الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإعلام وفرصة نشر القيم




كتب: د. إبراهيم نجم
ومن كل ماسبق يتضح لنا أنه يجب على الإعلام بكل وسائله القيام بالدور المنوط به على أكمل وجه من خلال نشر الوعى وإشاعة الثقافة واعلاء القيم، بالاضافة إلى مساهمته بطريقة جادة فى دفع عجلة التنمية والاقتصاد،
 بما يعود على البلاد بالنهضة فى كل شئونها، ولن يتأتى هذا إلا من خلال مجموعة من المبادئ والقيم التى يجب أن يضعها الإعلام على أولوية اجنداته، بحيث يكون قد ادى دوره على الوجه الأكمل، وتتمثل هذه المبادئ والقيم في:
ـ استخدام خطاب إعلامى يراعى آداب وأخلاقيات الحوار، ويدعم الممارسة الديمقراطية وقبول الآخر، ويسهم فى إحداث نهضة فى جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
ـ أن يلعب الإعلام دور المراقب الجيد والمستقل للأحداث، ولايزايد عليها من أجل الإثارة، ويلتزم الموضوعية والحياد فى عرض الحقائق.
ـ أن يلتزم المصداقية ويبتعد عن إشاعة الأكاذيب من أجل تحقيق السبق، من خلال التثبت قبل عرض أى مضمون من شأنه أن ينال من أمن وسلامة البلاد.
ـ بث الشعور بالمسئولية الوطنية والاجتماعية تجاه الوطن فى نفوس الشعب، ورفع الوعى لديهم وضبط سلوكياتهم.
ـ نشر ثقافة العمل والتنمية والبناء التى من شأنها أن تسهم فى دعم النهضة وبناء الحضارة.
ـ التعامل مع المشكلات والقضايا بنظرة الإصلاح من اجل البناء لا النقد من أجل الهدم.
ـ التركيز على أهمية التعليم فى بناء الأمم والحضارات، من خلال تقديم الرموز العلمية وعرض تجربتهم العلمية، بالإضافة إلى عرض مشاريعهم العلمية التى تسهم فى دفع عجلة التنمية وبناء نهضة عظيمة.
ـ التركيز على وجود ميثاق شرف إعلامى يحرص على تقديم الهادف ويحارب كل ما من شأنه أن يهدم المجتمع.
ـ إعطاء الأولوية للقضايا والمشكلات التى تخص المواطن المصرى بما يجعله يشعر بأن أجهزة الإعلام هى مرآة حقيقية لاهتماماته وقضاياه ومشكلاته وتطلعاته وأحلامه وآماله فى المستقبل.
ـ توفير فرصة التعبير عن الرأى للجميع دون اقصاء أو تمييز.
ـ عدم خروج المضامين الإعلامية عن اهتماماته وأخلاقيات وعادات المواطن المصري.
وإذا استطاع الإعلام أن يحقق هذه المبادئ وان يراعيها فى خطابه الإعلامى فى جميع وسائله فإنه سيسهم بدور كبير فى بناء النهضة، والنهوض بالمجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وسيكون له اليد العليا فى التأثير على جموع الشعب المصري.
يبقى أن نقول إنه فى الوقت الذى نطلب فيه من إعلامنا أن يكون مرآة صادقة لواقعنا وحصناً قويا للذود عن مقدّراتنا لابد لنا أن ندرك أن هذا الإعلام يحتاج إلى حماية تبقيه بعيدا عن عبث العابثين . هذه الحماية لا تعنى فرض القيود وتكميم الأفواه وإنما إغلاق الباب فى وجه كل من أراد أن يُحرّض ويُعَرِّض بالآخرين دون وجه حق. لا بد أن يقال للمخطئ أخطأت وللمصيب أحسنت فى وقت ضعفت فيه المرجعية وأصبح الكل يكتب ويقول على حساب المصداقية الضائعة.
التحدى الذى يواجه مجتمعاتنا العربية والإسلامية هو فى كيفية الوصول إلى معادلة تمكّن الإعلام من القيام بمسئولياته وبأدواره وتمنع العابثين من الخوض فيه ممن لا يريدون الإصلاح.

مستشار مفتى الجمهورية