السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أكتوبر في الدراما




محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 06 - 10 - 2010

لا أظن في وجود سبب أو مبرر واضح يفسر هذا العجز عن إنتاج اعمال فنية سينمائية وتليفزيونية ضخمة تسجل وقائع ويوميات الانتصار العظيم في اكتوبر 73 طوال 37 عاما مضت.. صحيح أن هناك محاولات تم تقديمها ولكنها جميعا جاءت علي استحياء ولا تتعدي أصابع اليد الواحدة.. بما لا يليق بحجم هذا الانجاز الوطني الكبير.. ولا يليق بموقعه المهم في التاريخ المصري وحياة المصريين.
 

وعلي الرغم من الادراك الواضح فإن هذه اللحظات المفصلية في حياة الشعوب تحدد مصيرها ومستقبلها، وقد كان انتصار أكتوبر 73 لحظة مفصلية فارقة في حياة المصريين رسمت حاضرهم وغيرت بالضرورة من خرائط مستقبلهم سواء من ناحية الإنجاز العسكري المذهل للقوات المسلحة المصرية.. أو من ناحية التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي جاء نتيجة مؤكدة لهذا الانتصار.

مع الإدراك الواضح أيضا بأن مشاعر تأكيد انتماء الشباب للوطن وتحقق ارتباطه بمجتمعه لا ينمو إلا تحت مظلة العزف المستمر علي نغمة التضحية والفداء والعمل من أجل الصالح العام والدفاع المستميت عن مصالح البسطاء.

فتتأصل لديه الرغبة في المشاركة وبذل الوقت والجهد والعمل وهو مدرك أنه يقدم خدمة حقيقية لأسرته ومجتمعه ووطنه.. بما لديه من نموذج واضح في جيل قدم له القدوة وصنع هذا النصر العظيم في أكتوبر قبل 37 سنة.

ولا أظن أيضا أن القصص البطولية التي صنعت هذا النصر ليست ملهمة لخيال الكتاب و المثقفين فتخرج في ابداع أدبي.. أو أنها ليست محفزة لشغف الفنانين في تجسيد أدوار الشخصيات التي صنعت النصر.. رئيسية أو ثانوية.. مقاتلين أو مدنيين.. فبالتأكيد هناك دراما إنسانية تقف في الخلفية من هذا الانجاز.

ومن ثم فانه من المثير للدهشة أن يتوقف الانتاج الدرامي عن نصر اكتوبر 73 عند هذا العدد المحدود من الافلام السينمائية التي لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة.. بالطبع هناك أسباب..

بين الفنانين والمثقفين.. وأيضا الدولة.

ونكمل غدا.

[email protected]