السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأسد: الفشل ينتظر واشنطن إذا هاجمت سوريا




كتبت - مى فهيم ووكالات الانباء

تزايدت التوقعات باحتمال توجيه ضربات عسكرية للنظام السورى بعد الهجوم الكيمياوى على الغوطة بريف دمشق الأسبوع الماضى، وسط تعزيز واشنطن لقواتها فى المتوسط بعد إعلان البنتاجون استعداده للتحرك، بالتزامن مع اجتماع انطلق امس الأول لقادة جيوش غربية وعربية بالأردن، فى حين حذرت دمشق وموسكو وطهران من حريق قد يشعل المنطقة فى حال مهاجمة سوريا.
فى غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن قناصة أطلقوا النار أمس على المفتشين الدوليين فى سوريا لدى وصولهم للغوطة للتحقيق بمزاعم حول تعرضها لـأسلحة كيمياوية، وكانت دمشق قد تعهدت للأمم المتحدة بضمان سلامة المفتشين الدوليين.
وأفاد شهود العيان أن قافلة مكونة من ست عربات لمفتشى الأمم المتحدة توجهت إلى موقع خارج دمشق حيث مواقع الهجوم المزعوم.
وشوهد أعضاء فريق مفتشى الأمم المتحدة وهم يرتدون سترات واقية ويرافقهم رجال أمن وعربة إسعاف، وذكروا أنهم متوجهون إلى الغوطة الشرقية التى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على مشارف دمشق حيث يقول ناشطون إن صواريخ مليئة بالغاز السام قتلت مئات الأشخاص.
وفيما أعلنت فرنسا أنها متأكدة من استخدام النظام السورى لأسلحة كيمياوية فى قصف الغوطة ، قال وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل أمس الأول ان وزارة دفاع بلاده مستعدة للخيار العسكرى بسوريا إذا تلقت أمرا من الرئيس باراك أوباما، مضيفا ان الاخير طلب من البنتاجون إعداد خيارات لجميع الحالات الطارئة.
هذا الى جانب عقد اجتماع فى الأردن بشأن سوريا حضره رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسى، ورؤساء هيئات الأركان فى كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا والسعودية وقطر وتركيا، لبحث تداعيات الأزمة السورية وتأثيراتها خصوصا بعد مجزرة الغوطة.
وفى هذه الأثناء قالت صحيفة ذى إندبندنت أوف صنداى البريطانية أمس الاول ان تدخلا عسكريا دوليا ضد نظام الأسد يلوح فى الأفق، وأن أوباما وكاميرون تباحثا على الهاتف أربعين دقيقة بشأن شن غارات صاروخية ضد عدد من الأهداف الاستراتيجية للنظام السورى وكذلك ناقش كاميرون الأمر نفسه مع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند ليلة أول أمس، مؤكدة أن الخيار العسكرى الدولى صار على الطاولة.
كما رأت الصحيفة ان بشاعة استخدام الأسلحة الكيميائية تمثل نقطة تحول لكل من أوباما وكاميرون وهولاند.
إلى ذلك، أعلن معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف السورى المعارض أن الحديث عن تدخل عسكرى فى سوريا هو نوع من المكر الدولي، مستبعدًا أن تكون التهديدات بالتدخل فى بلاده حقيقة مشيراً إلى أن الغرب يرسل من خلال هذه التهديدات رسالة سياسية ماكرة يدفع ثمنها السوريون.
وأضاف: فى حال وجود تدخل عسكرى فعلى بسوريا سيكون تدخلاً للإنهاك وليس لإنهاء الأزمة وتابع: «أن ما يحدث مخطط تكتيكى يدفع ثمنه السوريون بدمائهم».
وفى الاثناء، رفض الرئيس السورى بشار الأسد الادعاءات الغربية بأنه استخدم أسلحة كيماوية بوصفها ذات دوافع سياسية، وحذر فى مقابلة نشرت فى صحيفة «ازفستيا» الروسية واشنطن من أن أى تدخل عسكرى أمريكى سيفشل.
 واعتبر الأسد أن الاتهامات الغربية الموجهة إلى نظامه، بشن هجوم بأسلحة كيميائية فى الغوطة تخالف العقل والمنطق ،لافتا إلى انها اتهامات مسيسة بالمطلق ، محذرا واشنطن بفشل خططها لشن عمل عسكرى ضد بلاده.
وقال الأسد إن رسالة سوريا للعالم أنه إذا كان هناك من يحلم بأن سوريا ستكون دمية غربية فهذا حلم لن يتحقق، مضيفاً: «نحن دولة مستقلة».
وبسؤاله عن الاتهامات الموجهة ضد الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية، وما إذا كانت دمشق ستسمح للجنة التحقيق الدولية بالتحقيق بالحادثة، قال الأسد: «حقيقة.. إن ما قامت به أمريكا والغرب وبعض الدول الأخرى منذ يومين، كان استخفافاً بالعقول وقلة احترام للرأى العام لديها».
وفى السياق نفسه قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف امس إن بلاده تشعر بقلق شديد من احتمال قيام الولايات المتحدة برد عسكرى على سوريا للاشتباه فى استخدام الأسلحة الكيماوية، داعيا واشنطن الى ضبط النفس ومحذرًا من عواقب وخيمة تشمل منطقة الشرق الأوسط
فيما، أعلن وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو عن استعداد بلاده إلى الانضمام إلى أى تحالف ضد سوريا، حتى دون توافق فى الآراء بمجلس الامن ،مضيفا نحن دائما ما نعطى أولوية للتحرك مع المجتمع الدولى بقرارات من الأمم المتحدة لكن اذا لم يتبلور هذا القرار فى مجلس الأمن فإن بدائل أخرى ستدخل فى الاجندة، لافتا إلى ان هناك 36 او 37 دولة تبحث هذه البدائل.
وفى الوقت نفسه أكد وليام هيج ، وزير الخارجية البريطانى أنه من الممكن الرد على استخدام الأسلحة الكيميائية على  المدنين فى سوريا دون انتظار دعم من الأمم المتحدة، مضيفا ان مجلس الأمن لم يتحمل مسئولياته إزاء ما يحدث فى سوريا ومن الممكن الرد على استخدام الكيميائى من دون الإجماع.
وفى الاثناء أعلنت الأمم المتحدة أن خبراءها قد بدأوا التحقيق فى التقارير حول استخدام أسلحة كيمياوية فى الغوطة بـريف دمشق امس، بعد بضع ساعات من موافقة الحكومة السورية على ذلك.
من ناحية اخرى تبنت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التى تقاتل نظام الرئيس السورى بشارالاسد اغتيال محافظ حماة اول امس، مؤكدة انها نفذت العملية انتقاما للهجوم المفترض باسلحة كيميائية.