السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا تستسلموا لليأس أبداً






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 05 - 03 - 2010



في لقائه الثالث مع الشباب ضمن الحوار التفاعلي شارك أرسل جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين لجنة السياسات بالوطني العديد من الرسائل السياسية والجماهيرية المهمة للغاية، حيث قال لشباب الجامعات المشاركين في المعسكر الشبابي بالأقصر: إنه علي مدار 7 سنوات ماضية حدثت في مصر تغيرات كثيرة في جميع مناحي الحياة، نتفق أو نختلف معها والحجم المأمول منها واتجاهها، فإننا في مجتمع مفتوح وهو سمة التغيير المصري، وهذا أمر صحي للغاية.
وأكد جمال مبارك معاني التغييرات التي جرت في مصر في السبع سنوات الأخيرة وأكد أيضا أهمية الحياة الحزبية وأن الساحة تمتلئ بالأحزاب المعبرة عن تيارات مختلفة، مشيراً إلي حزب الوفد وحزب التجمع وحزب الجبهة.
وأضاف: نحث الحكومة علي تنقية الجداول الانتخابية، ونسعي لزيادة عدد اللجان حتي تزيد معدلات التصويت بحيث يكون أقصي عدد للأسماء المسجلة بكل لجنة في حدود 800 صوت لزيادة المشاركة، وتسهيل العملية الانتخابية.
وأضاف جمال مبارك الذي استقبله طلاب الجامعات المصرية بالتصفيق الحاد والتصفير إننا قادرون علي التقدم للأمام لتحقيق الأفضل فالواقع السياسي بالمفاهيم والممارسة لا الشعارات بدأ يتغير، رغم أن هناك سلبيات فنحاول مواجهتها.. وأضاف إن البعض يري أن الجدل الإعلامي المثار في الفضائيات معبر عن المشاكل في مجتمعنا، لكننا عندما ننزل ونذهب للناس في القري، وهذا يتم بصورة أسبوعية تقريبًا، نري أن الواقع بعيد عن هذا الصخب الحالي، وهذه ليست ظاهرة مصرية بل عالمية، وقال: إنه يجب أن نفهم ما حدث من تطور في مصر وإلي أين سننطلق في العشر سنوات المقبلة، مشيراً إلي أن كل حزب يستعد لخوض الانتخابات العامة بوضع رؤيته بعد حوار مع الناس غير مكتفٍ بالعناوين والتوجهات العامة.
وأكد جمال مبارك أنه يجب أن نكون صرحاء في طرح التحديات ونفكر مع بعضنا البعض لرؤيتنا للمستقبل للوصول لواقع جديد، ودار حوار ساخن لم يعرف السقف التقليدي، والأسئلة سابقة التجهيز كما تصور البعض، حيث تساءل الطلبة حول ضمانات نزاهة الانتخابات، وتصدير الغاز المصري لإسرائيل، وهل يفكر جمال في ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وعزوف الشباب عن المشاركة السياسية والأحداث الطائفية في نجع حمادي، والتفاف الجميع حول المنتخب، والمشروع القومي الجديد وتنمية الصعيد وآدمية المعاقين، ووصل الأمر إلي أن تمني أحدهم أن يصبح وزيرًا، وطالب آخر بتعديل المادة 76، والعلاقات المصرية السودانية في مداخلة لطالبة سودانية داخل المعسكر.
فرد أمين السياسات بتأكيده أنه سعيد لاهتمام الشباب بالقضايا التفصيلية، مشدداً في شرح لأبعاد المادة 76 علي ضرورة العمل الحزبي التنظيمي المؤسسي وليس العمل الاستثنائي غير الحزبي في رسائل مباشرة حول الجدل المثار في الساحة السياسية هذه الأيام، وشدد علي اهتمام الحزب، والحكومة بالمرأة، وقال: إنه مع ترشيح وجوه جديدة شابة.. لكننا نريد نائبًا يجذب الأصوات ولايزال كثير من الدوائر تسيطر عليها العائلات.. فالكلام النظري شيء والواقع شيء آخر، كاشفًا عن أن الحزب يعد لبرنامج انتخابي لكل دائرة، وأضاف في سياق النقاش المطول حول الانتخابات أنه يشدد علي ضرورة نزاهتها ولا يعني أنه لم يصبح هناك قاضٍ علي كل صندوق أن النزاهة ستغيب.
