الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سر التغييرات المفاجئة في الوطني قبل الانتخابات






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 21 - 02 - 2010



أطلق الرئيس مبارك زعيم الحزب الوطني شارة البدء للاستعداد للحملة الانتخابية التي سينتهجها الحزب خلال انتخابات التجديد النصفي المرتقبة لمجلس الشوري، ففي الوقت الذي كان يستبعد المراقبون بصورة كبيرة إحداث أي تغييرات جوهرية او حتي صغيرة في الحزب في إطار فكرة الاستقرار الذي تعتمد عليه الاستعدادات التنظيمية علي جميع مستويات الحزب من الوحدات وحتي الامانات المركزية، فوجئنا بتغييرات واسعة شملت ثلث أمناء المحافظات دفعة واحدة وفي وقت وجيز قبل المعركة الانتخابية، في خطوة أقلقت البعض، خاصة ان لهؤلاء الأمناء القدامي أنصارًا ومتعاطفين من داخل الحزب مما سيؤثر علي قوة الترابط الحزبي في هذا الوقت المهم.
الحديث كان يدور في أروقة الحزب الوطني خلال الفترة الاخيرة حول اختيار أمينين جديدين لسوهاج خليفة لتعيين الأمين السابق وعضو الأمانة العامة "قدري أبو حسين" محافظًا لحلوان"، وكانت كل الأصابع تشير إلي وصول نشأت العريس الذي انتظرها طويلا جدا، خاصة بعد تعضيد أبو حسين له، لأنه كان طيلة الفترة الماضية بمثابة الامين الفعلي للمحافظة، وهناك ايضا امين المحافظة الجديدة الاقصر، وكانت كل التوقعات تشير الي اختيار أحد قيادات الحزب في قنا، الذي له تواجد متواصل في الاقصر، لنقل الخبرة التنظيمية في إطار المحافظة لا المدينة، لكن كان الإعلان المفاجئ للجميع بتغييرات واسعة علي عكس رؤية الأحاديث التي تدور في الاروقة طيلة الفترة الماضية، إلا أن فكرة التغييرات الوزارية وكذلك المحافظين بالاضافة للعديد من الملاحظات التي كشفتها الاستطلاعات والتقارير الحزبية الدورية دفعت للتغييرات بالحزب، وكان لدور أمانة المحافظة في تقديم الخدمات للمواطنين والتواصل معهم في كل وقت اكبر نصيب وافر في الاختيارات الاخيرة، وشملت تغييرات الامناء في الجيزة ودمياط وقنا والمنوفية وسوهاج واكتوبر ودمياط والاسماعيلية وجنوب سيناء، معطيات مهمة في القراءة المتأنية للاحداث من التراجع عن فكرة الامينة المرأة بسرعة مفاجئة في الوقت الذي نستعد فيه جميعا لتنفيذ الكوتة النسائية في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، لكن هذا لا يخفي ان الاداء الذي كانت تعاني منه الأمانة التي لم يمر عليها اكثر من العام كان لا يسر عدوًا ولا حبيبًا، وكان منطقيا ألا ترد علي تليفوناتنا د. مؤمنة كامل الأمينة السابقة للمحافظة للحصول علي تعليق منها.
الملاحظة الثانية التي لا تقل أهمية عن استبعاد السيدة الوحيدة من موقع امناء المحافظات، كانت الاستعانة بالدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث الذي استبعده وزير التعليم العالي والبحث العملي مؤخرا إثر خلاف كبير بينهما، وهو امر يثبت به الحزب من جديد ان من يخرج يعد ولم تصبح قاعدة ان الخارج لا يعود، ولا تعني كما يقول بعض القيادات أنه تعويض للناظر ، الأمر لا يرتبط بذلك بالمرة، وهي تجربة جديدة علي الناظر، وتمنوا له النجاح خاصة ان الوقت أزف ولم يبق سوي اكثر بقليل من الشهر ونصف الشهر علي أول مرحلة من عملية الانتخابات الطويلة المحورية في تاريخ مصر التي يمر بها الوطن خلال الفترة القادمة. وكان من المهم ان يوسع الرئيس مبارك الدور التقليدي للحزب ليس في السياسة فقط، بل العمل المجتمعي باستعراضه الخطط المستقبلية للتحرك الحزبي وسط الجماهير لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف المجالات خاصة لمحدودي الدخل.. خاصة انه يتردد علي سبيل المثال انه من الاسباب الرئيسية لتغيير امين جنوب سيناء هو أداؤه خلال أزمة السيول التي ضربت سيناء مؤخرا.
