الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أوباما يعيد إخراج سيناريو «بوش» فى العراق قبل ضرب سوريا




كتبت - مى فهيم ووكالات الانباء

أعلن وزير الخارجية الأميركى جون كيرى فى اجتماع مع عدد من وزراء الخارجية العرب بالعاصمة الفرنسية باريس أن بلاده تدرس اقتراحا فرنسياً باللجوء لمجلس الأمن بشأن ضرب سوريا.

وكان جون كيرى قد أعلن أن العديد من الدول مستعدة للمشاركة فى ضربات عسكرية تقودها الولايات المتحدة ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، فى حين رجح الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أن تظهر نتائج عمل البعثة الأممية فى سوريا بشأن استخدام السلاح الكيميائى نهاية الأسبوع الحالى.

وفى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الفرنسى لوران فابيوس فى باريس، قال كيرى: «إن هناك عددا من الدول يفوق العشر مستعدة للمشاركة فى عمل عسكرى»، وأضاف أن هذا العدد يفوق العدد الذى يمكن أن تستعين به واشنطن فعليا فى العمل العسكرى الذى تخطط له.

فيما زار وزير الخارجية الإيرانى الجديد جواد ظريف العراق أمس لمناقشة ما وصفه «بالوضع الخطير» فى سوريا والمنطقة.

وفى مشهد يعيد للاذهان سيناريو الحرب ضد العراق بثت العديد من وسائل الاعلام شريطا الفيديو الذى اعتمد عليه  الرئيس الامريكى باراك اوباما فى اتهامه لنظام الرئيس السورى بشار الاسد باستخدام السلاح الكيماوى ضد مواطنيه فى الغوطة بريف دمشق فقد بثت قناة العربية الأخبارية فجر امس شريط فيديو تظهر صورا لرجال ونساء وأطفال قتلوا أو أصيبوا من جراء الهجوم الكيماوى فى سوريان مشيرة أن هذا الشريط قدمه أوباما إلى لجنة خاصة بالكونجرس كدليل على أن نظام الأسد هو من استخدم السلاح الكيماوى وفى الوقت نفسه أفادت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية امس ان وزارة الدفاع «البنتاجون» تستعد لشن هجمات مكثفة وأطول مما كان مخططاً لها فى السابق وقد تستمر تلك الضربات لمدة ثلاثة أيام، لافتة ان البيت الابيض طلب قائمة موسعة للأهداف التى من المقرر ضربها فى سوريا لكى تشمل «عدة أهداف اضافية» عن اللائحة الاساسية التى كانت قرابة 50 هدفا.

كما زعمت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية امس أن سوريا لديها واحد من أكبر مخزونات العالم من الأسلحة الكيميائية التى حصلت عليها بمساعدة الاتحاد السوفيتى وإيران، فضلاعن موردين أوروبيين وشركات أمريكية، وذلك وفقا لبرقيات دبلوماسية وسجلات مخابراتية أمريكية متسربة، مضيفة ان دول العالم فى ثمانينات القرن الماضى احتشدت لمنع جهود سوريا فى هذا الشأن وقطع الطريق على مبيعات من شأنها تعزيز مخزون دمشق المتنامى من الأسلحة الكيماوية،لافتة ان هذه السجلات تظهر أن عائلة الأسد الحاكمة استغلت بعض الثغرات وكذلك تراخى استعمال القوة من جانب المجتمع الدولى الذى يولى أهمية أكبر بكثير للحد من انتشار الأسلحة النووية.

كما قالت الصحيفة ان أوباما يواجه الآن صعوبات هائلة فى حشد الكونجرس ضد سوريا وتشجيع المجتمع الدولى المتردد فى معاقبة الحكومة السورية بتوجيه ضربة عسكرية ضدها بسبب مزاعم قيامها باستخدام غاز الأعصاب ضد المدنيين الشهر الماضي.

ورأت الصحيفة أن أوباما يواجه تحديا مماثلا فى مواجهة الدول التى ساعدت عائلة الأسد على اقتناء هذه الأسلحة، مشيرة أن خبراء الانتشار النووى أعلنوا أن بشار، ومن قبله والده حافظ الأسد، حصلا على مساعدات كبيرة لتحقيق طموحاتهما بشأن الأسلحة الكيماوية.

وأوضحت الصحيفة  أن تنامى قدرات سوريا فى هذا المجال كان يحتوى على برقية سرية شديدة اللهجة نقلتها وزارة الخارجية الأمريكية فى عهد وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون فى خريف عام 2009، وقالت إن تلك البرقية وجهت الدبلوماسيين إلى التأكيد على فشل الجهود التى كانت ترمى إلى وقف تدفق الأسلحة الكيماوية إلى سوريا

وتناولت الصحيفة الأمريكية وثيقة استخباراتية أخرى تسربت من داخل وزارة الخارجية الأمريكية تؤكد أن سوريا كانت تخفى مشترياتها من هذه الأسلحة تحت ستار صفقات دوائية أو غير ذلك من صفقات مشروعة.

