الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إشارة انضباط







محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 31 - 10 - 2010


المؤكد هنا أن المجتمع المنضبط في أفكاره وسلوكه وأدائه وأيضا ردود أفعاله تجاه القضايا التي تمس حاضره ومستقبله خاصة إذا كان يجاهد من أجل الارتقاء بتفاصيل حياته اليومية في كل مستويات البناء.

بدءاً من "لقمة العيش" والعلاقات السوية مع الآخر مهما كانت درجة الاختلاف معه.. وحتي التنوع الفكري والثقافي تحت مظلة الحرية التي تمارس علي نطاق واسع وتتوقف فقط عند حدود المس بحرية الآخرين.

يحتاج هذا المجتمع إلي اشارات مستمرة تؤكد علي هذا المعني في الحرية وآليات تضمن التزام أفراده بقواعد الانضباط السلوكي والالتزام بالقيم العامة.. سواء كانت سيراً علي الأقدام في الشوارع أو قيادة لسيارة أو ممارسة لحرية التعبير عن الرأي في جميع اشكالها المكتوبة والمسموعة والمرئية ضمانا للحرية الشخصية وحرية الآخرين.. المهم أنها تقع تحت مجموعة من الضوابط التي لا يختلف عليها أحد .. والتي يجب أن تكون تحت التفعيل طوال الوقت.. حتي ولو كانت من باب التذكرة.

وفي هذا السياق يمكننا تفسير هذا المشهد من الانضباط السلوكي من قائدي السيارات عند إشارات المرور المزودة بكاميرات تصوير للمخالفات.. وهذا الحرص الشديد منهم علي عدم اجتياز الخط المحدد للتوقف والانتظار الصبور للميقات الالكتروني في التحول من اللون الأحمر إلي اللون الأخضر .

لا وجود لعسكري مرور ينظم التوقف والسير ولا أثر لاختلاف قائدي السيارات مع صفارته والذي يصل في بعض الاحيان لاعتداء بحق وبغير حق .. علي العسكري "الغلبان" الذي يمارس وظيفته ولا ناقة له ولا جمل ولا حتي تداخل بين السيارات يصيب المرور بالشلل.. بعد أن يقرر قائدوها أن كل واحد منهم هو الأحق بالمرور.. وإنما كل الحكاية أن هناك كاميرات الكترونية معلقة تصور المخالفة وتسجلها فورا وبمجرد أن تتعدي السيارة الخط المحدد للوقوف عندها.

وأخيرا الصحف الخاصة التي تم مواجهتها بضوابط ومعايير مهنية.. وقنوات الفتنة الفضائية التي تم إغلاق بعضها وإنذار الآخر وغيرها من القنوات التي خرجت عن سياق وضوابط تأسيسها وتعاقد انشائها.

وبغض النظر عن هرتلات أصحابها و"فرفرتهم".. وممارستهم لصور الابتزاز باسم الحرية علي صاحب القرار.. إلا أنها وحتي تعود إلي النشاط من جديد مطالبة بالالتزام بالضوابط والمعايير المهنية للرسالة الاعلامية.

ومن ثم يجب أن تكون تلك الضوابط والمعايير الاخلاقية والمهنية تحت التفعيل طوال الوقت . كإشارة انضباط تحمي الحرية الشخصية وحرية الآخرين.