الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رحلة «اخطبوط التمكين» أسامة ياسين من طب الأطفال إلي سجن طرة




يعد أسامة ياسين حسب المصادر مسئول الرعاية والتجنيد بالجماعة، ومن أخطر كوادر الإخوان المسلمين وقد اطلقت عليه القوي السياسية لقب «الأخطبوط» في إشارة إلي أذرعه الممتدة من الإسكندرية إلي أسوان لتجنيد شباب جدد وقد تولي موقع وزير الشباب في حكومة هشام قنديل للقيام بتجنيد الشباب للعمل في مشروع «التمكين»، وقد صرح قبل سقوط المشروع بثورة 30 يونيو بعد 5 أسابيع إنه يجري العمل علي تمكين الشباب من عمر 30 عاما فأقل في مؤسسات الدولة، وتدريبهم علي تولي مراكز قيادية، وهو التصريح الذي أثار مخاوف القوي السياسية في وقته وعجل بالثورة علي المشروع الإجرامي «الفاشي»، كما أعلن «المعزول» في كلمته قبل الأخيرة بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر إنه أصدر أوامره للوزراء والمحافظين بتعيين نواب لهم من الشباب لا تزيد أعمارهم علي 40 عاما. وهو ما أكد سعي الجماعة للسيطرة علي مؤسسات الدولة ودفعها للعمل لمصالحها في إطار مشروع «التمكين» داخليا، وفي إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير برعاية الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية، وكان يقضي حسب ما تسرب من معلومات في هذا الصدد بتفتيت الدول العربية الكبيرة إلي دويلات متناحرة وتفتيت جيوشها بحيث لا يكون في المنطقة قوة قادرة علي مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، كما يتيح لهما السيطرة بسهولة علي الموارد الطبيعية والبشرية في المنطقة.

«ياسين» الذي تم القبض عليه بتهمة التحريض علي قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد وثورة 30 يونيو حسب مشواره التنظيمي داخل الإخوان المسلمين، انتمي للجماعة في عام 1985، وهو من مواليد 1964 بالقاهرة، وهو طبيب أطفال، وتدرج في المناصب القيادية بالجماعة فتولي منصب الأمين العام المساعد بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، كما كان عضوا بالهيئة العليا للحزب، وفاز بعضوية برلمان 2012 المنحل عن دائرة القاهرة الرابعة وتولي رئاسة لجنة الشباب بالمجلس ثم وزير الشباب في حكومة هشام قنديل.
وعقب نجاح ثورة 25 يناير تولي «ياسين» بالإضافة لما سبق منصب المتحدث الإعلامي باسم الإخوان المسلمين، والمنسق الميداني للجماعة وممثلا لها فيما عرف باللجنة الجماهيرية لتنسيق الثورة.
وتحيط بـ«ياسين» الكثير من علامات الاستفهام والغموض، فهو رغم تصدره للمشهد عقب الثورة مباشرة تواري للظل تدريجيا للقيام بمهمته الرئيسية في تجنيد وتعبئة الشباب الجدد للعمل وفق أجندة وأفكار الجماعة، وله تصريح شهير تمت الإشارة إليه في لجنة تقصي الحقائق التي شكلها «المعزول» لجمع المعلومات عن قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، حيث نفي قيام أفراد ما أسماه الفرقة 95 إخوان باعتلاء أسطح عقارات بالتحرير للتصدي بإطلاق النيران علي مهاجمي الثورة فيما عرف إعلاميا بموقعة الجمل.
وعمل «ياسين» عقب توليه وزارة الشباب علي تهميش قيادات وموظفي الوزارة من التكنوقراط وقام بانتداب وتعيين عدد من شباب الجماعة بمكتبه والمواقع التي علي صلة بالاحتكاك المباشر بالشباب. وحسب المصادر لم يكن موظفو الوزارة علي علم بما يجري، حيث عمل المعينون الجدد والمنتدبون علي التواصل مع الوزير مسئول التجنيد ومع القواعد عبر شبكة كمبيوتر مغلق وهو ما أكد مخاوف الجهات الأمنية من قيام الجماعة بأعمال تتنافي والمسئولية الوطنية تجاه شباب مصر.
ويعد القبض علي أسامة ياسين، حلقة من حلقات تصفية وإرباك تنظيم الإخوان المسلمين بمصر وإن بقي لتلك الجماعة أفكار مؤسسها حسن البنا، ومفكرها سيد القطب، وتلك الأفكار لا تزال هي الأخطر مستقبلا.