الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الخطوة القادمة






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 27 - 11 - 2009



لم يتصور أحد أن نصل إلي هذه المرحلة من التخبط بعد هذه الحالة الصوتية التي ملأت الفضائيات بدون عنوان سوي الانفعال غير محسوب العواقب .. والآن ماذا نحن فاعلون ؟!.. وما هي الخطوة القادمة ؟!...ونحن نعاني من عزلة مقصودة أو غير مقصودة .. المهم النتيجة السوداء التي نتوه فيها ، ويتحملها الكثير من الفاسدين المزايدين علي هذا البلد .. بداية من مذيع حنجوري..
لا يفقه شيئا سوي اللهاث وراء كوتة الاعلانات الأكبر بين البرامج الرياضية وسباقات التوك شو اليومية، والي من يصفون أنفسهم بالمحللين الذين يقبضون فيقولون كلام تفصيل حسب لون ومقاس كل قناة، وحتي وزير لا يعرف مهمته ويترك الاعلام الاجنبي لا يعرف عنا شيئا، ولا يوصل رسائلنا للخارج، أول مسئول مثل مسئولي اتحاد كرة القدم الأشاوس الذين سافروا لقضاء اجازة العيد في سويسرا علي ثلج جبل الالب .. وبالتالي ماذا تنتظرون من محصلة هذه الصورة المشوهة إلا الفضيحة وضياع الحق.
وبالطبع فإن هناك عزماً جاداً من الشعب والقيادة علي عدم تفويت الموقف، وهناك بوادر واضحة علي التخطيط لاستعادة الحقوق.. لأن اركان هذه الصورة المشوهة تعطل الترتيبات، فعلي سبيل المثال، تحاصر الشكوك مدي الجودة التي عليها الملف الذي قدمناه للفيفا لإثبات حقنا بالصوت والصورة ، ونخشي من تفريق دمائنا بين القبائل وتنتهي الامور بدون نتيجة ، ويمر الموقف كما مر سابقه مع الاعتداء الحدودي الذي ارتكبته حماس لحدودنا الشرقية واستشهاد ضابط برصاصهم، فإلي متي تتوه الحقائق والحق ؟!؟
فلا يعني أن يكون الاخ الاكبر ملطشة لأشقائه الصغار، وان كنت انا الاخ الاكبر فلماذا لا نجيد العين الحمراء التي محدد لها اوقات بعينها لاستخدامها، فليس الاخ الاكبر هو دائما الكَّيس المحترم الذي يضبط نفسه، بل هو الذي يضرب بيد من حديد ردا علي اي تجاوز من اشقائه الصغار حتي يقومهم ويعيدهم للطريق الصحيح لكننا لا نري سوي الكياسة، ولم نر العين الحمراء المطلوبة ايضا، وليست هذه دعوة للتحريض بل لتصحيح الأوضاع المقلوبة في هذا العالم العربي، الذي لو كنت اسرائيليا، ما كنت تمنيته اكثر من ذلك، فيعيش حالة نموذجية من التدهور والتراجع والتخلف والانحطاط والتفسخ والوقيعة، تسعد أعداءه للغاية !
ولا أتصور ان الحل سيكون قريباً .. فلم اسمع عن تحقيق في السلبيات التي كشفت عنها الوقائع، ولم يتم عرض خطة للتعامل مع الجزائر واعادتها لرشدها أفضل من تركها لأعدائنا لدرجة انها تشبهنا بالاستعمار الفرنسي الذي يريدون التخلص منه بدعوي ان مصر تبيع الغاز المصري بأرخص الاسعار، وتسرق الغاز الجزائري باسعار لا تذكر، وبعدما كانوا يرفعون مصر فوق هاماتهم، يلقبونها الآن بمصرائيل!