الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خروج «محطة مصر» من الخدمة أدخلت المواطنين فى دوامة جشع الميكروباصات






 
 
بعد أن كان الضجيج شعارها والزحام سمتها الأساسية منذ أن تم افتتاحها عام 1854 وبعد مرور أكثر من 150 سنة وصوت نفير القطارات القادمة إليها والمغادرة منها لا يكف عن الصياح باتت محطة قطارات القاهرة «محطة رمسيس» خاوية من الركاب، الأرصفة ومقاعدها المتناثرة لا يوجد عليها سوى رجال الشرطة وأمن المحطة المسلحين الذين يمنعون أى غريب من دخول المحطة بدون تصريح بعد أن أو صدت المحطة أبوابها بالسلاسل منذ يوم الأربعاء 14 أغسطس وبعد ساعات من فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، حيث جاءت الأوامر بإيقاف حركة القطارات المغادرة والقادمة إلى محطة رمسيس، مليون راكب تقريبا هم عدد الذين كانوا يترددون على المحطة
بحسب كلام ياسر محمد مدير محطة مصر،  الذى أكد لنا أن المحطة الآن يجرى فيها أعمال الصيانة والنظافة
وأن المحطة جاهزة للتشغيل فى أى وقت  تقرر فيه السلطات المختصة تسيير حركة القطارات.
 
