حقنة الحياة

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 23 - 09 - 2010


ليست المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فقط هي التي ستدخل إلي عنق الزجاجة بعد يومين بسبب ضبابية الموقف الإسرائيلي من مواصلة أو تجميد الاستيطان غير الشرعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولكن عملية السلام برمتها هي التي ستتعرض للانهيار.. وستدخل المنطقة كلها إلي دائرة إحباط ستأتي بنتائج وخيمة ليس فقط علي الإقليم وإنما علي العالم كله.
وفي هذا السياق لا يمكن أن يتوقف الدور الأمريكي كراعٍ رئيسي لعملية السلام عند حدود التحذير من عدم اتخاذ الحكومة الإسرائيلية لقرار مد مهلة تجميد المستوطنات دعماً للمفاوضات المباشرة وإعطائها حقنة حياة.

كما لا يمكن أن يتوقف موقف الرباعية الدولية أيضاً عند حدود إصدار البيانات بضرورة التوقف الإسرائيلي عن الممارسات الاستيطانية إنما تحتاج المفاوضات المباشرة وعملية السلام برمتها إلي مواقف معينة داعمة تتعدي حدود البيانات والتحذيرات.

لقد بدأ الرئيس مبارك جولة أوروبية مكثفة تشمل المانيا وإيطاليا تركز علي مفاوضات السلام والوضع الدولي إدراكاً حكيماً منه بأهمية هذه الجولة من المفاوضات المباشرة والتي وصفها من قبل بأنها قد تكون الفرصة الأخيرة لاحلال السلام في المنطقة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض وإعلان الدولة الفلسطينية برؤية مصرية تقوم علي ضرورة إدراك الطرف الإسرائيلي خطورة ودقة المرحلة التي تمر بها عملية السلام والتي تتأثر بها المنطقة كلها وحسم مسألة وقف الاستيطان بما يسمح باستمرارية المفاوضات المباشرة.

فموقف المفاوض الفلسطيني واضح إذا ما تم استئناف الإسرائيلي للاستيطان غير المشروع إذ لن يجد ما يمكن التفاوض عليه.. والموقف العربي من هذه القضية أكثر وضوحا.

والفرصة في إحلال السلام هذه المرة.. فرصة أخيرة.

[email protected]