الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجاموستان






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 05 - 11 - 2009



بين التوتر الحادث خلال الساعات الأخيرة في الساحة السياسية والذي ينشغل به الرأي العام، مع ترقب التغيير الوزاري الذي كان دافعه الرئيسي استقالة وزير النقل السابق محمد لطفي منصور بعد حادثة العياط، التي كان أحد اسبابها الجاموسة الشهيرة.. وبين حادثة أخري ليست أقل إثارة وشجنًا ولكن هذه المرة في قويسنا، تناقلتها وكالات الأنباء كخبر طريف بعد مشاجرة كبيرة بين عائلتين علي شرف جاموسة بعدما قفزت واحدة علي أخري في سوق المواشي، فتحول الامر بكل غباء اجتماعي إلي معركة بالسنج والمطاوي.. وكأن الدم أصبح اللغة الاساسية في الشارع المصري .
وما بين ذلك وذاك، كان التطرف عابقًا بين قوسين.. عفوا.. أقصد بين جاموستين.. وليست الصدفة وحدها هي العنصر المشترك الذي يجمع بين الحادثتين.. بل اللامبالاة وافتقاد روح الترابط بين اطراف المجتمع، فليس الفساد بعيدا عن الحادثتين.. فالفساد ليس ماليا فقط.. فأتصور أن الفساد الاجتماعي أكثر بشاعة منه.. وهذه هي النتيجة.. دماء في العياط بشكل معتاد حتي أنها عندما تتأخر نتساءل أين هي ؟!.. ودماء تفضحنا بين العالم كله، باعتبار أننا دولة متخلفة ومجتمع رجعي ضحل لايزال يتعارك علي الاسباب التافهة!
الغريب أننا نحلل الفتن الطائفية والخنافات الغبية التي تنشب بين الحين والآخر بين المسلمين والمسيحيين بعيدًا عن هذا الاطار الاسود، ونحملها أكثر مما هي عليه، فهناك خناقات أكثر بشاعة ودموية تقع بين المسلمين وبعضهم البعض، والمسيحيين وبعضهم البعض، ولا تبرز إلا في سباق الحوادث بعيدا عن التفسير الدموي المتخلف الذي يسيطر علي مجتمعنا.. فأسباب كارثة العياط وخناقة قويسنا التي كان عنصرًا مشتركًا فيها الجاموس، تشير في منظورها العام والتفصيلي أيضا بعيدا عن أجواء الفانتازيا التي يشعر بها البعض مع ذكر الجاموس، واحدة.. مع إدراك إننا وصلنا إلي ما بعد خط الخطر الأسود لا الأحمر.. وبالتالي فاننا بفقدان روح المبادرة، واحتراف سياسة الطبطبة لن يحل أي شيء، وستستمر هذه الأخلاقيات اللا أخلاقية بيننا، وبالتبعية ستستمر الكوارث الدموية والمالية تطل علينا من حين إلي آخر.. ولا تظلموا معنا الجاموس.. ولا الخنازير.. ولا الفراخ.. وغيرها من الحيوانات يابني آدمين !.. لست من جمعية الرفق بالحيوان أكثر مني محبا لإنقاذ الإنسان المصري، الذي يستحق أن يعيش في أجواء أفضل من ذلك ومجتمعا أكثر احتراما وتطورا.