الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فضح زيف السلام بين العرب وإسرائيل فى «السلام المستحيل»




كتب - مجدى الكفراوى

صدر مؤخرا عن المركز القومى للترجمة النسخة العربية من كتاب «السلام المستحيل.. إسرائيل – فلسطين» منذ 1989، تأليف مارك ليفين ومن ترجمة وتقديم أنوار عبد الخالق ومن مراجعة طلعت الشايب.

يقدم مارك ليفين، وهو محرر بجريدة لوس انجلوس تايم وله العديد من المؤلفات المنشورة، نذكر منها، «معدن إسرائيل الثقيل»، و»لماذا لا يكرهوننا» و»سقوط الجغرافية – الدين»، و»الممارسات الاجتماعية» و»اداعاءات الهيمنة لأفول الامبراطورية». فى كتابه «السلام المستحيل» دراسة جادة وموضوعية تشرح وتوضح للقارئ كيف أن عملية السلام فكرة زائفة، وأن تحقيق السلام فى الأراضى المحتلة يعتبر ضربًا من المستحيل، وذلك لعدم وجود مطالب مادية وملموسة يمكن تحقيقها بالنسبة للشعب الفلسطيني، أما بالنسبة لإسرائيل فإن فكرة السلام قد تم استغلالها وتوظيفها على يد حكومات الليكود والعمل المتعاقبة، من أجل إحكام قبضة إسرائيل على باقى الأراضى المحتلة.

بحسب المؤلف، فإن إسرائيل قد أجهضت وببراعة فائقة عملية قيام الدولة الفلسطينية عن طريق «مصفوفة التحكم» التى صممها ونفذها العلماء والقادة العسكريون فى إسرائيل بغرض التوسع فى الاستيطان، وليس من أجل السلام.

ويكمل مارك ليفين، الذى يعمل أستاذ فى جامعة كاليفورنيا، وهو متخصص فى التاريخ الحديث للشرق الأوسط: منذ حرب لبنان 1983، وخروج منظمة التحرير منها وحتى قبيل انتفاضة 1987، تم إهمال وتجاهل القضية الفلسطينية التى تراجعت على جداول أعمال الدول العربية والأجنبية، ومن ثم لم يكن غريبا أن تأتى الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987 باعتبارها تعبيرا عن غضب الشعب الفلسطيني، بسبب ما لحق به من تجاهل وإهمال عالميين، بالإضافة إلى تأثير اللوبى الصهيونى فى سياسات الولايات المتحدة، والتى وظف بالفعل كل القوى السياسية والاقتصادية وأحيانا العسكرية من أجل اليهود.
يوضح المؤلف، كيف أن مباحثات «أوسلو» لم تكن لديها أى فرصة لتحقيق السلام، وذلك لعدم وجود ضمانات حول القضايا المهمة مثل: المستوطنات والقدس وحق تقرير المصير بالنسبة للشعب الفلسطيني، وعن الجانب الإسرائيلى فإن هناك خططًا استعمارية طويلة الأمد، ولقد نجحت إسرائيل بالفعل فى تنفيذها عن طريق تخطيط منظم لبناء المستعمرات، وكيف أن حكومات الليكود والعمل، وإن اختلفت، كانت متفقة على ان توسيع المستوطنات هو ضمان البقاء الأكيد لدولة اسرائيل، وإحكام قبضتها تماما على الارض المحتلة.

ويكشف المؤلف سبب اختياره لعنوان «السلام المستحيل» لأنه جاء لإيمانه بأن اّليات البناء على المدى الطويل، سواء كانت تاريخية أم اقتصادية أم سياسية، كلها قد تآمرت على عملية السلام التى سعى أبطالها لتحقيقها فعليا على أرض الواقع.