السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشريف: لن نستجدي شهادة تقدير من الخارج ونجاحنا موثق من الشعب المصري






إسلام كمال شوقي عصام روزاليوسف اليومية : 27 - 12 - 2010



في خطاب تفصيلي لنشاط ودور الحزب في المعارك السياسية التي خاضها الحزب خلال الخمس سنوات الماضية أكد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني أن تحقيق الحزب أغلبية كبيرة في الانتخابات الأخيرة لم يكن من فراغ وانما نتيجة جهد كبير مشيرا إلي أنها عكست ثقة الشعب في برنامج الحزب.
وأوضح الشريف أن كلمات الرئيس مبارك هي تكليفات لأهداف ومحاور عمل لسياسات الحزب وحكومته وهيئته البرلمانية في مجلسي الشعب والشوري، وأن الحزب منحاز لآمال وطموحات الشعب بكل طبقاته الفقراء قبل القادرين.
وشدد الشريف علي أن الحزب يستقوي بالشعب في مواجهة أي تحديات، ولا يستجدي تصريحات لا وزن لها أو شهادات تقدير من خارج تراب الوطني. وقال "أيادينا مصرية مصرية.. صمودنا مصري.. وكرامتنا مصرية"، وأضاف أن شهادة قبول الحزب ونجاحه نابعة من الشعب وموثقة في صناديق الانتخابات في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري في يونيو 2010 وفي انتخابات مجلس الشعب في نفس العام.
وأوضح الشريف أن نجاح الحزب في انتخابات 2010 لم يكن من فراغ بل نتيجة لإنجازات واضحة في جميع الميادين وحرص علي وحدة الصف الحزبي وتدقيق في اختيار المرشحين، وذلك من خلال الاجتماع شبه الدائم لهيئة مكتب الحزب، والتخطيط لحملة إعلامية مدروسة، وتكوين مجموعات عمل قانونية علي المستوي المركزي وأمانات المحافظات، وغرفة عمليات أمانة التنظيم التي كانت علي اتصال مع 6800 وحدة حزبية، وجهد شاق من غرف عمليات أمانات الأقسام والمراكز والدوائر بإدارة من أمناء الحزب في المحافظات.
وأوضح الشريف أن نتيجة الانتخابات أعطت توكيلا شرعيا دستوريا للحزب لمواصلة مسيرته وللوفاء بالتعهدات والإنجازات خلال الخمس سنوات القادمة، وأنها جاءت بمثابة استفتاء وتجديد ثقة في قيادة الرئيس محمد حسني مبارك ووفائه بما وعد في برنامجه الانتخابي وتكليف بمواصلة الوفاء بالوعد.
وأشار الأمين العام إلي أن الحزب فتح فيضانا في عام 2002 أمام التغيير والأجيال الشابة.. وتحمل الحزب مسئولية التغيير.. وكان عام 2005 الأصعب عندما شهد مبادرة الرئيس مبارك بتعديل الدستور لاختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب الحر المباشر وهو ما مثل قمة الاصلاح السياسي بعد أن واجهنا حملات التشكيك والتشرذم.
وقال الشريف إن نتائج الجولة الأولي كانت صادمة للمنافسين الهواة والذين غالوا في تقدير قيمة أنفسهم وابتعدوا عن نبض دوائرهم. وأضاف إن نتيجة ذلك كانت انسحاب مرشحي التنظيم غير الشرعي الذين سقطت "الأقنعة" عنهم نتيجة لسياسات الرفض الدائم في مجلس الشعب، ومعاناة الآخرين من الانقسام والذين ركزوا علي الهجوم علي الحزب وتجريح سياساته والتقليل من إنجازاته والترويج باتهامات البطلان والزور قبل أن تبدأ الانتخابات مما أوجد حالة من اليقين لدي الناخبين أنهم خاسرون، وعزز من ذلك انسياقهم تحت دعاوي المقاطعة مما أفقدهم النصف الثاني من احتمالات الفوز. مضيفا: انشغلنا نحن بالاختيار.. وانشغلوا هم بفكر المقاطعة والتي بسببها فقدوا - وقبل المعركة - جدية خوضها وأضاعوا فرصة التحضير.
وأكد الشريف التزام الحزب بالشرعية واحترام القانون ومواجهة الخارجين علي الشرعية ممن شكلوا تنظيماً سرياً يأخذ شكل الأحزاب بالمخالفة بالدستور والقانون، وأن الحزب تحمل عن الشعب كله مهمة تصحيح العمل السياسي بشجاعة ومبادرة وجرأة.
وأوضح الأمين العام احترام الحزب لأحزاب المعارضة ولدورهم كشركاء في صنع المستقبل وإثراء العمل السياسي والوطني ، مشيرا إلي أن عدم نجاحهم في تحقيق أهدافهم خلال جولة سياسية ليس نهاية الطريق، ووجه الأمين العام التهنئة لمن خاضوا المعركة الانتخابية من كوادر الحزب بشرف ونزاهة مشيدا بنجاحهم في الحصول علي ثقة الناخبين بجدارة واقتدار.
