الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هل نذهب للجحيم.. أفضل؟!






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 04 - 12 - 2009



تصور البعض أن المبادرة السويدية باعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، محاولة دعائية للتمويه وتحويل الأنظار عن الضربة اللاد إنسانية التي صفعتها سويسرا إحدي البلاد التاريخية في عالم الحياد والتسامح "سابقًا" بحظر بناء المآذن، لكن حتي لا تتوه الحقائق يجب أن نلوم أنفسنا أولاً لأننا تركنا الساحة لسلفيين ينتشرون في أوروبا يرعبون أهاليها، ويقدمون لهم صورة كريهة ليست هي حقيقة الإسلام، وتركنا أيضا هؤلاء الأتاتوركيين يتربحون علي حسابنا بدعوي أنهم لم يتركوا الإسلام بل إنهم أشد إسلاماً من غيرهم حتي إن "أردوجان" زايد بتخاريف ضد ديننا الحنيف معتبراً المآذن حربتنا، في وقت يتحدث العالم عن العلم ووصلت فيه حتي نيوزلاندا للفضاء.. حول فيه الأتراك لمصالحهم في مساواتهم مع الاتحاد الأوروبي الذي يتمسحون ويتوسلون للانضمام إليه من وسيلة لإعلاء الأذان إلي أداة حربية!! تصوروا.. هل هذا هو الإسلام!
وسط ذلك وفي حلبة التنافسات الإقليمية التي تهنا وسطها كمسلمين وسطيين وكمصريين أيضا، وجدنا إيران الشيعية تزايد هي الأخري والمتطرفين الخليجيين منشغلين في ضربات بورصاتهم بأزمة اقتصاد الكريمة وناطحات السحاب الوهمية والجزر الصناعية فلم تعلق بشيء مكتفية بتمويلها للمراكز السلفية والإخوانية التي تشوه صورة الإسلام في أوروبا!
..وفي النهاية نحن الذين نواجه ونكون في صدارة الأزمات منتجي المشاكل، ولم يتحرك أي غني خليجي أو عربي لسحب جزء من أمواله التي تتراكم في بنوك سويسرا كخطوة فيها بعض النخوة ولو دعائية أمام العالم لإنقاذ بعض من ماء وجهنا الذي ضاع تماماً، رغم أن القيادات السويسرية كانت مرعوبة تماما من أي رد فعل من هؤلاء الأغنياء الأوغاد قد يؤثر علي اقتصادهم في عز الأزمة المالية العالمية.. لكن لا حياة لمن تنادي!
وبالطبع كعادتنا لن نستفيد من هذه الأحداث، وتستمر الأزمة كما مرت التطاولات الدنماركية علي الرسوم المسيئة للرسول الكريم، وستتعالي العنصرية والعدوانية الأوروبية ضد المسلمين في ظل حالة الرعب التي تتغلب مع الوقت علي الإحساس بالعار من محاصرة الإسلام بقيود غير إنسانية في دول تطالبنا مع من يعتبرونهم أقليات في مجتمعاتنا بالإنسانية، رغم أن فاقد الشيء لا يطالب به ياسادة، إلا أنهم معذورون رغم أن بعضهم مجرمون لأننا تركناهم ضحايا للسلفيين الذين يهددون بلادهم "بأسلمة إرهابية الطابع" ضد الإسلام الوسطي علي طول الخط، فيها المآذن حراب والنقاب للتخفي من الجرائم وغيرها من الأمور المشينة!
اتخنقنا من "سبوبة الجزائر"!
هل تحولت الأزمة بين مصر والجزائر إلي "سبوبة" بين الفضائيات والسياسيين بل في أفلام العيد، التي ترفع شعار العرض في كل الدول العربية إلا الجزائر؟!.. في المقابل يقود الجزائريون حملة مرتبة علي أحدث الوسائل الدبلوماسية الحربائية بالترويج لتصريحات إيجابية للتهدئة، وفي المقابل تتصاعد ضد مصر حملات صحفية قذرة في الإعلام الجزائري، ويبدو أنها لن تنتهي قريبا، لكن الحل ليس في الانسحاب بل في التفاعل لأننا لسنا ضعافاً بل أقوياء، نواجه!!