ومن المقرر ان يلتقي الرئيس مبارك وزعيم الحزب الوطني امناء المحافظات بمن فيهم القدامي المستبعدون وفق المرجح حتي الا، في إشارة إلي ترابط الكيان التنظيمي للحزب، خاصة بعد ان حرص الامين العام للوطني علي الاتصال بالامناء التسعة الراحلين والقادمين لاستعراض الموقف في كل امانة في الفترتين الاخيرة والقادمة، ومن المتوقع ان تجري عدة تغييرات اضافية ولكن محدودة في الامانات التي شهدت التغييرات الاخيرة، وبعدها تعقد اجتماعاتها بشكلها الجديد، والوقوف علي سبب التجديدات التي حدثت في هذه الامانات للاستفادة، قبل خوض الانتخابات المرتقبة. ويتزامن ذلك مع المشاكل التي يعاني منها الحزب في انتخابات الدوائر التكميلية التي خلت بالنسبة لمجلس الشعب سواء الجمالية والظاهر،حيث هناك العديد من "مستقلي الوطني" الذين تجاوزوا التعليمات وقرروا خوض الانتخابات علي غير رغبة الحزب التي تتمثل في المجمعات الانتخابية المتطورة، ليعيدوا للذاكرة ايام المعاناة في انتخابات 2005، التي قال قيادات الوطني انهم يتصدون لها بكل طريقة، لكن في الواقع لا فائدة واضحة حتي الان في انتخابات الشوري التي لا يهتم بها الكثيرون ،خاصة انها مكلفة لاتساع دوائرها، وفي المقابل لاتزال الصلاحيات التي يتميز بها الشوري لا ترضي غرورهم السياسي والبراجماتي. وحول المقاعد المخصصة للمرأة في انتخابات مجلس الشعب المقبلة وتحرك الحزب الوطني كشف الشريف عن انه في هذا الاتجاه.. فإن الأولوية في الوقت الراهن هي لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري، وباعتبار أن لدي الحزب عضوات في المجالس المحلية، فهو يقوم بعملية فرز في الاختيارات والتبادلية الكبيرة والبدائل الكثيرة علي مستوي المحافظات المختلفة حتي نكون جاهزين ونحن ندخل انتخابات مجلس الشعب حتي نقدم أفضل ما لدينا من سيدات يخضن هذه الانتخابات.
والحزب يركز هذه الايام بصورة كبيرة علي القضايا الجماهيرية بالتنسيق مع الحكومة ومنها السيول وأزمة انابيب البوتاجاز، واهتم المتابعون بحديث الشريف عن أن للحزب قرون استشعار موجهة لنبض الجماهير ومشاكلها، مؤكدا ان الحزب يشدد علي عدم المساس بالدعم ولكن من الواجب ترشيده والتأكد من وصوله إلي مستحقيه بالاسلوب الامثل، "والحكومة تدرس ماهية الأسلوب الأفضل لتحقيق هذا التوجيه من خلال بدائل منها الدعم النقدي أو العيني، ولن تتخذ قرارا الا بعد العرض الكامل واستطلاع الرأي العام للتأكد من أن الدعم يصل بالفعل لمستحقيه ويحقق المراد منه حتي لا يزايد أحد علي "أن الدعم لايزال قائما وأنه من المهم أن يستفيد المواطن من هذا الدعم حيث إنه في حاجة اليه".
وأكد الشريف أن الجدل الدائر حول العلاج علي نفقة الدولة خلال الفترة الاخيرة، يخص الحكومة، مشددا علي أن الحزب الوطني لايتستر علي انحراف ولا فساد، بل يحارب الفساد بجميع صوره وأشكاله، كما أن الحزب لايتستر علي فاسد أيا كان موقعه.