الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رئيس المركز القومى للمسرح:لدينا تراث لا يقدر بثمن ونحتاج إلى متحف كبير






حالة من الإهمال وعدم التقدير عانى منها المركز القومى للمسرح لسنوات طويلة، فالبرغم من أن هذا المكان يحتوى على  كنوز مسرحية خالدة، إلا أن القومى للمسرح قد يبدو للبعض غريبا وغير معروف، فى حين أنه يعد من أهم الأماكن المسئولة عن ذاكرة المسرح فى مصر على الإطلاق.
 لذلك حرص المخرج المسرحى ناصر عبد المنعم على العودة لرئاسته من جديد لما يراه فى هذا المكان من أهمية تاريخية حقيقية قد لا يلتفت إليها الكثيرون فقليلون هم الذين تعاقبوا على رئاسته  واهتموا به، كان أخرهم المخرج انتصار عبد الفتاح الذى حرص على افتتاح متحف المركز قبل رحيله، وجاء عبد المنعم لإستكمال ما بدأه عبد الفتاح بهذا المتحف الذى يضم كنوز المسرح المصرى وتاريخه وعن المتحف ودور المركز القومى للمسرح قال ناصر عبد المنعم مؤكدا:
أهمية هذا المكان تكمن فى أنه مؤسسة تمثل ذاكرة مصر القومية فى مجالات المسرح والموسيقى والفنون الشعبية،  فالتراث الإبداعى فى الفنون الثلاث تراث كبير جدا، وكانت  مصر دائما  لها الريادة والسبق، فعندما بدأت السينما فى أوربا بدأت فى مصر، وكذلك العروض الأولى للمسرح العربى كانت فى مصر أولا، وبالتالى هى دولة ذات ريادة كبيرة فى الفنون، ولديها تراث ضخم والحقيقية أنه كان هناك جهد كبير مبذول لجمع هذا التراث، الذى يمثل ثروة قومية وقيمة فى أى أمة تحتفى بتراثها، لأن التراث له فائدة مزدوجة  فهو يساعد على حفظ الهوية المصرية، ويعتبرها ذاكرة نؤسس عليها المستقبل .
ويضيف : لذلك فى رأى أنه لابد من التعامل العلمى مع هذه الأشياء، فإذا تعالمنا معها بشكل علمى سنعيد ذاكرة هذه الفنون الثلاث، ونستطيع أن نتيحها للباحثين والمهتمين، خاصة ونحن شعب يهتم ب”النوستاليجا” أو الحنين إلى الماضى بمعنى أننا نفرح دائما إذا رأينا أشياء قديمة وبالتالى الأشياء الموجودة أشياء ثمينة تحتاج أن يحدث ربط تراثى ما بين حاضرنا ومستقبلنا، لذلك فى رأى هو مكان فى منتهى الأهمية يكفى أنه يصدر دورية عن المواسم المسرحية منذ بدايات المسرح وحتى الأن.
ويقول : كنت رئيسا للمركز منذ فترة لكننى لم اتمكن وقتها من فتح المتحف، وافتتحه انتصار عبد الفتاح وهذا يعد بالطبع   إنجازا كبيرا، لكنه يحتاج إلى تطوير لأن لدينا مقتنيات مسرحية كثيرة جدا وضخمة جدا تحتاج إلى مكان مساحته أكبر، خاصة وأن المقتنيات الموجودة لدينا مع المقتنيات التى يمتكلها المسرح القومى الذى يحتوى على كم هائل من الصور الفوتوغرافية للعروض ولديه فهرسة لجميع الأعمال التى قدمت على خشبته والدعوات وأشكال الدعاية، فأعتقد أنه إذا تم تجميع ممتلكات القومى مع ممتلكات المركز، سينتج عنه تراث مسرحى حقيقى لكننا نحتاج إلى مكان كبير ومستقل، لأننا داخل المركز نعانى من زخم الأشياء الموجودة لأنها أكبر من مساحة المكان، وما يخص ذاكرة المسرح المصرى يحوى مقتنيات أزياء ونصوص وصور فوتغرافية كما أن هناك جهد ضخم من الباحثين يحتاج للظهور .
