الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جملة اعتراضية ”المصري السوبر”!






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 27 - 08 - 2009



بعيدًا عن الشعار التقليدي الذي عفا عليه الزمن “المصري هايفضل مصري.. النيل رواه والخير جواه”، تعلق كل التطورات المستقبلية لمصر نجاحاتها علي قابلية المواطن المصري للتطور والتغيير، والفشل في تلبية المصري لدعوات التغيير المواكب للمستجدات يعني الكثير بل ضياع العديد من مميزات الماضي في دنيا المستقبل، وبالعكس فإن “المصري الجديد” الذي يريده المخططون لمستقبل أفضل لمصر هو مواطن مثقف وواع وموفر للطاقات والخبرات ومواكب للعصر ومجار للسوق ومنفتح علي العالم ومتفهم للتحديات ومرشد للمياه ومطور لكل ما عفا عليه الزمن ومتجاوز لكل الأزمات!
بحثاً عن هذا المصري السوبر،نجد أن مناهجنا التعليمية العقيمة وتقاليدنا الاجتماعية البالية ورؤيتنا السطحية للأمور وحال البحث العلمي، لن يخلق هذا “المصري السوبر” بل بالعكس علي طول الخط..
وبالتالي، فإننا أمام “مصرين”.. مصر الأولي.. هي الحلم الذي يراودنا جميعنا ونريده بأي شكل، لكن يجب أن نخطط له ويكون نفسنا طويلاً ولا نمل من أي تحديات مهما كانت قوتها، ومصر الثانية.. التي يحلم بها الأعداء حيث التخلف وتفاقم الأوضاع، وتصوروا وقتما يكون تعداد مصر “120” مليون نسمة، ونحن علي نفس المساحة المزروعة والمسكونة وبنفس الحصة المائية والقدرات والإمكانية الغذائية والاقتصادية.. إننا بالطبع نتحدث عن دولة من العالم السادس لا الثالث فقط، وستصل الأمور وقتها إلي أن نستدين من مدغشقر أو جزر القمر!
القضية في غاية الخطورة.. ومصر تقف بالفعل الآن ومعها حوالي 80 مليون مصري في مفترق طرق تاريخي بمعني الكلمة، إن لم نع ذلك، فعلي الدنيا السلام، وللأسف هناك الكثير مازالوا لا يعون ذلك وينجبون كالأرانب علي سبيل “العزوة” أو الاستفادة من عمالة الأبناء الصغار، وإن كان هؤلاء يتحملون أغلب المسئولية فإن الحكومات المتتالية تتحمل كل المسئولية لأنها فشلت في التعامل مع هؤلاء، واستسلمت للفشل بحجة العادات والعصبية والمواجهة الدينية!