الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

باتفاق علماء الأزهر: حب الوطن فريضة.. والتضحية من أجله شهادة.. ورفضه لخلاف سياسى حرام




تحقيق - صبحي مجاهد


مع حديث جماعة الإخوان ومن يناصرونهم من ان مصر لن كون دولة مستقرة ولا ينتمون لها إلا بعودة الشرعية أكد علماء الأزهر حرمة القول بعدم الانتماء للوطن لخلاف سياسى او مصالحة خاصة، مشددين على ان محبة الوطن تعد فريضة على المسلم  والتضحية من أجله شهادة.

وأكد العلماء على فضل الشهادة فى سبيل الوطن مهنئين الشهداء وأسرهم بما من الله عليهم من نعمة الشهادة فى سبيل الله وعلو منزلة الشهداء مشددين على أن مصر لن تكسب معركة التقدم إلا بالوحدة، وأنها لن تركع لامريكا او غيرها .

فمن جانبه قال د. عبد الحكم صالح سلامة الاستاذ بجامعة الأزهر إن مصر أمة مخاطبة بعدم الخوف، وأن  الأمة المؤمنة لا يرهبها قوة فى الأرض ايما كنت عدتها وقوتها وامكانياها وتقدمها لأنها تثق انها فى رعاية الله.

ولفت إلى ان مصر ستظل مقبرة الغزاة داخليا وخارجيا، فداخليا من الارهابيين وخارجيا  من القوى الغازية، وقال: «من يركع مصر؟  فامريكا لن تركعها، أما تركيا التى تهاجم مصر فهى التى جلبت العلمانية لتذرعها فى العالم الاسلامى فمصطفى كمال اتاتورك هو الذى جلب  علمانية الغرب وألغى اللغة العربية وصرف اهتمامات تركيا عن الأمة، وحل القوانين الوضعية مكان الشريعة .

أضاف أن الذين يناضحون الأزهر ويهاجمون شيخه هم عملاء للغرب، ولن ينال الأزهر سوءاً من تطاول الآخرين، مطالبا المصريين بالتوحد حتى لا ينال منهم احد

اضاف انه على من يقوم بالارهاب ان يعلم ان مصر لن تقف مكتوفة الايدى، وأن المصريين سيظلوا أعزة لا يخضعوا لعنف او ارهاب، مشيرا إلى ان جبروت بعض الدول الكبرى لن يؤثر فى مصر ولن يجعلها  تركع.

وشدد أن مصر محفوظة ولن تضيع، وقد تتعثر لكنها لا تقع، وقد تهادن ولكنها لا تستسلم لأنها مصر إلى قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم  لأصحابه البررة « إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جندا كثيرا لأنهم خير اجناد الأرض».

بينما قال الشيخ محمد عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف  إن الوطن هو أغلى شيء على الإنسان ويجب على المواطن ان يعمل جاهدا على رفعته وتقدمه مشددا على ان مصر تمر بمرحلة حاسمة فى تاريخها المعاصر ولن يكسب شعب مصر المعركة إلا بالعمل الجاد، الطالب يذاكر درسه والفلاح فى حقله والصانع فى مصنعه ولا يقلل أحدا من جهده فالقليل الى القليل كثير.

فيما  اوضح  الدكتور رمضان عبد العزبز عطا الله رئيس قسم التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية أن حب الوطن والتضحية من أجله يقتضى طاعة ولى الأمر طالما لم يأمر بمعصية الخالق وأيضا الدعاء للوطن بالأمن والاستقرار فإن الأمن و الاستقرار للوطن يحقق له الرفاهية والتقدم والازدهار وأيضا الدعاء لولى الأمر بالتوفيق فى المهمة التى أسندت اليه.

واستشهد  بقول لإمام احمد بن حنبل لو كانت لى دعوة مستجابة لدعوتها لولى الأمر لأن بصلاحه تصلح الأمة مشددا على ضرورة  محبة المواطنين الذين يقيمون على ارض الوطن والتعامل معهم من منطلق سماحة الإسلام ويسر الإسلام فإن النبى صلى الله عليه وسلم عاش فى المدينة وكان بها اليهود والمشركون والنصارى ووضع أسسا لهذه المعايشة من منطلق قوله «افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام» وأيضا التضحية من اجل الوطن بالمال والنفس والولد فقد وجدنا الرسول هو وصحابته عندما أراد المشركون فى غزوة الأحزاب القضاء على المدينة وقف الرسول هو وصحابته يدافعون عنها بأموالهم وأنفسهم لأن التضحية من اجل الوطن واستقراره فريضة واجبة.

كما دعا الدكتور عيد محمد يوسف الأستاذ بكلية أصول الدين بالمنوفية جميع المصريين إلى الاتحاد والوقوف صفا واحدا حتى تخرج مصر من كبوتها وأن نجعل هدفنا جميعا هو إرضاء الله مؤكدا ان الانتماء للوطن لن يتحقق إلا بالحرص على وحدته وذلك عن طريق من أصاب عاوناه ومن اخطأ فاوضناه ومن أصر حاورناه فإذا بلغ به العناد قاومناه.

ومن جانبه أكد  الدكتور سيف قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا أن التضحية فى سبيل الوطن تتنوع من التضحية بالمال والنفس والوقت والعمل الجاد حتى تتحقق رفعة الوطن فى كل الميادين وتتحقق التضحية بأعلى معانيها بالدفاع عن الوطن بالنفس التى حرم الله قتلها ألا بالحق.

وشدد على ان النبى صلى الله عليه وسلم هو من أرسى قواعد حب الوطن لدى جميع المسلمين عندما خرج من مكة مهاجرا قائلا والله انك لأحب البلاد الى الله والى نفسى ولولا أن اهلك اخرجونى منك ما خرجت « ودعا ربه ان يحببه واصحابه فى المدينة المنورة.

فيما أوضح  الدكتور عبد المنعم أبو شعيع وكيل كلية أصول الدين بطنطا أن مصر وطن له قدره وله منزلته وله فضله والناظر إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يدرك ذلك جيدا فقد ورد ذكرها فى القرآن بشكل صريح وبغير صريح وكذلك فى أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام إضافة الى ما ذكر فى العهد القديم مضيفا ان مصر كانت مهدا لكثير من الأنبياء بدءا من سيدنا إدريس إلى عيسى عليه السلام .

وأضاف ان الله  جل فى علاه قد خص مصر بعدة خصائص فقد منحها الأزهر الشريف الذى علم الدنيا علم الإسلام ليشرح للمسلمين علوم الدين بوسطية ودون مغالاة.

وشدد على ان حب مصر من الإيمان ولكن ينبغى أن يكون ذلك عمليا بالدفاع عنها وعن ارضها ومصالحها الداخلية والخارجية وعن حدودها ومؤسساتها والإحسان إليها ومساندتها ومساعدتها فلا خير فيمن لا خير لوطنه مطالبا جميع المصريين بإصلاحها سياسيا واقتصاديا وتربويا واجتماعيا.