وأفادت «نيويورك تايمز» أن المسئولين الأمريكيين يؤكدون علانية أنهم بذلوا جهودا حثيثة منذ ذلك الحين للحد من تدفق المواد الخام التى غذت صناعة الأسلحة الكيماوية السورية، وخاصة مركز الأبحاث والدراسات العلمية السورى الذى عرف فيما بعد كجهة حكومية رئيسية لتطوير الأسلحة.
وفى السياق نفسه توقع الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، أمس الاول تسليم تقرير مفتشى الامم المتحدة حول استخدام السلاح الكيميائى على الارجح فى نهاية الاسبوع كما توقع كذلك ان يصوت الكونجرس الامريكى على موضوع التدخل العسكرى المحتمل فى سوريا الخميس او الجمعة المقبلين، مؤكدا انه لا يشعر بأن بلاده وحيدة فى هذا الملف.

وفى تطور لاحق نشرت صحيفة ديلى ميل البريطانية أدلة تؤكد ان بلادها هى من أرسل مواد كيماوية تدخل فى تركيب غاز السارين السام إلى النظام السورى طيلة ست أعوام من 2004 وحتى 2010، مضيفة إنه خلال تلك الفترة أصدرت الحكومة 5 رخص تصدير لاثنين من الشركات تسمح لهما بتصدير فلورايد الصوديوم، المستخدم فى صناعة السارين، لسوريا، ولأول مرة أقرت الحكومة بذلك امس الاول فى انتهاك للبروتوكول الدولى لتجارة المواد الخطرة.
كما تكهنت صحيفة القدس العربى اللندنية بصفقة تسوية كبيرة بعد مفاوضات بين امريكا وروسيا قد تؤدى الى الغاء الضربة العسكرية ضد سوريا، حيث تتجه الانظار الاثنين المقبل ليس فقط لاجتماع الكونجرس فى واشنطن بل للقاء وزير الخارجية السورى وليد المعلم بنظيره الروسى سيرجى لافروف فى موسكو، الذى من المفترض حسب التكهنات ان يحمل اجوبة دمشق على صفقة تسوية تتضمن انتقالا سياسيا تدريجيا للسلطة لانهاء صراع مستمر منذ ثلاثين شهرا، وفى الاثناء واصل وزير الخارجية الامريكى جون كيرى امس فى اوروبا جهوده الدبلوماسية للحصول على تأييد لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا، وذلك غداة تأكيد واشنطن وباريس على انهما تحصلان على دعم متزايد لهذه الخطة.

كما التقى كيرى وزراء خارجية عدد من الدول العربية يطالب بعضهم بتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا منهم وزيرى خارجية مصر والسعودية نبيل فهمى والامير سعود الفيصل، وممثلين عن الجامعة العربية.

من ناحيته اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو عن لقاء كان مقررا امس، مع كيرى فى إيطاليا، ونقلت صحيفة «معاريف» العبرية امس عن مسئول أمريكى ان نتانياهو أبلغ الوزير الأمريكى عدم قدرته على مغادرة بلاده حاليا؛ بسبب الأوضاع فى المنطقة، فى إشارة إلى الضربة الأمريكية المحتملة على سوريا، مضيفا أن الطرفين سيجريان ترتيبا للقاء فى وقت لاحق، دون أن يوضح الغرض من هذا اللقاء، الى ذلك عززت القوات الحكومية السورية تحصيناتها على مداخل العاصمة دمشق فى وقت مبكر من صباح امس تحسبا للضربة العسكرية الأمريكية المحتملة.

كما دارت اشتباكات بين قوات المعارضة والجيش النظامى فى أحياء جوبر وبرزة والقابون ومخيم اليرموك،وفى ريف دمشق، وتمكن الجيش الحر من تدمير مدرعة (بى إم بي) أثناء التصدى للجيش السورى قرب مدينة زملكا.

يأتى هذا فى وقت أعلنت فيه الشبكة السورية لحقوق الانسان أنها وثقت مقتل 99 شخصا أمس الاول معظمهم فى دمشق وريفها وإدلب ودرعا .
من ناحية اخرى أكد المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء العراقى على الموسوى أنه بلاده اتخذت إجراءات أمنية مشددة لحماية السفارات والمصالح الغربية تحسبا لشن ضربة عسكرية لسوريا.

يذكر أن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفى قد اتفقا على موقف وطنى موحد رافض للتدخل العسكرى فى سوريا.