الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روح أكتوبر ضد النقاب






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 08 - 10 - 2009



رغم كل السنوات لايزال بعض من يحملون الجنسية المصرية يجهلون قيمة نصرنا الغالي بحق في أكتوبر 73 ، ويصل بهم الجهل وعدم الانتماء إلي أن يطالبوا بوقف الاحتفال بإنجاز تاريخي لايزال يكسر الإسرائيليين حتي الآن وما بعد الآن وفق اعترافاتهم.
ليس هذا غريبا خاصة أنها تأتي في ظل الدعاوي الهدامة التي نعاني منها في الفترة الأخيرة، إلا أنه لم يكن يتصور أن يصل الأمر إلي حد التشنيع علي هذا النصر الوحيد الذي حققناه في العصر الحديث وطيلة خمسة حروب، وطالما أن هؤلاء يريدون إفساد الجو العام بهذه الطريقة فطبيعي أن تجد من بين ظواهر وأمراض المجتمع هذه الأيام النقاب الذي استشري في صفوف الشارع المصري الذي كان متماسكا وقويا والآن أصبح أضعف ما يمكن، وتحول من مؤثر في الثقافات إلي ممتص لكل من هب ودب من الثقافات الفاسدة منها والقبيحة باسم الدين والسياسة والمال، علي كل لون.
لكننا كنا لهم بالمرصاد.. الفاسدون دينيا وماليا وسياسيا واجتماعيا رغم أننا كدنا نحبط، بعد أن فاضت الأحبار علي الأوراق صراخا وتحذيرا دون تجاوب حقيقي.. بسبب مسئول مرتعش يخشي الاتهام بأنه ضد الدين.. وكاتب يتمسح في الاتجاهات الرائجة فيخاف أن يساندنا علانية حتي لا تتوقف المراكب السائرة.. ووسط سيطرة سلفية دينية مريضة تعتمد علي المظهرية وخاوية من أي بعد أو عمق.
الأغرب أن هؤلاء الفاسدين دينيا وماليا واجتماعيا وسياسيا.. اتفقوا علي أنهم ضد النصر وإحياء المجد حتي يبعدوا شبابنا المغيب أساسا عن نصر أجدادهم، وبالتالي يضيعوا معهم وينجروا وراء دعاواهم الفاسدة، وليس غريبا بالطبع أن تجد أن مثل هذه المخططات ما نادت إليها إسرائيل من قبل سنوات، حيث قال أحد الجنرالات بعد الهزيمة إننا سننتظر حتي تأتي أجيال جديدة من المصريين لم يعيشوا هذا النصر حتي نتحرك ثانية.
وإلي من يلاحظ فإن القوي الدينية المتطرفة خاصة الإخوان.. تتآلف مواقفها لدرجة التطابق مع المخططات الإسرائيلية بشكل مفضوح خلال الفترة الأخيرة.. والأخطر من ذلك أن هذا كله ليس بعيدا بصورة ما عن الخروج المهين لمنتخب الشباب من مونديال مصر 2009، فهو مجرد مثال علي التخاذل الذي يتملك بعض شبابنا والذي كان الطريق مفروشا أمامه بالملايين من الدولارات ورغم ذلك فقد الطموح وسيطرت الرعونة وقلة القيم عليهم حتي خرجوا بفضيحة.