الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر تدين تفجيرات طرابلس .. وتدعو إلى إبعاد لبنان عن الأزمة السورية




كتب - أحمد قنديل  وحمادة الكحلى ووكالات الأنباء
أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية عن إدانة مصر للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا بمدينة طرابلس شمال لبنان وأسفر ا عن سقوط ضحايا من الأبرياء، معربًا عن خالص عزاء الحكومة المصرية للحكومة اللبنانية والشعب اللبنانى الشقيق.
واشار المتحدث إلى إن هذين التفجيرين الإرهابيين- خاصة أنهم وقعا بعد نحو أسبوع من تفجيبر إرهابى مماثل ضرب جنوب بيروت- يؤكدان مجدداً مدى الحاجة للنأى بلبنان عن الأزمة السورية حفاظًا على وحدته واستقراره وسلمه الأهلى وبما يحول دون انجراره لاقتتال داخلى لايعلم مداه إلا الله، كما أنه لابد لتلك الأعمال الإجرامية أن تحث جميع القوى والأطياف فى لبنان على التضامن والالتفاف حول مؤسسات الدولة اللبنانية والعمل سويًا مع الرئيس ميشيل سليمان لاستئناف الحوار الوطنى والإسراع بتشكيل الحكومة لتكون درعا لتكون درعا يحمى لبنان وأبناءه
أُعلن الحداد العام بلبنان على ضحايا الانفجارين المروعين اللذين ضربا مسجدين فى مدينة طرابلس بشمال البلاد أمس الاول وأوديا بحياة 45 شخصا، كما تواصلت الردود المنددة بالتفجيرين لتشكل إجماعاً محلياً على إدانتهما. وذلك فى وقت تواصل فيه السلطات الأمنية تحقيقاتها فى التفجيرين.
وقد سقط سبعة وأربعون قتيلا وأكثر من خمسمائة جريح بتفجيرين يعدان من أكثر التفجيرات دموية منذ انتهاء الحرب الأهلية فى لبنان، استهدفا مسجدى التقوى والسلام بطرابلس.
وجاء الحداد العام تلبية لدعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أمس الاول  إلى يوم حداد عام على أرواح الضحايا الذين سقطوا بانفجارى طرابلس، مسقط رأس ميقاتى.
وفى هذه الأثناء تواصل السلطات الأمنية اللبنانية تحقيقاتها فى التفجيرين، وقد انتشرت وحدات من الجيش فى المنطقة.
وأكد الرئيس اللبنانى ميشيل سليمان أن مجزرة طرابلس تندرج فى إطار مسلسل تفجيرى يستهدف لبنان الوطن ككل.
وكتب سليمان، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أمس السبت، أن استهداف المواطنين العزل والأبرياء أثناء تواجدهم فى دور العبادة هو غاية إجرامية لاتمت للقيم الإنسانية بصلة، ولا تصب إلا فى خانة إحداث الاضطرابات والفتن.
وطلب الرئيس اللبنانى من الأجهزة العسكرية والأمنية والقضائية بذل أقصى الجهود لكشف المجرمين والمحرضين.
كما دعا المواطنين إلى التنبه واليقظة والتكاتف الوطنى لتفويت الفرصة على أعداء السلام و الاستقرار فى لبنان.
وأجمعت ردود القوى السياسية والقيادات الدينية على إدانة التفجيرين والعبث بالسلم الأهلى.
وادان الدكتور نبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربية التفجيرين وما نتج عنهما من سقوط عشرات الضحايا.
وطالب مفتى مدينة طرابلس مالك الشعار بتشكيل حكومة قوية تسلم القيادة الأمنية للمؤسسة العسكرية لتبسط الأمن فى لبنان، داعيا إلى نزع سلاح حزب الله فى غير أراضى الجنوب اللبنانية، معتبرا انتقال السلاح فى لبنان أمرا لا يدعو إلى الطمأنينة.
ومن جهته قال رئيس الوزراء المكلف تمام سلام إن تفجيرى طرابلس، دليل إضافى على أن الأوضاع فى لبنان بلغت مرحلة شديدة الخطورة تتطلب استنفارا وطنيا.
واتهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريرى من وصفهم بأهل الفتنة بأنهم قصدوا طرابلس مجددا ليزرعوا الموت على أبواب المساجد ولجعل الخراب مادة لا تغيب عن يوميات اللبنانيين.
ورأى رئيس مجلس النواب نبيه برى أن التفجيرين هما من فعل اليد ذاتها التى تركت بصماتها السوداء على أجساد الضحايا فى الضاحية داعيا إلى رفع منسوب الحذر، فى إشارة إلى تفجير الضاحية الجنوبية الأسبوع الماضى.
بدوره قال المرجع الشيعى على الأمين إن المطلوب من الدولة اللبنانية أن تبسط سلطتها على كامل أراضيها وأن تمسك بالأمن.
ومن جانبه، قال النائب رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى وليد جنبلاط إن الطبقة السياسية اللبنانية تتحمل مسئولية تفجيرى طرابلس بسبب ما وصفه بخطابها البدائى.
واعتبر رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشيل عون التفجيرات مؤامرة على الجميع، لا يمكن لأحد أن ينجو منها، على حد تعبيره.
وقال مفتى لبنان الشيخ محمد رشيد قبانى إن الإرهاب أعظم أسلحة المؤامرة لاستهداف لبنان وإدخاله فى الفتنة السنية الشيعية، معتبرا أن انفجار الضاحية الأسبوع الماضي، وانفجارى طرابلس من تنفيذ من يريد تغيير خريطة المنطقة وخلق فتنة.
وأدان حزب الله التفجيرين وقال إنهما «يأتيان ترجمة للمخطط الإجرامى الهادف إلى زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين وجرهم إلى اقتتال داخلي، تحت عناوين طائفية ومذهبية».
ووصف وزير الدفاع فايز غصن التفجيرين بـ «العمل الإجرامي»  ويساهم  «إشعال الفتنة بين كل اللبنانيين». وقال إن «هناك مسلسلاً من الإرهاب بواسطة سيارات مفخّخة تنطلق من أمكنة معينة وتضرب أينما كان».
كما قال بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي: إن الوضع فى مصر وسورية يشير إلى وجود خطة تنفذها قوى خارجية “من أجل تدمير العالم العربي”.
كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبداللطيف الزيانى الهجوم المزدوج «الإرهابي» الذى استهدف مدينة طرابلس فى شمال لبنان، معتبرا ان هدف هذا الهجوم هو جر لبنان إلى «فتنة طائفية».
 دوليا، أدانت إيران التفجيرين ووصفتهما بأنهما إرهابيان، واتهمت إسرائيل بالضلوع فيهما.
وكان مجلس الأمن الدولى قد تبنى مشروع بيان اقترحته فرنسا أدان فيه أعضاؤه بشدة الاعتداءات، مجددا تأكيده على أن «الإرهاب بكل أشكاله وتجلياته يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين».
وتشهد طرابلس بين الحين والآخر توترات أمنية واشتباكات مسلحة يتم تطويقها بتدخل الجيش الذى اتخذ الأيام الأخيرة إجراءات أمنية مشددة فى المدينة.