الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شيرين فؤاد تبحث فى العلاقات العاطفية على الإنترنت




كتبت – تغريد الصبان

على غير العادة اتجهت الكاتبة شيرين فؤاد فى كتابها «البعد الآخر» الصادر حديثا عن دار إشراق للنشر إلى مناقشة موضوع مهم قد يكون هو موضوع الساعة، وهو العلاقات العاطفية والجنسية التى تنطلق فى «السيبر سبيس» بحسب تأكيد فؤاد فى مقدمتها، حيث ترى أن هذا المصطلح هو الأقرب والأنسب لموضوع كتابها عن مسمى شبكة الإنترنت، حيث أوضحت فؤاد قائلة: عندما بدأت الكتابة، تعمدت استخدام لفظ (السيبرسبيس- الفضاء الالكترونى)، وليس الكلمات المعتادة مثل شبكة الانترنت، لأنها الاكثر توصيفا لموضوع  الكتاب، فمن خلال صفحات الكتاب سوف نرحل معا لعالم او فضاء آخر، فضاء موازى لفضاءنا الواقعى او متداخل معه، ذلك ما سوف نستقر عليه بنهاية الكتاب، لكنه بالفعل عالم، عالم له طبيعته، مكوناته، خصائصه، وكما سنرى، له حتى هويته وعواطفه الخاصة، فكان المقصود ليس تناول ودراسة شبكة الانترنت ذاتها او حتى ما نتج عنها من علاقات، بل اعمق من ذلك، الغوص فى ذلك العالم، والتنقل بكل ارجاءه، رؤية الذات الداخلية لشخوص نطلق عليها وصف شخوص افتراضية، تماما كالانتقال لكوكب او عالم آخر ورؤية كيف هى الحياة على ذلك الكوكب، ومع نهاية الكتاب سيجد القارئ اننى لم ابالغ فى ذلك الوصف بأنه عالم متكامل له طبيعته وعناصره الخاصة، ولذا اسمحوا لى استخدام بعض المصطلحات والتى قد تكون غريبة أو جديدة بعض الشيء لكننى وجدت أنها بتلك الصياغة تعطى التجسيد الامثل للمعانى المطلوبة، بالإضافة إلى أن تركيب مصطلح مقابل باللغة العربية وجدته سيكون مطولا بعض الشيء يتكون من كلمات عدة، ورغم ذلك لا تعطى المعنى الذى اقصده  بعمق وقوة.
أكدت فؤاد أنها حاولت التركيز على تلك العناصر التى كان لها كبير الأثر على حياتنا الواقعية, بجانب انها تشكل اهم ما يشغل الانسان «الذات الانسانية والعواطف الوجدانية» فكان الكتاب كرحلة لذلك العالم، والتعرف على هوية ساكنى ذلك العالم، والتعرف على طبيعة العواطف والعلاقات التى تجمعهم.
وأضافت: «المستخبية تكسر المحراث» هو مثل شعبي، كثيرا ما كنت اسمع أبى «يرحمه الله» يردده بمواقف عدة، معناه ان الشيء الخفى ومهما كانت صغيرا يشكل خطورة يمكن ان تدمر ما هو اكبر واقوى، تنبه عقلى منذ الصغر على ان خطورة الاشياء تكمن فى غموضها، وان قوة الانسان فى العقل والفكر, والجهل ببواطن الامور هو ما يجعل الانسان ضعيفا، اعمى ولو كان بصيرا.. وذلك بالتحديد سبب قرارى البحث والكتابة عن موضوع الفضاء الالكترونى بذلك العمق، وبهذا القدر من المكاشفة والمصارحة والتى قد تكون جديدة بعالمنا العربي، رغم ان الموضوع  ذاته ليس جديد. فلا يكفى ان نقر جميعا بوجود علاقات عبر الانترنت، ولا يكفى ان نكتب عنها بصورة سطحية ننتقد الظاهرة وما تحمل من سلبيات ونتهم الانسان بالانحلال ولا نبحث عن الأسباب، ولا نحلل ما يحدث لنتبين ما اذا كان الانسان لجأ للفضاء الالكترونى بحثا عن الحب والجنس؟ أم ان الفضاء الالكترونى هو ما قدم للانسان نوع جديد من العواطف الوجدانية والعلاقات الإنسانية؟ 
تلتمس فؤاد من قارئها أن يتفق معها على الطريق الذى سوف يسلكاه معا خلال رحلتهما، وقالت: بعد ان نتعرف على طبيعة ومكونات  وخصائص الفضاء الالكتروني، ثم  نبدأ فى تناول  طبيعة مفاهيم كالهوية، العاطفة، الحب.. الخ، كيف هى تواجدها بواقع حياتنا، ثم نناقش معا مدى التطابق او التباين بين تواجد تلك العناصر بالحياة الواقعية وبين مثيلتها بالفضاء لاالكتروني، وبالابواب الاخيرة نناقش  تبعات السيبرسبيس على الحياة الواقعية للانسان فنناقش تفكك الهوية، الرؤية العقلية، ادمان الجنس الالكترونى، التحرش الالكترونى، الخيانة الالكترونية..  وبالنهاية سيكون  توصيف لرؤيتى للعالم الفضاء الالكترونى.