وأعرب عن تقديره للمرأة المصرية ولمرشحات الحزب اللاتي خضن المعركة الانتخابية ونجحن في الحصول علي ثقة الناخبين ليؤكدن حق المرأة المصرية في تحمل المسئولية السياسية والتشريعية تحت قبة البرلمان.
وأشار الأمين العام إلي الاجتماع المهم للهيئة البرلمانية لمجلس الشعب الجديد برئاسة الرئيس مبارك والذي تم فيه اختيار الدكتور أحمد فتحي سرور رئيسا للمجلس معربا عن تمنياته له بالتوفيق في أداء مهامه.
وأكد الأمين العام أن الحزب يضع نفسه أمام المسئولية لتحمل أمانة الثقة التي أولاها له الشعب ، مشددا علي أن الأغلبية مسئولية تحتاج إلي عمل من قبل كل هياكل وتنظيمات الحزب وفي مقدمتها هيئته البرلمانية.
وشدد الأمين العام علي أن مؤتمر الحزب معني بتنفيذ برنامجه الانتخابي والإعلان عن الآليات والخطط والسياسات والتوقيتات التي يلتزم بها الحزب وحكومته أمام الجميع، وأن المؤتمر معني في المقام الأول بتنفيذ التكليفات التي حددها زعيم الحزب ورئيس كل المصريين في خطابه التاريخي أمس الأول أمام المؤتمر، والذي حدد خلاله محاور العمل التي يلتزم بها الحزب، مشيرا إلي أن الخطاب أكد أن مصر هي الأعلي وأن مصر وشعبها فوق كل الأحزاب.
وأوضح الشريف أنه يأتي علي قمة الأولويات مناقشة التشريعات اللازمة لتنفيذ تعهدات الحزب في الدورة التشريعية المقبلة وذلك بمشاركة أعضاء هيئة الحزب في مجلسي الشعب والشوري. وأعرب الأمين العام عن بالغ تقديره لأعضاء الحزب وقياداته في كل المواقع بأمانات الوحدات والأقسام والمراكز.
كما أشاد الشريف برئيس الوزراء د.أحمد نظيف وأعضاء مجلس الوزراء علي جهدهم ومثابرتهم في مواجهة التحديات والالتزام بالتعهدات التي أعلنها الحزب في برنامجه، وأوضح أن المناقشات في المؤتمر ستكون أكثر ثراء نظرا لمشاركة قيادات حزبية جديدة وأخري برلمانية منتخبة تشارك للمرة الأولي في المؤتمر.
وأشار الأمين العام إلي أن أمام أعضاء المؤتمر ومنذ اليوم عملا كبيرا يتمثل في استكمال ومواصلة مسيرة تثبيت قواعد عضوية الحزب وتفعيل أداء التنظيم الحزبي والوقوف أمام الدروس المستفادة من انتخابات 2010، وترسيخ ثقافة الالتزام والتنازل عن المصلحة الشخصية من أجل المصلحة العامة.
كما أشار الشريف إلي أن الحزب سيبدأ مرحلة جديدة لاعداد وتدريب وتأهيل كوادر وقيادات الحزب لرفع كفاءة العمل السياسي في الإدارة وزيادة كفاءة أداء كوادره القيادية في الإدارة المحلية في إطار توجهاته لدعم اللامركزية، وشدد الأمين العام علي أن الحزب بصدد مواصلة ترسيخ العمل المؤسسي وعدم الاستئثار بالرأي محذرا من الشللية، مشيرا إلي أن الحزب سيظل يقظا أمام أي خروج عن التعددية الحزبية ومبادئ الدولة المدنية.
وأوضح الشريف أن الحزب أمامه مرحلة مهمة من العمل لترسيخ ثقافة الالتزام والتنازل عن المصلحة الشخصية من أجل المصلحة العامة، بجانب جهد مستمر للتواصل مع العالم الخارجي نسوق فيه انجازات الحزب والديمقراطية والتغيير الذي تشهده مصر بجانب التصدي لمروجي الفتن ومثيري الفرقة.
ووجه الشريف رسالة للمفكرين والكتاب وأصحاب الفكر وحملة مسئولية الإعلام رسالة في كلمته دعاهم فيها لتحمل مسئولية مشتركة مع الحزب لإضاءة شموع الأمل أمام شعبنا وشبابنا وشاباتنا.
كما دعا الشريف المفكرين والكتاب إلي التعاون المشترك مع الحزب في محاصرة دعاوي التطرف وكشف مروجي الفتن ومثيري الفرقة.. وقال لهم: تعالوا ننشر ثقافة الوسطية والاعتدال ومحاربة كل أشكال الفساد، مضيفًا: تعاولوا نرفع مشاعل التنوير، ونؤكد مدنية الدولة، والمساواة بين جميع مواطنيها، وتبني قيم التسامح.
وقال الشريف: إننا علي مفترق الطرق، وأن طريق تصحيح الفكر مفتوح علي مصراعيه.