك على طول.

وأضافت والدة الشهيد أنه كان أطيب أولادها وان لديها عمرو الاخ الاكبر 30 سنة وايهاب 27 سنة وعفيفى الشهيد 21 سنة وثلاث بنات فاطمة وفوزية ونورا.

واشار خالد محمد فرج خال الشهيد الى أنهم تلقوا خبر وفاة ابن شقيقته من التليفزيون وتوجهوا بعد ذلك الى قسم شبين الكوم الذى اكد لهم خبر الوفاة مضيفا ان الشهيد هو الاخ الاصغر لاشقائه وانه توجه امس لانهاء خدمته العسكرية وانه تلقى منه اتصالا تليفونيا منذ يومين بتواجدهم فى موقف العريش وانهم يحتفلون بإنهاء خدمتهم وفى انتظار توصيلهم.

واضاف خال الشهيد ان الحادث عملية مدبرة من جماعة الاخوان المسلمين لاستهداف ابرياء ليس لهم ذنب سوى خدمة وطنهم مشيرا الى انهم سيأخذون بثأر نجلهم من اعضاء الجماعة بالقرية.

وردد الأهالى بالقرية هتافات "لا اله الا الله والشهيد حبيب الله يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح" ويتوعدون لهم عقب الانتهاء من دفن جثمان ابن القرية.
فى مشهد مهيب ارتسمت علامات الحزن والاسى على وجوه اهالى قرية كفر عشما التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية بعد نبا اشتهاد ابراهيم عبد اللطيف الشال احد المجندين الذين لقى مصرعه فى سيناء.

الى ذلك دخلت والدته الحاجة وفاء فى غيبوبة بعد اصابتها بانهيار عصبى بعد سماع نبا استشهاد نجلها الذى توفى والده منذ عام ونصف ويعتبر هو العائل لاسرته لاصابة والدته بالعديد من الامراض وهو الاخ الاصغر حيث يكبره شقيقه عبد الغفار.

واوضح فوزى الشال عم الشهيد ان ابراهيم حاصل على مؤهل متوسط وكان يعمل مبيض محارة وسافر منذ يومين بعد قضاء اجازته الاخيرة بالقرية حيث كان يقضى مدة خدمته بالامن المركزى بسيناء منذ 4 اشهر.

وكشف عن تلقى الخبر المشؤم بعد ظهر امس الاول من مباحث الشهداء التى طالبتهم بعدم الذهاب للقاهرة لاستلام الجثمان وانهم سيقومون بتسليمهم الجثمان لدفنه بمقابر الاسرة.

واتهم عمه جماعة الاخوان المسلمين بالتسبب فى مقتل نجل شقيقه قائلا انهم هم الطرف الثالث الذى يريد خراب البلاد مرددا "حسبى الله ونعم الوكيل".
ولم يختلف الحال فى قرية السولمية التابعة لمركز الشهداء عن باقى القرى الاخرى حيث أتشحت أيضا بالسواد بعد نبأ استشهاد الشهيد ابراهيم نصر السيد البروسلى احد لاستقبال جثمانه حيث ذهب والده الذى يعمل مدرسا بالتربية والتعليم الى مطار قويسنا انتظارا لوصول الجثمان وجده ذهب الى مطار ألماظة.
واكد صبرى البرسلى عم الشهيد ان ابراهيم الحاصل على دبلوم متوسط هو الاخ الاوسط بين اشقائه ذهب منذ يومين الى سيناء لتسليم ادواة جيشة والمخلاء التى كانت بحوزته لاستلام شهادة المعافاة وانهاء خدمته فرجع قتيلا الى اهله.

واضاف أن والد الشهيد ظل على اتصال به منذ سفره وكان يؤكد له سوء حالة الطريق وانه قام بالاتصال به صباح امس الاول فرد عليه ضابط بالمستشفى العسكرى ابلغه بوفاة نجله.

وفيما حطم المئات من اهالى قريتى تتا وغمرين التابعون لمركز منوف خمس محلات تابعة لجماعة الاخوان المسلمين وذلك بعد استشهاد 21 من اهالى المنوفية فى حادث سيناء،  توعد الاهالى اعضاء الجماعة بالقرى بحرق وتكسير منازلهم ومحلاتهم التجارية وطالبوهم بالرحيل عنها لانهم الجماعة الارهابية.
وقال شهود عيان بالقرية إن ابراهيم البغل " صاحب محل سيرامك واحد القيادات الاخوانيه " قام باطلاق اعيرة خرطوش على الاهالى عقب قيامهم بتكسير المحل الخاص به وكشف الدكتور اسامة ابو ليل مدير مستشفى منوف العام عن وصول 6 مصابين الى المستشفى لافتا الى انه تم رفع درجة الاستعداد بالمستشفى لاستقبال اى حالات.

