الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطبطبة علي الإخوان






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 25 - 12 - 2009



من المفروض بعد ذلك ألا يكلمنا أحد عن سيادة القانون، ولا يطنطن البعض ليصم أسماعنا بأحاديث عن إعلاء النظام في الشارع، بعد هذا التخبط في مواجهة الاخوان، فكيف الكل يتابع هذه الاجتماعات التنظيمية لمكتب ارشاد هذه الجماعة المحظورة ، ولا يتحرك احد؟!.. أليست هذه جماعة غير معترف بها قانونا ، بل ولها ارتباطات بتنظيمات خطيرة في الخارج، وهذا معروف للجميع، ولا أكشف أسرارا بالطبع؟!
إلي متي تستمر هذه الشيزوفرينيا التي تعاني منهاالحياة السياسية المصرية بأبعادها الاجتماعية والدينية بل والاقتصادية أيضا، هل التعديلات الدستورية الاخيرة كانت حبراً علي ورق؟ هل نصدق أن الدستور يرفض الاحزاب الدينية والواقع يقول ان الإخوان أقوي من أي حزب معارض في مصر بمراحل؟ إلي متي يستمر هذا الوضع، كلنا موالين ومعارضين ومستقلين نريد حياة عفية وسوية في مصر، وهذه الأجواء لن توفرها بالمرة، كيف أهاجم جماعة محظورة، وواقعيا الدولة المصرية تعترف بها، وتلفظها فقط علي الورق الذي يرص في المكاتب القانونية وفي البرلمان ، وتتراكم عليه الاتربة؟
إننا خلقنا فجوة كبيرة بين الواقع العملي والقوانين والدستور، وهذا امر جد خطير، ويجب مواجهته علي الفور، وأتصور أنه أخطر من وجود الإخوان في حد ذاته، وهل أصبح من حق النظام أن يعترض علي جرائم أخري مماثلة ترتكب في العلن ، في الوقت الذي يرفض فيه مواجهة الاخوان؟
وبالطبع تحمل هذه القراءة الكثير من المعاني الخطيرة جدا ذات أبعاد معقدة، منها أن الإخوان قوة لا يستطيع أحد مواجهتها، ولهذا معني كبير مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والاخوان جماعة ديمقراطية قدمت نموذجا للتغيير أو الانقلاب السلمي ، وبالتأكيد ما يروج في هذا الاطار له تبعاته داخليا وخارجيا، وإن أردنا حياة سياسية حقيقية يحترم فيها القانون وسيادة الدولة المدنية، يجب أن نقضي علي كل هذا الوهم الذي تركتناه بل ونتحمل مسئولية توحشه في أحيان ما، بتجاهله متعمدين أم مستسهلين ، والحالتان، أخطر من بعضهما، نتمني المواجهة لا الأمنية الضارة التي تولد أي انفجار مدعي يحققون به مكاسب، بل مواجهة محترفة سياسية وثقافية حقيقية لا فاشلة كما هو الحال في إدارتنا لكل الازمات التي نعاني منها، لقد حذرنا.. اللهم فاشهد.