الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ال «مفسدة»







محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 17 - 09 - 2010


وهو يؤكد توافق رؤية الحزب الوطني مع العديد من مقترحات الأحزاب السياسية في شأن ضمانات ونزاهة العملية الانتخابية.. استخدم صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني تعبير ال «مفسدة» في وصف خلط الدين بالسياسة والذي اعتبره الشريف الخطر الأخطر علي مصر.

فخلط الدين بالسياسة.. واستخدام الشعارات الدينية والتفريق بين المواطنين علي أساس الدين أو الجنس أو العرق.. هو تلاعب بوجدان البسطاء من المواطنين ومغازلة صريحة لمشاعرهم من أجل تحقيق هدف سياسي.

وقد اختبرنا الكثير من وسائل هذه «المفسدة» في طرق جماعة الإخوان المحظورة وعايشنا جميعا نتائجها ليس فقط علي الحياة السياسية وإنما علي المجتمع كله بكل فئاته وطبقاته وشرائحه الاجتماعية.

عمليات غسيل أموال لتمويل نشاطات مشبوهة .. تنظيمات سرية وإعلان عن "العضلات" في عروض عسكرية في ساحات الجامعات إرهابا وترهيبا للشباب في الجامعات.. مناصرة لأطراف خارجية تهدد أجنداتها الخاصة الأمن القومي المصري.. مواقف تقامر بأمن واستقرار المجتمع تحت مظلة " طظ في مصر " المعلنة من الجماعة ومرشدها العام .

هذه ال « مفسدة» الحقيقية لا تتوقف عند الاضرار بحزب ما أو تيار سياسي ما وإنما تطول كل الاحزاب وكل التيارات بل تضرب ديمقراطية الحياة السياسية في مقتل إذا ما تحقق ما تريده جماعة الإخوان المحظورة وما تهدف إليه.. وهي تصنف بين المواطنين علي أساس الدين .. مسلم وغير مسلم .. والجنس.. رجل وامرأة.. ولها مواقفها المعلنة في هذا السياق.

ومن ثم فإن دفع هذه «المفسدة» يجب أن يكون واجباً علي كل الأحزاب والتيارات السياسية.. وهذا لن يكون إلا بموقف واضح وصريح من الأحزاب والتي تتقاطع طبيعتها وبرامجها بشكل أساسي مع أهداف الجماعة المحظورة.

إذ تسيء أحزاب المعارضة لنفسها وتاريخها وموقعها في الحياة السياسية عندما تقترب خطوة من الجماعة المحظورة بدلا من مواجهتها.. وتفقد أحزاب المعارضة من رصيدها عندما تسعي الي الجماعة المحظورة.. فما يخصم من رصيد أحزاب المعارضة يصب بشكل مباشر في رصيد خلط الدين بالسياسة ويقوي من الدعوات الظلامية.

[email protected]