كما حطم نحو 150 من اهالى وشباب محافظة المنوفية محل مؤمن التابع لجماعة الاخوان المسلمين بشارع الاستاد بشبين الكوم حيث قاموا بتكسير اللافتة الرئيسية وواجهة المحل وذلك بعد استشهاد 21 من اهالى المنوفية فى حادث سيناء.

كما أغلق العشرات منهم محلات الدهب والبقالة بشبين الكوم التابعة لجماعة الاخوان المسلمين مهددين بتكسيرها واشعال النيران بها، وتجمع الالاف امام ديوان عام محافظة المنوفية وذلك انتظارا لجثمان شهداء حادث سيناء الارهابى لدفنهم فى مقابر اسرهم.

وفى سياق متصل سادت حالة من الغضب العارم بين ابناء محافظة المنوفية فى المدن والقرى والمراكز وذلك عقب دفن جثث شهداء حادث سيناء الارهابى الذى راح ضحيته 21 من ابناء المحافظة.

و قام الآلاف من اهالى مدينة الشهداء بتحطيم محلات سندس التابعة للاخوان ونهب محتوياتها واحراق واجهة عمارة بشاير الخير بالمدينة وتحطيم عيادة لاحد قيادات الاخوان بالمدينة مؤكدين استمرارهم فى العنف لابادة جميع اعضاء الجماعة.

قام أصدقاء المجند الشهيد يعقوب عبد الحميد بقرية جنزور بإشعال النيران فى جباسة رمال واسمنت تابعة لاحد القيادات الاخوانية بالقرية وتحطيم صيدلية مهددين بحرق منازل الجماعة بالقرية لطردهم منها.

كما أشغل الأهالى بمدينة الشهداء النيران فى البرج السكنى الخاص بالدكتور عاشور الحلوانى، أمين حزب الحرية والعدالة بالمنوفية وذلك قبل تشييع جنازة أربعة من شهداء مركز الشهداء فى مذبحة جنود الأمن المركزى فى رفح، فيما زادت حدة النيران فى المنطقة بأسرها، مما اضطر شركة الكهرباء إلى قطع التيار الكهربائى عن المنطقة من بداية " موقف القاهرة وحتى كوبرى سرسنا".

ردد الأهالى هتافات معادية للإخوان، واصفين أمين الحزب وأعضاء الجماعة بالإرهابيين، مشددين على أنهم سيثأرون للشهداء.

كما حطم العشرات من اهالى شباب قرية جنزور التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية محل منظفات خاص باحد قيادات جماعة الاخوان بالقرية احتجاجا على استشهاد ابن القرية يعقوب عبد الحميد.

وفى جنازة شعبية مهيبة استقبل اهالى القرية جثمان الشهيد يعقوب عبد الحميد وتم دفنه بمقابر الاسرة عقب استلام جثمانه من مطار الماظة وسادت حالة من الحزن بين ابناء القرية وخاصة اصدقاءه.

وهدد الاهالى واصدقاء الشهيد باحراق جباسة رمال بالقرية خاصة بأحد قيادات الجماعة الاخوان ردا على مجزرة سيناء واستشهاد 21 مجندا.

كما نشب حريق هائل، بمدرسة الجيل المسلم بشبين الكوم، والتى يملكها مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان، وتصاعدت ألسنة النيران فى المدرسة والمنطقة المجاورة لها، وسط هتافات وصرخات الأهالى ضد جماعة الإخوان التى وصفوها بالجماعة الإرهابية.

بعد تشييع جثامين شهداء شبين الكوم، عبدالرحمن حسين عبدالمحسن، وسيد صلاح عبداللطيف، وأحمد عبد العاطى عبدالشافى.

كما أشغل أهالى قرية "المصيلحة " النيران فى منزل الدكتور نبيل العيسوى، القيادى الإخوانى، علاوة على تحطيم جميع محلات الإخوان بالقرية.

فيما اقتحم أهالى منوف العمارة السكنية الخاصة بـ"عبدالباسط حجاج" نائب رئيس الجمعية الشرعية، والمنتمى لجماعة الإخوان، وقاموا بتحطيم واجهة العمارة التى يتواجد بها مقر حزب الحرية والعدالة وقاموا بتحطيم واجهتها، كما قاموا بإغلاق أبوابها بالجنازير، منعًا لدخول أو خروج أحد وذلك بعد وصول جثامين الشهداء عبد الناصر محمد صابر، ومحمد عبدالحميد عمر، وسالم محمد البنا.