الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكونجرس يصوت على قرار أوباما بعد 9 سبتمبر الجارى




كتب - أحمد قنديل وخالد عبد الخالق ومى فهيم ومصطفى امين وإسلام عبد الكريم ووكالات الانباء

بعد اعلان الرئيس الامريكى باراك اوباما انه سيضرب سوريا وفى انتظار تفويض الكونجرس اعلن البيت الابيض انه تقدم بمشروع قانون للكونجرس امس الاول يطلب فيه رسميا الموافقة على استخدام القوة العسكرية فى سوريا لردع وتعطيل ومنع والحد من احتمال وقوع هجمات اخرى بالاسلحة الكيماوية.
وفى السياق نفسه قالت القناة العاشرة من التلفزيون الإسرائيلى إن طلب أوباما بالحصول على موافقة الكونجرس لشن هجوم عسكرى ضد سوريا، يدل على أنه تراجع عن قرار الهجوم ،خوفا من تكرار تجربة العراق وأفغانستان، مشيرة ان القرار رسم البسمة على وجوه دوائر صانعى القرار فى إيران وسوريا، وهناك العديد من الدول العربية ترى فى خطاب أوباما أنه أضعف رئيس للولايات المتحدة، وأن هذا الضعف يصب فى مصلحة طهران.
وفى المقابل أكد مندوب سوريا الدائم، لدى الأمم المتحدة بشار الجعفرى أن أوباما، ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، أصعدا نفسيهما إلى ذروة الشجرة، ولا يعرفان كيف ينزلان عنها، ولذلك لجآ إلى الكونجرس ومجلس العموم بحثا عن مخرج من الورطة، التى وضعا نفسيهما فيها أو وضعهما الآخرون فيها، لافتا ان أوباما يخضع لضغوط هائلة من اليمين المتطرف والصهيونيين الجدد، من تل ابيب وتركيا، وبعض العرب، وهو أحسن صنعا بمحاكاة ما فعله كاميرون بإحالة قرار العدوان على بلاده إلى الكونجرس وخاصة أن كاميرون بهذه الطريقة أنزل نفسه من الشجرة التى صعد إليها.
وأوضح الجعفرى أن الإعلام الأمريكى أصبح إعلاما حربيا يضغط باتجاه العدوان على بلاده أكثر بكثير من العسكريين أنفسهم الذين يبدون مترددين، مؤكدا أن هناك دولا صديقة للشعب السورى فى مجلس الأمن ذات خبرة ودراية كافيتين فى آليات التلاعب ومنها روسيا والصين اللتان تشكلان صمام أمان، و لن تسمحا بتمرير أى قرار بعدوان أو تدخل.
كما قال هارى ريد زعيم الاغلبية فى مجلس الشيوخ الامريكى امس الاول ان المجلس سيجرى تصويتا على استخدام اوباما قوة عسكرية محدودة ضد سوريا فى موعد لا يتجاوز اسبوعا من التاسع من سبتمبر الجارى، مضيفا ان المجلس سيعقد جلسات علنية بشان هذه القضية الاسبوع الجارى مع كبار مسئولى ادارة اوباما فضلا عن عقد جلسات سرية وغير سرية لاطلاع اعضاء مجلس الشيوخ على التطورات.
ومن ناحيته قال وزير الداخلية الفرنسى مانويل فالز امس ان بلاده لن تتحرك بمفردها فى سوريا لكن ستنتظر قرارا من الكونجرس الامريكى بشأن تنفيذ الهجوم.
ومن المقرر ان يجتمع رئيس الوزراء الفرنسى جان مارك اريو مع رئيسى مجلسى البرلمان وزعماء من المعارضة اليوم لبحث الوضع السورى قبيل نقاش برلمانى يوم الاربعاء.
وفى المقابل أكد اللواء إبراهيم المحمود رئيس لجنة الأمن القومى فى مجلس الشعب السورى أن بلاده سترد بكل ما تملكه من قدرات على أى هجوم تتعرض له، مضيفا نحن أخذنا بعين الاعتبار كل الاحتمالات المتوقعة خلال الفترة المقبلة وسنرد على ذلك بكل قوة وحسم.
ومن جانبه صرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية  بأن  أشرف حمدى سفير بلاده فى لبنان أكد على الموقف المصرى الرافض لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، داعيا لإعطاء الفرصة للجنة التحقيق الدولية لاستكمال تقريرها تزامنا مع الجهود الدبلوماسية بما يساهم فى إمكانية التوصل إلى حل سياسى شامل للأزمة السورية.
