الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خوارج وسفهاء المسلمين !




المتأمل بحق، المتدبر بصدق، فى أحوال الأمة الإسلامية وأوضاعها، يجد أن «سفهاء» منها وفيها يسيئون إلى الإسلام بأخلاقهم الرديئة، وأفعالهم القبيحة، وأساسهم «ذو الخويصرة التميمى حرقوس بن زهير السعدى الذي جاء مقلصًا ثوبه إلى أنصاف ساقيه، محلق رأسه، قد جز شاربه، جاء بصلافة وجفاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقب معركة حنين معترضًا على قسمة الغنائم قائلًا:
اعدل يا محمد فإنك لم تعدل، إن هذه قسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله.. - أخرجه مسلم - كتاب الزكاة - باب إعطاء المؤلفة قلوبهم وإزاء هذه الإساءة، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من ذرية هذا المسيء خوارج المسلمين (يحسنون القيل ويسيئون الفعل) وهؤلاء ناصبوا الصحابة وأتباعهم - رضى الله عنهم - العداء وكان لسيدنا على رضى الله عنه النصيب الوافر  من عدواتهم، وشعاراتهم الكاذبة، وناظرهم سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما فيما رواه النسائى فى سننه وأقام الحجة عليهم، دون جدوي، هؤلاء هم الخوارج فى التاريخ الإسلامي، وبغاة فى التشريع الإسلامى (سبل السلام 3 / 409 ، الحاكم 2 /155 سنن البيهقى 8 /182 )
وينحى السفهاء منحى آخر فى أواخر الزمان، لهم أوصاف حددها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواها الشيخان وأصحاب السنن فمن ذلك:
- أخبر الصادق المصدوق سيدنا محمد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وعن سفهاء هذه الأمة المسلمة وحد أوصافهم (سيخرج فى أواخر الزمان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، من بنى جلدتنا ويتكلمون بلساننا..»(يحسنون القيل ويسيئون الفعل) (تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجره، يدعون إلى كتاب الله وهم ليسوا منه فى كل شيء). (أزرهم إلى أنصاف سوقهم محلقى شواربهم).
هؤلاء السفهاء الجدد المعاصرون:
- غيروا أصول الإيمان بالله - عز وجل - فجعلوا عقيدة التوحيد مقسمة إلى توحيد ثلاثى بما لا لم يسبق فى التشريع الإسلامى فابتدعوا: توحيد الألوهية، توحيد الربوبية، توحيد الأسماء والصفات.
- وجعلوا الوصف للذات الإلهية أقسامًا ففى الأصل الشرعى لا فرق بين (إله) و(رب) فهما يتبادلان الاستعمال ( الحمد لله رب العالمين) (لكنا هوالله ربي) فهم فرقوا بين (إله) و(رب) وترتب على هذا الشطط أن جعلوا عباد الأصنام كأبى جهل وأبى لهب وحدوا فى قسم وأشركوا فى قسم، بينما أهل القبلة من المسلمين المخالفين لهم كالأشاعرة والصوفية فى نظرهم فى عقيدتهم كلها زيغ وفساد!!!
- ونسبوا لله - عز وجل - حواسًا وجوارح على مقتضى الوضع اللغوى فزعموا أن له - عز وجل - جل شأنه: يد، يدان مبسوطتان، أيدي، وكلتا يديه يمين، فعلى هذيانهم يقال: الله ذوى اليد وذو العين وذو الساق وذوق الحق ( الوسط) وذو الوجه وذو الأصابع وذو الضحك..!! وجعلوا هذه الألفاظ الموهمة للتشبيه بالمخلوق على غير السياق وغير الحقيقة الشرعية وعلى غير اجماع أئمة العلم من مفسرين ومحدثين وفقهاء أوصافًا لله سبحانه - تؤدى لا محالة إلى إله مجسم مجسد!
- وكان المقتضى على تصوراتهم المعتقلة والمختلة أن يقول الله - جل شأنه - (ألم ترإلى الذى حاج إبراهيم فى (إلهه)، وليس فى (ربه) وإن يقول ملك القبر فى السؤال:من إلهك؟ لأن من حاج إبراهيم - عليه السلام - حاجه فى ربه، ولأن الميت يقر بالربوبية حسب العقيدة المتسلفة الوهابية!!
- وأسكنوا الله تبارك وتعالى فى سماء مسافة ومساحة! ويعارضون محكم القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية فى أصوليات إيمانية مثل خلود الجنة والنار. فهم يقولون بفناء النار، فجعلوا خبر آحاد ظنى الورود والدلالة ناسخًا لقطعى الورود والدلالة!
- وجعلوا الاستواء على العرش حسيًا كما مثل واحد من أكابرهم ابن تيميمة الحرانى - غفر الله له ، مع أن الكرسى وهو جزء من العرش (وسع كرسيه السموات والأرض)!
- مكمن الخطورة فيما سلف نسبتها كذبًا وتدليسًا وخداعًا إلى أنها (سنة)سنة من؟ و(سلف) أى سلف؟!!
- ويتظاهرون على المسلمين فيزعمون لأنفسهم من دون المؤمنين أنهم (فرقة ناجية) وينشئون طائفية مجتمعية (عقيدة سلفية، دعوة سلفية، شريعة سلفية) منسوبة إلى المذهبية!!
- ويحصرون فهم الإيمانيات فى عقيدة محمد بن عبد الوهاب سليل نجد موطن الفتن، بإخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهى فى جملتها عقيدة مبتدعة لا أثرة من علم ولا شيء من إجماع، والفقه فى المذهب الحنبلي!
- وقذائف التكفير والشرك والبدعة والفسق ولغة التعامى والتغابى وانتهاك أعراض أئمة العلم وغيرهم، وتدنى خطاباتهم وحواراتهم إلى ما هو مشاهد وحاصل وواقع فى مساجد وقنوات إصدارات! وفضائح وقبائح معلومة معروفة مشهورة.
- وحملهم لواء التشكيك والاحتقار والتنقيص، (راجع أعداد مجلة التوحيد بمصر من اتهامات للأزهر الشريف بأن يدرس العلوم التكفيرية والشركية، وما يطول الأشاعرة والصوفية والإخوان وجماعة التبليغ.. لم ولن يسلم منهم أحد!!
- ويعظمون رموزهم (متحف مخلفات ابن عثيمين..! التبرك بمخلفات محمد حسان وياسر برهامى فى مزاد بيع المتعلقات بآلاف الجنيهات).
- وما أوردته مجلة الفرقان «المتسلفة الكويتية بعددها 729 فى 27 - 5 - 2013 أن الشيخ الحوينى والشيخ محمد حسان والشيخ مصطفى العدوى و.. و.. (متى تكلموا أصغت لهم الدنيا بأسرها..) ص32 ،،
- وهذا إطراء لا مثيل له، ولا عجب فالمفتونون إذا ذكروا رموز الوهابين فوصف (العلامة) وغيره الاسم مجردًا.
- أما شغبهم على الإسلام سمعته ومكانته بما أسموها فتاوى تبعث على الغرابة والنكارة فأمر شرحه يطول!!
- اكتوى المسلمون من الخوارج قديمًا، ويكتوون من سفهاء متسلفة حديثًا، فمن لصحيح الإسلام وأمة المسلمين؟!