الحرية وأمن الوطن

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 29 - 09 - 2010


غير صحيح أن الكثير ممن ينعمون الآن بحرية غير مسبوقة في التعبير عن الرأي ينطلقون من قاعدة أن الحرية لا تعني المساس بأمن الوطن.. فهم علي استعداد طول الوقت للمساس بأمن الوطن آمنين مطمئنين علي حريتهم في التعبير عن الرأي.

ومن ثم تتم ممارسة أساليب التوتير وإلهاب الاعصاب وإشاعة الاجواء الاكتئابية والتشكيك في مؤسسات اطمأن لها الناس في تسيير تفاصيل حياتها اليومية من أجل تحقيق مجد شخصي في شهرة أو طمعا في مكسب من مال.

وفي هذا السياق تستوي السياسة مع الاقتصاد مع العقائد الدينية مع الحوادث الطائفية والرياضة.. شحن أسود وإذكاء للتناحر والتراشق وإثارة للنفوس.. شحن مستمر ينتظر طول الوقت الخروج في لحظة تنفيس.. في حادث طائفي.. في تظاهرة عنيفة.. في تحطيم واتلاف ممتلكات المواطنين علي خلفية مباراة كرة يد.
لقد أصبحت هذه الممارسات هي ال " كتالوج " واحد لسياسات تحرير صحف بعينها تطلع كل صباح .. معلنة عن نفسها في مانشيتات و حوارات ومقالات تتوافق مفرداتها في نفس الهدف.. وهي ال " Style book " لمجموعة محددة من البرامج الفضائية الليلية لتحقق نسب عالية من المشاهدة ومعها نسب التحصيل الاعلاني.

لا تفرق بين متلقٍ واعٍ فاهم وآخر علي قدر ضئيل من التعليم.. في غيبة من ميثاق الشرف الصحفي وضبط قانوني للبث التليفزيوني.. وكلاهما يضع خطا عريضا بين الحرية وإهدار أمن الوطن.

وأصبحت أيضا هذه الممارسات هي ال " know how " لتحقيق الشهرة والثروة لمجموعة محددة من الصحفيين ومقدمي البرامج لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.. يضعون السياسات التحريرية لجرائدهم ويتناوبون الاستضافة علي شاشات برامج الفضائيات.. في غيبة من ضمير يضع خطا عريضا بين حرية التعبير واهدار أمن الوطن.

القاعدة أن الحرية في التعبير مرهونة بصيانة أمن الوطن.. والتردد والحسابات في المواجهة المهنية والقانونية للعابثين.. ينال من أمن الوطن.