الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أوباما: واثق من استخدام الأسد «للكيماوى»




كتب - صبحى مجاهد ووكالات الأنباء

أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء السويدى فريدريك رينفيلت عقب وصوله إلى السويد، أمس فى مستهل جولة أوروبية لمدة 3 أيام أنه واثق من أن الأسد استخدم السلاح الكيماوى ضد الشعب السورى، مؤكدًا أن عدم الهجوم يزيد من احتمال وقوع هجمات مماثلة.
كما اتفق أمس زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى على مسودة تفويض لاستخدام القوة العسكرية فى سوريا، ويضع مشروع القرار الجديد حدا زمنياً 60 يوما للعمل العسكرى فى سوريا مع امكانية مده مرة واحدة لمدة 30 يوما.
كما ورد فى مسودة الوثيقة، بنداً يحظر أى استخدام للقوات المسلحة الأمريكية على الأرض فى سوريا، قامت اللجنة أمس باجراء تصويت على المسودة التى سيتم إرسالها إلى مجلس الشيوخ بكامل هيئته بعد عودة الأعضاء من عطلتهم الصيفية فى التاسع من سبتمبرالجارى.
وكان السيناتور الأمريكى روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ  قال إن المسودة ستسمح لحكومة الرئيس باراك أوباما بالقيام بعمل عسكرى فى سوريا، لكنه يضمن ألا يكون تدخلا مفتوحا وخاصة عدم نشر قوات برية على الأرض. وكان أوباما قد حصل على تأييد أعضاء كبار فى الكونجرس من بينهم جمهوريون لدعوته بتنفيذ ضربات محدودة فى سوريا لمعاقبة الرئيس السورى بشار الأسد بسبب الهجوم بالأسلحة الكيماوية ضد مدنيين.
وصرح أوباما أمس الأول بأن بلاده لديها خطة أوسع لمساعدة مقاتلى المعارضة على الحاق الهزيمة بقوات الأسد.
ويلزم مشروع القرار أوباما بالتشاور مع الكونجرس وعرضه على مجلس الشيوخ ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب لوضع استراتيجية للتفاوض بشأن تسوية سياسية للصراع فى سوريا تتضمن مراجعة كل أشكال المساعدات المقدمة إلى قوات المعارضة التى تسعى لإسقاط الأسد. وقال زعماء مجلس النواب إن التصويت سيكون تصويتا متسقا مع الضميراى أنهم لن يسعوا للتأثير على النواب حتى يصوتوا بما يتفق مع رأى الحزب فى قرار توجيه ضربة للاسد.
وفى السياق نفسه دعا المنسق السياسى والإعلامى للجيش السورى الحر المعارض لؤى المقداد الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن إلى بدء عملية عسكرية ضد الأسد فى أقرب وقت ممكن، مؤكدا أن الجيش الحر يرحب بالتحركات الجارية حاليا، ولكنه شدد فى الوقت نفسه على ضرورة الرد على نظام الأسد فى أقرب وقت وذلك لمنعه من قتل المزيد من المدنيين فى البلاد.
ومن جانبه قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين: إن  بلاده قد توافق على عملية عسكرية فى سوريا إذا ثبت أنها نفذت هجمات بأسلحة كيماوية، لكن بشرط  أن تجرى مثل هذه العملية بموافقة الأمم المتحدة، لافتا إلى أن الهجوم الكيماوى على الغوطة قد يكون من اختلاق جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقال بوتين إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو وحده من يمكنه إجازة استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة، معلنا أن بلاده سلّمت سوريا بعض مكونات نظام الدفاع الجوى الصاروخى «أس-300» وعلقت أخيرا إتمام هذه الصفقة ولكنها ستتمها إذا لاحظت أنتهاكات تستهدف القانون الدولى.
وفى تطور لاحق نظم البرلمان الفرنسى أمس جلسة نقاش بدون تصويت حول التدخل العسكرى فى سوريا، وفى انتظار قرار من الكونجرس الأمريكى بهذا الصدد اعتبارا من التاسع من سبتمبر الجارى، قام رئيس الوزراء جان مارك آيرولت بعرض على النواب الخط الدبلوماسى الفرنسى الذى يقوم على جمع ائتلاف دولى لمعاقبة الأسد على استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه.