ويضيف : لذلك لدى أفكار عديدة لإنشاء متحف ضخم خارج المركز يجمع مقتنيات المسرح القومى والمركز، وفكرت فى أماكن أثرية قديمة أو القبة السماوية داخل الأوبرا أتمنى أن يتاح لنا كى نحوله إلى متحف خاصة وأن الأزياء تحتاج لدرجات حرارة معينة لحفظ الخامة لذلك نحن نحتاج عرض متحفى علمى لأنه يضمن لنا تحقيق ذلك، كما أننا نفكر حاليا مع الباحثين لإتاحة هذا التراث بشكل إلكترونى فى إطار مواقع مختلفة تتيح للباحثين الدخول أثناء البحث والدراسة والعثور على هذه الأشياء بسهولة .
أما عن مشاريعه وخططه بالمركز القومى للمسرح يقول عبد المنعم : أفكر فى إنشاء مشروع “القرية الفلكولورية” لأننى  فى أحد زياراتى لموسكو وجدت أن لديهم ما يسمى بحديقة الثقافة كل الجمهوريات أو الولايات الروسية لها أجزاء داخل هذه الحديقة تقدم خلالها فنونها والأطعمة التقليدية الخاصة بها بمعنى أنها تحتوى على نمط الحياة ودورتها من الميلاد إلى الموت، إلى جانب العادات والتقاليد الخاصة بكل ولاية، ففكرت أن مصر بها ملامح ثقافات مختلفة ومتنوعة، مثل الصحراء الشرقية والغربية والجنوب والنوبة والثقافة السينوية ومطروح والريف والدلتا والمجتمع الزراعى، لابد أن تكون هذه الثقافات متاحة للناس فى شكل حديقة فلكولورية يتعرف الناس من خلالها على الهوية الثقافية المصرية  وقد نختار مثلا مكان مثل حديقة الأزهر أو الفسطاط، وأعتقد أن هذا المشروع سيكون له جانب سياحى لأنه سيغطى الحالة الثقافية والتنوع الثقافى للمجتمع المصرى وبالتالى سيسهل على السائح أن يرى حياة كبيرة تم اختزالها فى مساحة محدودة لذلك فى رأى أنه مشروع كبير وقومى يحتاج إلى أشياء كثيرة.
أما فيما يخص مهمة المركز الغائبة يضيف : بالطبع أرى أننا  لدينا خلل كبير جدا فى فهم مهمة المركز القومى للمسرح، لأننا لا يجب أن نجعل جهة انتاج وهى البيت الفنى للمسرح، تكون مسئولة عن تنظيم المهرجانات بمعنى أننا لا يصح أن نترك للبيت الفنى للمسرح مسئولية المهرجان القومى للمسرح، فهذا خطأ كبير لأن البيت الفنى يتنافس بعروض فلا يصح أن يأتى بلجان التحكيم، لأنه طرف إنتاجى ينافس بالمسابقة مع العروض الأخرى فالمنطقى ألا تكون الجهة المنظمة مشاركة بفعاليات المهرجان، لابد أن تكون الجهة المنظمة ليست طرفا فى العملية التسابقية، خاصة وأن المركز القومى للسينما هو المسئول عن تنظيم مهرجانات السينما الداخلية والخارجية كذلك لابد أن يكون المركز القومى للمسرح بالقياس والمنطق، مسؤولا عن المهرجانات الداخلية والخارجية حاولت تطبيق هذا النظام وقت رئاستى للمركز القومى الفترة السابقة وكنت سأدير المهرجان ويكون رئيس المهرجان رئيسا شرفيا، لكننى لم أكمل مدتى وتأجل المهرجان لظروف سياسية وقتها، وبالتالى عادت الأمور كما كانت عليها، لكن فى الإجتماع المقبل للمجلس الأعلى للثقافة أثناء تشكيل لجنة المسرح سيتم طرح هذه المسألة لأنها قضية فى غاية الأهمية.