الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جمال مبارك: مصر بلد قوي ليس برئيسها فقط بل بمجتمعها كله






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 24 - 11 - 2009



رداً علي العديد من الأسئلة التي طرحها عليه القيادات الصحية والأطباء الشباب خلال حوار علي هامش مؤتمر تطوير الخدمات الصحية، كشف جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطني تفاصيل الموقف في أزمة مباراة مصر والجزائر منذ بداية المباراة الأولي في استاد القاهرة وحتي تداعيات اللحظات الأخيرة.
قال: إنه من الغريب أن ينتقدنا البعض للاهتمام بمتابعة مباريات المنتخب فهذا يحدث في الدول الأخري ومنها فرنسا التي خرجت كل قياداتها لمساندة منتخبها، متسائلا: ما الضرر في مساندة إنجاز لمصر؟! وقال أمين السياسات: إنه وصلته تساؤلات حول زيادة وزن الوزير "حاتم الجبلي" سياسيا بعدما حضنته في نهاية المباراة فور احراز متعب للهدف الثاني، لكنه قال:
إنه لم يكن يدري يحضن من وقتها من شدة الفرحة وكان بيننا الوزير سيد مشعل.. فلماذا الجبلي بالذات؟! فرد عليه الوزير: علقوا علي الفيس بوك علي ذلك بقولهم: "حضن الوزير يحميك من أنفلونزا الخنازير" فضحك الحاضرون!
وأكمل جمال سرده: دخلنا للاعبين بعد المباراة الأولي واتخذت قراري أنا وعلاء بالسفر للسودان ولم أكن أضع في مخيلتي أن يحدث ما يحدث، لكن حتي لو كان ذلك في تصوري كنت سأحضر أيضا مهما كانت النتيجة فلا تهم الخسارة أو المكسب لأنها كرة قدم في النهاية.
وقدر أن هذه الأحداث كانت منظمة وموجهة واستدرك: أنني لا أريد أن أصب الزيت علي النار أكثر مما هو موجود فكانت هذه الأحداث صدمة للجميع والناس تغلي، لكن الرئيس مبارك أكد ضرورة ضبط النفس، لأن مصر بلد كبير ومواقفها تسمع وهذا هو ما يولد الأحقاد لكننا قادرون علي اتخاذ مواقف فمصر لا يستهان بها واتركوا القيادة السياسية التي تعرف ما يجري وراء الستار.
وأكد أن مصر تطالب بتعويضات عن الممتلكات الخاصة والعامة المصرية التي دمرت في الجزائر ولن تتواني عن ذلك، والقيادة السياسية طالبت الطرف الآخر بحماية رعايانا هناك لكنه شدد علي أن الموضوع ليس حكومة فقط بل مجتمع أهلي ومدني حيث كشفت الأزمة تنوع المجتمع المصري ومدي قوته.. تلك القوة التي لا نلتفت لها وقت المشاكل الداخلية، فالناس كلها تتساءل ماذا نفعل؟!.. وأؤكد لهم أننا سنقف وقفة جامدة وقادرون علي ذلك.
وقال جمال مبارك: إننا فخورون بمصريتنا لأننا دولة "بيتعملها ألف حساب"، ويجب أن يبقي هذا الزهو الوطني لأنه حقيقة وواقع، وأشاد بالجمهور المصري الذي أحيانا ما ينقلب علي منتخبه بعد خسارة، لكنه هذه المرة وقف بجانبه وصفق له بعد الخسارة في السودان، وقال:
إن من كشفته الأزمة علي حقيقته عندما ألف قصصاً وكتب عناوين سريعة حول تركنا للمنتخب والمصريين هناك وادعاء أن الأمن السوداني اهتم بابني الرئيس وترك الجميع لممارسات الجزائريين، ورد إننا كنا خائفين جداً علي الناس وحرصنا علي اصطحاب بعضهم والمنتخب لأنه لو كان مسه شيء كانت الدنيا ها تولع أكثر وأكثر.
ورفض جمال مبارك دعاوي الهزيمة قائلا: إنني كنت أتمني الفوز وكنا سنواجه الموقف وقتها لأننا لا نخاف من شيء، وقال: إن هذا ثمن ندفعه لكن حقنا مش هايروح وأضاف وسط تصفيق الحاضرين لازم نهدأ لأننا نعرف مدي قوتنا ونطلع من هذه الأزمة بأن مصر كبيرة جداً ليس برئيسها فقط بل بكل أركانها!