وفى تطور لاحق دعا وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم امس المجتمع الدولى الى تحمل مسئولياته فى حماية الشعب السورى خاصة بعد ارتكاب قوات النظام السورى جرائم بشعة ضد شعبه باستخدام الاسلحة الكيماوية ،كما طالبوا بمحاسبة اركان النظام السورى ومقاضاته امام المحافل الدولية مشددين على ضرورة ان لا يفلت احد من العقاب،كما جاء فى مشروع القرار والذى حصلت روزاليوسف على نسخة منه الدعوة الى  تقديم كافة اشكال الدعم المطلوب للشعب السورى للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدة الشعب السورى ، هذا وقد سبق الاجتماع الوزارى جلسة مغلقة لوزراء الخارجية شهدت خلالها خلافا حادا بين الوزراء  والذين انقسموا بدورهم الى جبهتين الاولى ترى ضرورة محاسبة النظام السورى وتاييد اى عمل عسكرى ضده وقد مثل هذه الجبهة دول مجلس التعاون الخليجى اضافة الى الاردن والمغرب والثانية هى كل من الجزائر والعراق والسودان وموريتانيا ولبنان والتى  اعترضت و نأت بنفسها عن اى قرار ضد سوريا  كما اعلنت ادانتها لاستخدام السلاح الكيماوى ضد المدنيين الا انها تحفظت على اتخاذ قرارات مسبقة قبل نتائج لجنة التحقيق الدولية والتى تقوم بها الامم المتحدة ، وقد صدر القرار رغم تحفظات تلك الدول.
وفى الوقت نفسه أكد رئيس هيئة الأركان العامة فى الجيش السورى الحر، اللواء سليم إدريس أن الجيش سيكون على علم بالمواقع التى سيتم استهدافها خلال الضربة العسكرية من قبل قوات التحالف، مشددا على انهم جاهزون للسيطرة على المواقع العسكرية لقوات النظام بعد الضربة، مضيفا أن الضربات الجوية التى ستقوم بها قوات التحالف لا تحسم وحدها المعركة فى بلاده بل سيكون الحسم بيد الشعب السورى نفسه كما طالب المعارض السورى باسل الكويفى المجتمع الدولى بالحفاظ على بلاده من التدمير الذى سينال كل شئ، مشددا فى تصريحات خاصة لروزاليوسف على ان المعارضة تسعى لانقاذ ما يمكن انقاذه ، مؤكدا على ضرورة تجاوب النظام مع مبادرات حل الازمة والرحيل عن البلاد لتجنب الدمار والخراب والتدخل الدولى العسكرى.
وفى الاثناء ذكرت صحيفة « يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية امس أن جيش قوات الاحتلال على أهبة الاستعداد واليقظة رغم قرار اوباما بتأجيل عملية الهجوم حتى موافقة الكونجرس،مضيفة ان تل ابيب تخشى من إمكانية استغلال الرئيس السورى بشار الاسد هذا التأجيل لشن هجمات ،لذا تحافظ على درجة التأهب القصوى استعدادا لاى هجوم محتمل ضدها. وأشارت الصحيفة انه من المنتظر أن يحافظ أيضا على حالة التأهب فى القيادة الشمالية وفى السلاح الجوى خلال الايام القادمة كما سيقوم بنشر بطاريات القبة الحديدية والباتريوت فى شمال ووسط إسرائيل.
كما ذكرت الصحيفة أن جيش قوات الاحتلال  عقد امس اجتماع تقييم لدراسة أبعاد قرار تأجيل الهجوم العسكرى على سوريا الى جانب عدم الغائه تعبئة قوات الاحتياط المحدودة فى الوقت الحالى
الى ذلك قال وزيرالخارجية القبرصى يوانيس كاسوليديس امس ان بلاده لن تستخدم كمنصات لإطلاق الصواريخ ضد سوريا، مؤكدا ان بلاده على أتم الاستعداد إذا لزم الأمر أن تصبح نقطة عبور أو ترانزيت للمواطنين الأجانب فى منطقة الشرق الأوسط إلى ديارهم.
واضاف كاسوليدس ان حكومة بلاده  أعربت مرارا عن قلقها العميق حيال استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين وخصوصا ضد أطفال شعب سوريا، محذرا من خطورة رد حكومته اذا اقتربت هذه الأسلحة منها.
وأضاف كاسوليدس أن عملية مقتل 429ر1 شخص سورى ومن ضمنهم 426 طفلا فى الهجمات الأخيرة على سوريا تعد جريمة ضد الإنسانية ويجب إدانتها من كافة الجهات ، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يمر مثل هذا الحدث دون عقاب.
كشف مسئول وزارى عربى أثناء حضوره اجتماع مجلس الجامعة العربية بالقاهرة أن هناك انقساماً حاد حول التوافق حول توجيه ضربة عسكرية لسوريا من قبل الرئيس الأمريكى وذلك قبيل انعقاد مجلس الجامعة العربية والجريدة ماثلة للطبع وأضاف أن الجامعة العربية لن تعطى الرئيس الأمريكى أوباما شيكاً على بياض لضرب سوريا عسكرياً موضحاً أن القرار سوف يدور حول إدانة استخدام الكيماوى وانتظار تقرير محققى الأمم المتحدة وذلك من أجل التوافق حول موقف موحد حول سوريا.