الإرهاب الأسود يعاود سيناريو التسعينيات

كتب - إبراهيم جاد وسعد حسين ورمضان أحمد ومحمد هاشم والشيماء طلعت

عاد الإرهاب ليطل برأسه الأسود من جديد عبر متغير خطير فى آلياته بلجوئه لاستخدام عبوات ناسفة تفجر عن بعد فى محاولة لاغتيال اللواء محمد إبراهيم صباح أمس باستهداف موكبه، مما أسفر عن إصابة عشرة أفراد شرطة و9 مواطنين، حيث بتر طفل ساق وأمين شرطة وأصيب ضابط بإصابات خطيرة ونجا وزير الداخلية.
وقالت مصادر أمنية: إن سيارة مفخخة انفجرت أثناء سير موكب وزير الداخلية بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر قادما من منزله متجها إلى مقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة.
وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية إن الانفجار أسفر عن وقوع عدد من الإصابات بطاقم الحراسة وبعض المواطنين تصادف وجودهم بمكان الحادث.
وعلى الفور انتقلت قوات الأمن لمكان الحادث وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى وزارة الداخلية وكشفت التحقيقات الأولية عن أن العبوة الناسفة تم تفجيرها عن بعد.
ووصف وزير الداخلية محمد إبراهيم فور وصوله لمكتبه بمقر الوزارة محاولة اغتياله بالخسيسة.. مضيفا: المعمل الجنائى أكد أن العبوة الناسفة التى استهدفت موكبه كبيرة الحجم وتم تفجيرها عن بعد باستخدام الريموت كنترول.. مضيفا: الموجة الانفجارية استهدفت سيارته وأصابت 4 سيارات من طاقم الحراسة فضلا عن تدمير لبعض المحال التجارية، مشددا على أن هذه المحاولة لن تثنيه عن مواصلة الحرب ضد الإرهاب وأنه مستعداً لنيل شرف الشهادة من أجل مصر.. لافتا إلى أن جميع الأجهزة الأمنية تعمل على قدم وساق لتمشيط المنطقة والقبض على الجناة.
وأدان بيان صادر عن مجلس الوزراء برئاسة الدكتور حازم الببلاوى الحادث الإرهابى الآثم الذى استهدف وزير الداخلية وأكد مجلس الوزراء فى بيانه أن الحادث الإجرامى لن يثنى الحكومة عن مواجهة الإرهاب بكل قوة وحسم والضرب بيد من حديد على كل يد تعبث بأمن الوطن حتى يعود الاستقرار إلى ربوع مصرنا الحبيبة.
وقال البيان: إن رئيس الوزراء يتابع الجهود الجارية لضبط الجناة وتقديمهم للعدالة إلى جانب الاطمئنان على حالة المصابين وذكرت مصادر مطلعة بوزارة أن عدد المصابين 10 ضباط نقلوا إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة ومستشفى التأمين الصحى.
وقالت المصادر: إن مصابى الحادث هم المقدم أحمد أبو الروس، الرائد عماد الدين حماد، النقيب أحمد حسان منصور، مصاب بشظايا بالوجه واليد اليمنى واليسرى وتجمع دموى بالعينين، وأمين شرطة بيلغ حمدى وأمين الشرطة منصور رفاعى يوسف، مصاب بجروح متفرقة ورقيب الشرطة صلاح الدين محمود، مصاب ببتر بالساق اليمنى وأمين الشرطة محمود عزت، مصاب بحروق متفرقة بالوجه والجسم من الدرجة الثانية والطفل فارس حجازى مصاب ببتر بمشط القدم، كما أصيب 15 آخرون من المارة بالطريق العام.
وتوالت موجة من الاستنكار الشعبى والسياسى لهذا العمل الخسيس، وقال عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمرشح الرئاسى السابق إن تلك الجريمة يرفضها كل المصريين على اختلاف توجهاتهم.. مضيفا فى بيان له: ونحمد الله لنجاة وزير الداخلية ونأسف لسقوط ضحايا، داعيا جميع الجماعات التى دخلت فى خصومة مع المجتمع إعلان مواقفهم من هذه التفجيرات ويساعدون الأمن على تعقب الجناة.
وأدان حزب السادات الديمقراطى العمل الإجرامى، واصفا الحادث بالانتقامى من قبل جماعة الإخوان.. مضيفا استهداف وزير الداخلية يؤكد أننا فى مواجهة مع جماعات إرهابية منظمة.
وتواصلت التنديدات الخارجية حيث ندد رئيس المؤتمر الشعبى اللبنانى كمال شاتيلا بالهجوم الإرهابى الذى استهدف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.
وشدد فى بيان له أمس على أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تنال من عزم الشعب المصرى ولن تؤثر على مسار خارطة الطريق التى رسمتها ثورة 30 يونيو بمساندة القوات المسلحة.
وأكد شاتيلا أن مصر قوية بشعبها وقواتها المسلحة وإدارتها الحكيمة وبتضامن أحرار العرب والعالم مع ثورتها فى 30 يونيو.
وأبدى ثقته بأن مثل هذه المحاولات الإجرامية لن تؤثر على مسار خارطة الطريق التى قررها الشعب المصرى ويعمل على تنفيذها بكل عزم وحكمة ومسئولية.
وانتقل المستشار تامر الفرجانى المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا ومعه فريق من النيابة لتولى التحقيقات فى واقعة تعرض موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لمحاولة اغتياله من قبل مجموعات إرهابية وذلك لمعاينة موقع الحادث ومسرح الجريمة لضبط المخلفات التى نتجت عن الانفجار وتحريزها وانتداب المعمل الجنائى لتحليلها.
من جانبه انتدب النائب العام المستشار هشام بركات فريقاً من المعمل الجنائى للانتقال إلى مكان وقوع الحادثة لمعاينته ولتحديد مرتكبى الواقعة، وأمر النائب العام بسرعة الحصول على كاميرات المراقبة التابعة للوزارة والموضوعة فى أجزاء متفرقة فى عدد من الشوارع التى من المحتمل أن تكون رصدت تلك الجماعات الإرهابية التى قامت بالواقعة.