الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

30 أغسطس..فتنة الإخوان الكبرى فى ذكرى المكفر الأعظم «سيد قطب»




لم يكن ينتظر المفكر الفعلى والمنظر الحركى لجماعة الإخوان «سيد قطب» فى الذكرى الـ47 لإعدامه بتهمة قلب نظام الحكم وهدم الدولة فى مخطط عام 1965 فى أن يجده فى عام 2013 وتحديدا مع ذكراه الـ47 منفذا على أرض الواقع عبر تلامذته القطبيين الذين نفذوا هذا المخطط التكفيرى الإرهابى فى كتابه «معالم على الطريق» الذى كان يحرض فيه على تكفير المجتمع واغتيال الحاكم واستبدال الأفكار الوسطية بأفكار متطرفة.
بالتفتيش فى أوراق حياة سيد قطب سنجد أن هذه الصورة قد بنيت من تكوين عقد نفسية بعضها عائلية فى طفولته وأخرى عاطفية مثبته بخط يده.
سيد قطب الذى أعدم فى 29 أغسطس عام 1966 وكانت نهايته قبل أن يتم عقده الشين بعام واحد هوالمرشد الروحى للجماعة الذى تجاوز فى فكره وشخصه المؤسس «حسن البنأ» هو صاحب الفكر القطبى المتشدد المسيطر على قيادة الجماعة المحظورة وكل من هم فى الصورة الآن بداية من المرشد محمد بديع مرورا بمحمود عزت وخيرت الشاطر نهاية بمحمد مرسى وسعد الكتاتنى ومحمد البلتاجى وتتلمذوا فكريا وروحيا على كتابه «معالم على الطريق» الذى كفر فيه المجتمع وحرض على القتل والعنف بما اسماه بـ«الجهاد» وهو الفكر الذى أقامت عليه السلفية الجهادية منهجها.
ذكرى «قطب» تأتى قبل يوم واحد من فتنة الإخوان الكبرى التى تهدف إلى استمرار مسلسل العنف والإرهاب المستمر من «معالم على الطريق» فى جمعة 30 أغسطس.
«قطب» مر فى حياته بمراحل فكرية وسياسية واجتماعية وعاطفية متضاربة ومعارضة لبعضها البعض لقد كان أقرب وعلى أعتاب الفكر اليسارى فى ثلاثينيات القرن الماضى عندما كان طالبا فى كلية دار العلوم لينظم إلى التيار الليبرالى الممثل فى حزب الوفد عام 1942 ليدخل جماعة الإخوان عندما وصل التنظيم السرى لأعلى درجات إجرامه فى عمليات التفجيرات والاغتيالات الشهيرة عام 1950 بعد اغتيال رئيس الحكومة «محمود فهمى النقراشى» وتعرض الجماعة للحل الأول فيما يعرف بالنكبة الأولى بعد اغتيال البنا واسناد التنظيم فعليا لمسئول التنظيم السرى «عبدالرحمن السندي».
حقيقة حياة سيد قطب الذى كان صاحب قدرات بلاغية ولغوية رفيعة المستوى وصاحب قلم كان صعوده الفكرى عندما استغل وجوده فى مجتمع متدين وسطى بالفطرة فعمل على تكوين فلسفة العنف بالخلط بين الدين والسياسة، وبين الأفكار والحركة وبين الكلمة والقنبلة ليتعامل مع المجتمع بأفكار التكفير الجماعى.
الغريب أن بداية حياته كناقد وأديب كانت متأثرة بعباس محمود العقاد واتخذ وقتها «نجيب محفوظ» مثلا أعلي، وبعد التخرج من كلية دار العلوم عمل بوزارة المعارف ثم ذهب فى بعثة للولايات المتحدة ليعود منخرطا فى العمل السياسى وبعد فترة قصيرة من انضمامه للجماعة عام 1950 أصبح المنظر الأول على مستوى الفكر الحركى ومسئول قسم الدعوة ليتزامن مع صعوده داخل الجماعة تفجيرات المتاجر والمنشآت العامة وأنتشار السلاح فى الشارع لتنتهى بمشهد حريق القاهرة فى يناير 1952.
مع قيام ثورة يوليو عمل «قطب» على التقرب من جمال عبدالناصر الذى اتخذه مديراً لمكتبه فى هيئة التحرير ومستشاره لشئون التعليم والمناهج لدرجة أنه كان المدنى الوحيد الذى كان يحضر اجتماعات مجلس قيادة الثورة التى كانت تخص العسكريين فقط، ومع تنامى هذا القرب اكتشف عبدالناصر تدخل سيد قطب فى تغيير المناهج التعليمية واتخاذها المنهج المتشدد والتلويح بالعنف،وذلك فى الوقت الذى كان ينتظر فيه قطب منصب وزير المعارف.
مع اسناد المنصب لشخص آخر بدء ينقلب قطب على الضباط الأحرار لاسيما عبدالناصر وساد فى الهجوم والإعلان عن محاضر اجتماعات مجلس قيادة الثورة فبدأت الحرب التى كانت جولتها الأولى بسجنه عام 1954 بأتهامه فى بالضلوع باغتيال عبدالناصر فى حادث المنشية ليظل فى السجن لمدة 15 عاما ويكون الخروج بوساطة من الرئيس العراقى عبدالسلام عارف.
المنهج التكفيرى لسيد قطب لم تكشفه أجهزة الأمن بل كان كاشفها الرئيس جمال عبدالناصر عندما قرأ كتابه «معالم على الطريق» الذى طرح فيه أفكاره التكفيرية للمجتمع وما أسماه بالجاهلية المعاصرة وحينئذ قام عبدالناصر بالاستفسار من أجهزة الأمن عن أنشطة الجماعة بعد اكتشاف خطورة الكتاب الذى تضمن شفرات تتحدث عن اغتيال عبدالناصر وهدم الدولة.
وتأتى النهاية بعد متابعة الأمن لمخطط قلب نظام الحكم الذى وضعه قطب عام 1965 بخط يده، بتفجير القناطر والمصانع وحرق المنشآت العامة وهو ما حدث فى أغسطس 3013 عندما استدعى تلميذه خيرت الشاطر هذا المخطط الذى كان جاهزا للتنفيذ ابان انتخابات الرئاسة فى حالة خسارة محمد مرسى.
المرأة حققت عقدة فى حياة سيد قطب الشخصية لذلك كان مواقفه وكتاباته المتطرفة منها ويرجع ذلك إلى تعرضه لقصص حب فاشلة منها عندما أحب فتاة وسافر للدراسة ومع عودته وجدها متزوجة فأغرورقت عيناه ثم أحب فتاة وتبين أنها تحب غيره وهى من كتب فيها قصيدته «الكأس المسموم» ورواية «الأشواك» وعندما وجد غايته وأوشك على خطبة إحدى الفتيات كان حبل المشنقة أقرب منه.