تحقيق - عيسى جاد الكريم
مدير المحطة أكد أن شبابيك التذاكر مستعدة لصرف ثمن التذاكر التى حجزها الركاب فى الأيام التى تم فيها إيقاف القطارات منذ يوم 14 أغسطس وأنه لا صحة مطلقا بأن الهيئة لا تقوم بإعادة ثمن التذاكر، ففى الأيام الأولى ربما حدث مشكلة فى ثمن التذاكر لأن الصرافين لم تكن لديهم سيولة كافية ولكن بعد ذلك قامت الهئية بتوريد السيولة المالية اللازمة للصرافين لرد ثمن التذاكر للركاب.
وكان وزير النقل المهندس إبراهيم الدميرى قد قال إن خسائر هيئة السكة الحديد منذ توقف حركة القطارات بلغت 52 مليون جنيه والكلام لازال لياسر محمد مدير محطة مصر الذى أكد أنه يجرى حاليا الانتهاء من الأعمال الانشائية للمصعد الذى يربط بين أرصفة المحطة والمول التجارى بالدور الثانى والذى سيكون جاهزاً للافتتاح بعد الانتهاء من جميع الأعمال الانشائية خارج أبواب محطة مصر بات على المليون راكب الذين كانت تستقبلهم المحطة تدبير وسائل مواصلات إلى القاهرة، معاناة يومية يعيشها المواطنون بعد أن ارتفعت أسعار سيارات الأجرة للضعف فى الرحلة اليومية.
ويقول حسن على مغربى يعمل موظفًا بالمرور بالقاهرة إنه يقيم بمدينة طنطا وكان يسافر ويعود يوميا للقاهرة بالقطار حيث لا تستغرق الرحلة ساعة يوميا ولكن مع توقف حركة القطارات أصبح يعانى معاناة شديدة لأن أجرة الميكروباص ارتفعت من 8 جنيهات إلى 15 جنيهاً بما يعنى أنه يحتاج إلى 30 جنيهاً يوميًا الأمر الذى جعله يتغيب عن عمله حتى قارب على استنفاد رصيد إجازته. يشاركه فى ذلك أحمد خليل أمين شرطة الذى يؤكد أنه يعانى منذ توقف حركة القطارات لارتفاع أجرة الميكروباص وعدم انتظام مواعيدها الشىء الذى يجعله يضطر للمبيت باليومين فى عمله ولدى أصدقائه بالقاهرة حتى لا يتغيب عن عمله ولكى يوفر ثمن المواصلات.
ايناس حمدى موظفة بإحدى الشركات الخاصة تقول إن سائقى سيارات الميكروباص أصبحوا يبيعون ويشترون فى الركاب مستغلين الأزمة فالمسافة التى كانت لا تستغرق ساعة من بنها للقاهر أصحبت تستغرق عدة ساعات بسبب الزحام وتكدس السيارات وارتفعت الأجرة من جنيه ونصف إلى خمسة جنيهات وأصبحنا نقضى ساعات فى حين أنه فى نصف ساعة كان القطار يوصل الجميع لمحطة القاهرة.
ركاب الوجه القبلى والإسكندرية أصبحت معاناتهم أضعاف معاناة أهالى المدن والأقاليم القريبة من القاهرة فقرب باب المحطة التقينا مع عبدالستار خليفة من أسوان والذى أصر على السؤال عن متى يعود القطار العمل مرة أخرى فوالدته مريضة وقد كانت تداوم على العلاج بأحد المستشفيات الخاصة وأنه كان من المعتاد أن يذهب بها ويعود فى قطار النوم والأن أصبح بين نارين فهو لا يستطيع أن يسافر بوالدته فى أتوبيس أو سيارة أجرة إلى أسوان لأنها لن تتحمل مشقة السفر وأنه يتحمل وجودها فى المستشفى الاستثمارى على أمل أن تعود حركة القطارات للعمل من جديد وأن مشكلته يعانى منها المئات من أبناء أسوان والنوبة الذين يعتبر القطار هو شريان الحياة الذى يوصلهم بالقاهرة خاصة بعد أن ارتفعت أسعار رحلات الطيران باقى أبناء محافظات الصعيد لا يختلف كثيرا فالحكايات المأساوية كثيرة لتجار وموظفين أفسد عليهم حظر التجوال حياتهم فكان بعضهم يسافر ليلا ليصل القاهرة صباحا لينهى أعماله ومصالحه ويعود فى نهاية اليوم إلى الصعيد مرة أخرى لكن حظر التجوال جعل سيارات الأجرة والاتوبيسات لا تتحرك إلا مع أول ضوء للشمس وارتفعت الأسعار بشكل جنونى فوصلت الأجرة لمحافظات سوهاج وقنا إلى مائة جنيه للراكب بعد أن كانت لا تتجاوز 50 جنيهاً ووصلت إلى 50 جنيهاً لمحافظة المنيا بعد أن كانت 25 جنيهاً أصحاب سيارات الميكروباص برروا ارتفاع أسعار الأجرة إلى الصعوبات التى تواجهها السيارات نتيجة لفرض حظر التجوال لأن السيارات أصحبت تقوم برحلة واحدة يوميا وكانت تقوم فى الأيام العادية برحلتين فى اليوم الشيء الذى جعل أصحاب السيارات والسائقين يرفعون الأجرة لتعويض ذلك.
من جانب آخر أكد صاحب إحدى شركات النقل أن ارتفاع الأجرة يعود إلى استعانة شركات النقل العاملة بالاتوبيسات السياحية الحديثة التابعة لشركات السياحة وأن توقف حركة القطارات جاءت فرصة لتعويض بعض خسائر هذه الشركات التى تكبدتها على مدى الأيام الماضية مؤكدا فى الوقت نفسه أنه مراعاة لظروف المجندين وضباط الجيش والشرطة يتم تحصيل 50 ٪ فقط منهم من قيمة الأجرة وحتى لا يتم تحميلهم أعباء إضافية وليسمح لهم بالركوب وعدم دفع الأجرة مضاعفة كما يحدث مع بقية الركاب لكن من الصعوبات التى تواجهنا إصابة العديد من الركاب بالدوار وحالات إغماء وقىء بسبب وجود مشكلات صحية لديهم من عدم اعتيادهم على ركوب الاتوبيسات ولذلك نتمنى أن تزداد نقاط الإسعاف فى الطرق لمواجهة هذه الأزمات.
من جانبه يؤكد المهندس شكرى محمود محمد رئيس الإدارة المركزية للتشغيل بهيئة السكة الحديد أن توقف حركة القطارات فرصة لإعادة التقييم ولكى يلتقط مرفق السكة الحديد والعاملون الأنفاس لتقديم خدمة أفضل للجمهور وفرصة للمواطنين ليعلموا أهمية مرفق السكة الحديد لهم وأنه يجب الحفاظ على المرفق وعدم تخريبه أو العبث به لأنه ملك للمواطنين ويعمل فى خدمتهم.
شكرى أكد أن محطة قطار مصر أو محطة باب الحديد كما يحلو لبعض العامة تسميتها كان يتحرك فيها يوميا 6 قطارات نوم و90 قطاراً مكيفاً القاهرة - أسوان أو القاهرة - إسكندرية أو إسكندرية - أسوان و81 قطاراً مميزاً من القاهرة لمحافظات الصعيد أو القاهرة لمدن القناة وإسكندرية ومحافظات الدلتا علاوة على 34 قطاراً مختلطاً به عربات مكيفة ومميزة وأنه تم استغلال فترة توقف القطارات فى عمل صيانة لعربات وجرارات القطارات، فقد تم عمل صيانة لأكثر من 33 عربة مكيفة و40 عربة فى القطارات المميزة بورش أبوغاطس وأبوراضى وكذلك عمل عمرة لعدد 30 عربة كان الضغط المستمر والتشغيل المتواصل لمرفق الهيئة يحول دون عمل عمرات لهم رغم أن بعضهم كان قد تجاوز عمره الافتراض فى التشغيل.
المهندس شكرى أكد أنه يجرى عمل دراسة الآن لمعرفة الاحتياجات الضرورية للعربات وكذلك ايقاف بعض القطارات على بعض الخطوط خاصة الوجه القبلى لعدم الجدوى الاقتصادية ولنقص الايرادات بها وتطوير القطار الفرنساوى فى حين تستمر قطارات الوجه القبلى كما هى دون ايقاف أى قطارات عاملة عليه، وأن عمليات التطوير مستمرة لكى يشعر المواطنون بالتحسن بعد إعادة تشغيل القطارات كما أكد أن جميع العاملين والسائقين بهيئة السكة الحديد على أتم الاستعداد لبدء العمل عندما تقرر الجهات المسئولة معاودة العمل بالمرفق متوقعا اتخاذ اجراءات أمنية مشددة لحماية الركاب والقطارات وضمان عدم استغلال المرفق من قبل الجماعات المتطرفة والارهابية فى ارتكاب أى اعمال تخريبية، وأن الدولة لن تعاود تشغيل القطارات الا بعد التأكد بنسبة 100 ٪ من قدرتها على تأمين الركاب والقطارات، خاصة مع قرب العام الدراسى والحاجة الشديدة للمواطنين للقطارات فى تنقلاتهم اليومية وذهاب الطلاب للمدارس والجامعات، وطالب شكرى بضرورة سن قانون بعقوبات رادعة لمن يقطعون السكة الحديد ويعطلون القطارات ويعرضون حياة الآلاف من ركاب القطارات للخطر بما يتيح لأجهزة الأمن إطلاق النيران على المخربين وقاطعى السكة الحديد فى الأيام القادمة.
شكرى أشار إلى أنه توقع أن يتم صرف المستحقات المالية للسائقين والكمسارية بحساب المتوسط كما حدث أيام ثورة يناير، فقد توقفت القطارات أكثر من أسبوع وتم اتخاذ الإجراءات نفسها للعاملين بالمرفق.