الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«البلتاجي» يتقمص دور «بن لادن»




في الوقت الذي أثار فيه فيديو مسجل للقيادي الإخواني الهارب «محمد البلتاجي» حفيظة المتابعين السياسيين والنشطاء بث صباح أمس علي قناة الجزيرة القطرية يحمل عدة رسائل لأشكال إرهاب جماعة الإخوان، ومحاولة لغسل سمعتها أمام الشعب، إلا أن الفيديو المسجل استوقف الكثيرين من الخبراء الأمنيين الذين قاموا بتحليله وكانت أهم النتائج هي أن كلمة البلتاجي مسجلة قبل 10 أيام بحد أقصي لوقوف استرسال القيادي الإخواني للمجريات عند أحداث «أبوزعبل» حيث حاول عشرات من أفراد الجماعة الهروب من سيارة الترحيلات وأكدت مصادر أمنية موثوقة أن هذا التسجيل يؤكد ما تردد عن وقوع البلتاجي في أيد جهات سيادية وأن عدم الكشف عن ذلك يعود كنوع من المراوغة الأمنية من جانب وزارة الداخلية لاستكمال خطة الايقاع بصقور الجماعة والتي كان آخرها رأس الحربة «أسامة ياسين».

«الجزيرة» وجدت في استخدام هذه الكلمة المسجلة وسيلة لاستكمال الارهاب في 30 أغسطس بارسال هذا الفيديو الذي يحمل رسائل مشفرة بطريقة الحشد والتعامل مع قوات الأمن من جهة، وفي نفس الوقت رفع الروح المعنوية لصفوف ما بعد الصف الأول والثاني في الجماعة الذين تعطلوا وتعرضوا لحالة شلل بعد ايقاع قوات الأمن بالقيادات المخططين وعلي رأسهم المرشد محمد بديع وصفوت حجازي وأسامة ياسين، فرأت القناة بعث هذه الرسالة لتحريك الصفوف القاعدية في 30 أغسطس.
واستخدمت «الجزيرة» طريقة تنظيم القاعدة التي كان يخاطب بها الزعيم الروحي للقاعدة «أسامة بن لادن» أنصاره وأفراده في العالم لتنفيذ العمليات الارهابية وهي الكلمات المسجلة التي تحمل رسائل إيمانية بجانب رسائل وهمية وتضليلية كان يبرئ فيها ذمته من التفجيرات في حين ينفذ أنصاره عمليات ارهابية يستمدون شفراتها من الكلمات المتلفزة المسجلة له التي كانت تبثها «الجزيرة» وتستلمها عبر مراسلين لها هم في الأساس شخصيات مخابراتية عربية عميلة لأجهزة مخابراتية في أمريكا وإنجلترا.
الرسائل المشفرة التي استخدمتها «الجزيرة» عبر البلتاجي هي 9 رسائل للداخل والخارج تعمل علي التشكيك في الجيش المصري وقياداته في الأساس ولكن كان الغريب في الرسالة التاسعة التي انهي بها البلتاجي حديثه هو أن جماعة الإخوان كانت مدافعة عن الدولة المدنية الديمقراطية ولم يتطرق القيادي الإخواني هنا إلي دولة دينية أو إسلامية وهي رسالة لقطاع يميل في الفترة الأخيرة.
الرسالة الأولي كانت التشكيك في حرب الدولة علي الارهاب الممثل في جماعة الإخوان، والذي ظهر أمام العالم متحدثا عن أن هذه الحرب شنت علي الشعب من جانب الجيش، إما الرسالة الثانية فهي طريقة حشد بطريقة غير مباشرة لـ30 أغسطس وربط الرسالتين الأول والثانية في التوجيه الثالث في الكلمة بمحاولات التضليل: لقد جلسنا في قلب المؤسسات العسكرية وقت اعتصام «رابعة» لمدة 48 يوما ولم نتعد ولو علي عسكري واحد، متناسيا أحداث الحرس الجمهوري والمخابرات العسكرية والمخابرات العامة، وقال: لو كان معنا سلاح فكان من الأولي الدفاع عن المرشد وإذا كان لدينا ميليشيات وأسلحة فلماذا لم ندافع عن القيادات، وقال: قولوا لي عن عملية واحدة استخدم فيها ميليشيات وأسلحة، ناسيا ترويع المواطنين بالأسلحة الآلية في مشاهد بثت علي الهواء في بولاق أبوالعلا وشوارع المهندسين ومحرم بك بالإسكندرية والرمل والقائد إبراهيم.
الرسالة الرابعة جاءت لغسل سمعة الجماعة وحفظ ماء الوجه للقيادات بعد التحقيقات المسلحة بالصوت التي هزت نفوس القاعديين في الجماعة وذلك علي الرغم من أن المرشد ورط البلتاجي بالحديث عن أنه المحرض والممول للأحداث.
الرسالة الخامسة أعتمدت علي استعطاف الرأي العام بالحديث عن اتهامات غير حقيقية ممن سقطوا في فض الاعتصامين وعاد للسؤال مرة أخري: منذ متي كانت جماعة الإخوان جماعة إرهابية؟!
الرسالة السادسة أيضا موجهة للرأي العام الخارجي أكثر بوصف 30 يونيو بالثورة الصناعية وأن الملايين ممن جاءوا علي الشاشات «فوتوشوب».
وعلمت «الجزيرة» في رسالة البلتاجي علي إهانة الجيش المصري بوصفه بـ«التتار» وإلصاق ما أفتعله الإخوان من حرق المساجد لقوات الجيش.
تشوية الفريق أول عبدالفتاح السياسي جاء في الرسالة التاسعة عندما تساءل: منذ متي يري السيسي أن الإخوان جماعة ارهابية علي الرغم من أنه كان رئيسا للمخابرات العسكرية لسنوات فلماذا يسمح لجماعة ارهابية بترشح واحد منها للرئاسة والدخول للبرلمان.