وأبدى الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، المزيد من التصميم على التدخل ضد النظام السورى الذى يحمله مسئولية المجزرة التى وقعت فى الغوطة.
وفى الوقت نفسه حذر نائب وزير الدفاع الروسى أناتولى أنطونوف، الجهات التى أطلقت الصاروخين بشرق البحر المتوسط من اللعب بالنار، مشدداً على أن هذه الأعمال ستفجر المنطقة، مشيرا إلى أن منطقة البحر المتوسط هى برميل بارود، وتكفى شرارة واحدة لإشعال النار التى قد تنتشر لتشمل ليس الدول المجاورة فقط، بل وتقترب من مناطق أخرى فى العالم،لافتا أن منطقة البحر المتوسط قريبة من حدود بلاده.
وأوضح أنطونوف وجود مجموعة كبيرة من السفن الحربية والغواصات القادرة على حمل صواريخ ذات رؤوس قتالية نووية، مؤكدا أن هذا الحادث أظهر فاعلية منظومة الإنذارالروسية لرصد الهجمات الصاروخية، قائلا إن قوات بلاده مستعدة لأى أعمال فى ظل أى ظروف. وفى الأثناء  قال رئيس الأركان الأمريكى مارتن ديمبسى للكونجرس أمس الأول أنه لم يكلف بتغيير الاتجاه فى الحرب الأهلية السورية وإنما بإيجاد خيارات لتقليص القدرات العسكرية للرئيس السورى.
كما جدد وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون أمس الأول تأكيده أن بلاده لا علاقة لها بالسياسة الخارجية الأمريكية تجاه سوريا، مشيرا إلى أن جيش بلاده سيبقى على أهبة الاستعداد للتحرك وفق تطورات الأحداث.
وفى الاثناء أكد سفير تل ابيب لدى واشنطن مايكل أورين أن بلاده تتفق مع أوباما بأن استخدام الأسلحة الكيماوية فعل بغيض، وأن نظام الأسد يجب أن يدفع ثمن تدهور الأوضاع فى البلاد.
وفى المقابل حذر الجنرال حسين سلامى، القائم بأعمال القائد العام لقوات الحرس الثورى الإيرانى واشنطن من مغبة مهاجمة سوريا، قائلا إن مثل هذا الهجوم سيكون خطأ فادحا.
واشار سلامى إلى أن أى هجوم ضد النظام السورى سينشر روح الجهاد بين المسلمين ويؤجج شعور العداء ضد الغرب، مشددا أن سوريا ليست وحدها فى هذا الصراع فيما أكدت لجنة العلاقات الخارجية باتحاد الأطباء العرب رفضها التام لممارسات نظام بشار الأسد الدموى الذى حصد بآلته العسكرية حتى الآن عشرات الآلاف من أبناء شعبه وأخر هذه المجازر الوحشية مجزرة الغوطة التى راح ضحيتها 1500 سوري.
وترفض اللجنة برئاسة الدكتور جمال عبد السلام أى تدخل عسكرى لضرب سوريا مع تأييد كل جهد داعم لإزالة هذا النظام الدموى فى إطار تحقيق مطالب الشعب السورى ومصلحته فقط وليس حسابات ومصالح إقليمية ودولية ضيقة مع التأكيد على وجود وسائل كثيرة -غير التدخل العسكرى المباشر- لمساعدة الشعب السورى لمواجهة هذا النظام، كما أدان  تيار الاستقلال البيان الختامى للجمعة العربية الذى يتطوع بتقديم غطاء عربى للعدوان الأمريكى على سوريا مثلما حدث مع ليبيا.
ميدانيا قال المرصد السورى لحقوق الانسان إن القوات النظامية استعادت أمس الأول السيطرة على مدينة أريحا الاستراتيجية فى محافظة إدلب، بعد قصف واشتباكات عنيفة مع المقاتلين الذين سيطروا على المدينة فى 24 أغسطس الماضى مضيفا إن قوات شبه عسكرية تعرف باسم قوات الدفاع الوطنى اقتحمت اريحا وسيطرت عليها تحت غطاء من نيران مدفعية الجيش الكثيفة.