فيما قال جمال مبارك ردًا علي سؤال حول الإعلام السلبي والمهيج إن هذه الشكاوي موجودة في مجتمعات كثيرة، وأيا كانت هذه الشكاوي لن نعود للوراء، فأنا نفسي أحصل علي نصيب كبير من الهجوم وأتعامل مع شظاياه، وقال: إن الإعلام المسئول هو عنصر قوة مع التطور، والناس كانت متشوقة لقضايا بعينها لأنها لم يتعرض لها أحد من قبل، لكننا وصلنا لحالة من الرشد والنضج المجتمعي ضد إعلام الأكاذيب، والفترة السابقة كانت تطورًا للسياسيين والإعلاميين والصحفيين والمجتمع معًا، فالسياسي كان لا يريد أن يهاجمه أحد ويقول ما يرضيه لكنه اعتاد علي ذلك الآن!
وباغت أحد الأطباء الحاضرين بدعوة لضرورة الاستماع لشعب مصر لأنه واعٍ وفاهم، فرد عليه جمال مبارك أننا نبذل جهدًا كبيرًا للتواصل مع الناس لكن هذا ليس كافيًا، ولا نفكر فيما عملنا، بل ما نفعل، ودائمًا نريد زيادتها، ونتحدث مع الناس بآذان صاغية وعقول مفتوحة لنعرف الآراء ونسمع المشاكل في كل شيء بدون هذا لن تكون مصداقية بيننا وبين الناس لنحل مشاكلهم، فيما أكد رد علي سؤال ل"روزاليوسف" حول إعادة النظر في الدعم أن هناك تخوفًا من ذلك لكن هدفنا هو زيادة كفاءته، والموضوع يحتاج لتمهيد وتوضيح للرأي العام ولن يكون فجائيا، وأكد أن التعامل مع الدعم مستمر لكن من الضروري التأكد من عدم الإهدار فيه ووصوله لمستحقيه، وبعض الناس تستعجلنا رغم أن هناك آخرين لا يزالون خائفين ولن يحصل ذلك في يوم وليلة وسيطول الحوار فيه!
وعن الأزمة الإيرانية قال: إن الرئيس جدد رفضه لأي تدخل إيراني في المنطقة، وأوضح أن هناك خلافات جذرية بين رؤية مصر وإيران للمنطقة العربية والخليج، وكما ترفض إيران التدخل في شئونها نحن أيضًا نرفض تدخلها في القضايا العربية وقضايانا الداخلية ونطالبها بالكف عن ذلك، وفي سياق آخر أكد أن الحديث عن الخصخصة أصبح أسطوانة مشروخة لا تقنع الناس، وأي تخوفات من مشاركة القطاع الخاص في نظام التأمين الصحي الجديد مستعدون لمناقشتها، مؤكدًا أن مثل هذه الأزمات المفتعلة هي تهرب من مناقشة التفاصيل فأسهل شيء "الشوشرة"، موضحًا أنه في النهاية سيتحمل المجتمع المسئولية ولذلك لن نضحك علي أحد ويجب أن ندخل في حوار جدي.
وقال: إن العلاج علي نفقة الدولة سبب خللاً ما لكنه يفيد الناس ويجب أن نواجه ذلك فنرفض عملية "التلصيم" لأن أي تغيير في هذا الإطار سيواجه بالمقاومة لأن البعض يستفيد منه، وبالطبع التأمين الصحي الجديد سيلغي العلاج علي نفقة الدولة!
وأكد أمين السياسات أن مؤسسة الحزب الوطني تواجه السياسات الفردية لبعض الوزراء، وهم يدركون مدي أهمية دعم الحزب لهم بل يأتون إلينا لطلب، فيما قال: أرجو أن يستمر الوزير الجبلي معنا ويصبر فصفق الحاضرون، عندما قال له أحدد الأطباء إنه يركز علي جودة الخدمة ولو جاء وزير غيره سيغير السياسة، واستدرك: الحزب هنا ليس "جمال مبارك" فأنا لست مستمرًا في الحزب إلي ما لا نهاية ويجب أن نترك لمن بعدنا أساسًا يسيرون عليه.
وأشار جمال مبارك إلي دعوة الرئيس لأن تكون لدينا رؤية لمصر بعد عشرة أعوام وخاصة في تطوير التعليم، لكنه اعترف بأن قلة الموارد هي السبب في عدم شعور الناس بأية طفرة في التعليم، لكن هناك بارقة أمل في تطوير التعليم الثانوي ونظام قبول الجامعات، إلا أنه من الضروري زيادة موازنة التعليم.