وبعيدًا عن الرسائل المباشرة والمقتضبة التي اهتم بها جمال مبارك.. استفاض في عدة نقاط منها الحديث عن تعديل المادة 76 مؤكدًا أنها كما هي مليئة بالضمانات فهي مليئة أيضا بالتسهيلات فيمكن لكل حزب له نائب في الشوري أو الشعب أن يشارك في انتخابات الرئاسة 2011، 2017 والمادة تؤصل المؤسسية والحزبية، ويجب أن نسأل أنفسنا إن كنا نريد العمل المؤسسي أو الاستثناءات.. وحتي المستقلون لديهم تسهيلات للمشاركة في الانتخابات بجمع 14٪ من نواب الشعب والشوري، و4٪ من المحليات، لأن منصب الرئيس ذو أهمية واضحة، مشددًا علي ضرورة الاستمرار في تعزيز الحياة الحزبية، خاصة أن لدينا أحزاباً عديدة معبرة عن كل التيارات السياسية مثل الوطني والوفد والتجمع وأخيراً الجبهة الديمقراطية صاحب الآراء الليبرالية، وأكد بحسم أن الدستور أو القانون لن يعدل بمقالة في جريدة بل بحوار مع الرأي العام.
ورفض جمال مبارك مقارنة بعض الشباب بين مشروعات الستينيات والمشروعات الحالية لأن الظروف الاقتصادية والدولية وحتي إطار دور الدولة والقطاع الخاص متغير تماماً، فبدون أن نضحك علي أنفسنا، كانت هناك بطالة مقنعة يتم تسكينها في الشركات والمصانع وكان هذا يمثل عبئًا كبيرًا علي الموازنة، ونحن نحاول الآن التحرر من هذا الزمن ليس للتغيير في حد ذاته بل لأن الظروف تغيرت، وقال: إن التغيير في مصر ليس كلام إنشا أو كلام جرائد فانزلوا وشوفوا مؤكدًا أنه لا بديل عن تفعيل دور القطاع الخاص، في إطار مكافحة الفقر، ولن نضحك علي أنفسنا معترفين بأن هناك فقراً في مصر، وأسراً توفر احتياجاتها بالكاد، وأنا أنزل إليهم وأري ذلك.
مشيرًا إلي أن الناس خافت عندما دعونا القطاع الخاص للمشاركة في البنية التحتية وتصوروا أنه سيزيد أسعار الخدمات، لكنني أؤكد أن الدولة هي التي تسعر الخدمة، وهذه الأفكار التي نُهاجم عليها هي التي ستدفعنا للأمام، موجهًا كلامه للمنتقدين قولنا عندك إيه فالعمل السياسي ليس استعطافاً ولعباً علي المشاعر بل قرار صعب.
وشدد جمال مبارك علي أن الدور المصري لا يتراجع كما يدعي البعض لكنه يتغير متوافقا مع المستجدات الدولية فأفريقيا لم تعد هي أفريقيا والعالم العربي تغير، مؤكدا أن مصر والسودان شعب وتاريخ ومصير واحد لكن التكامل يحتاج لجهد كبير وتدخل لحل مشاكلهم، وعن اتهامنا بأننا رفعنا أيدينا عن الفلسطينيين مع الإعلان عن الإنشاءات الحدودية أكد جمال مبارك أنها لحمايتنا من المهربين والإرهابيين وليس من المنطق أو العقل أن يعاير مصر البعض لأنها حررت أراضيها، مشيراً إلي أن الانقسام الفلسطيني الصعب هو الذي يعطل تحقيق مكاسب جديدة للفلسطينيين فلا تعلقوا الشماعة علي مصر، رافضا أي تشبيه بين الجدار الذي تبنيه إسرائيل علي أرض مغتصبة والإنشاءات الحدودية المصرية مؤكدا أن إسرائيل مُني عينها أن ترمي غزة علي مصر والضفة علي الأردن فينتهي حلم الدولة الفلسطينية، ويجب أن نعرف الخطر المتربص بنا لأن أمن مصر خط أحمر، وقال كنت أتصور أن نواب المعارضة سيسائلون الحكومة عن تأخرها في حماية الحدود.
وفي محاولة لبث روح الأمل في المستقبل، رغم المشاكل التي اعترف بها جمال مبارك، أكد أمين السياسات أن المنتخب المصري تجاوز محنته بعد فشله في التأهل لكأس العالم وحقق إنجاز كأس الأمم الأفريقية في أنجولا رغم أن الفارق بينهما شهران في التصميم والإرادة والمثابرة فلا تستسلموا لليأس أبداً.. وفوجئ أحمد المغربي وزير الإسكان الذي شارك في الحوار بسؤال من طالبة في كلية الطب: مش قادرة أفهم إزاي مصر تصدر الغاز لإسرائيل فقال لها كل هذه الاتفاقات تراجع في البرلمان وهناك فارق بين الغاز والبوتاجاز، وأشار ردا علي مطالبة الشباب بمشروع قومي جديد أننا نحدث مصر كلها ومحطة الكريمات توازي في قوتها السد العالي، وأكد أن الاكتفاء الذاتي للقمح ليس الهدف والحل كما يتصور البعض لأن هناك مشروعات أهم مثل النووي والحفاظ علي المياه.
وفي نهاية اللقاء فوجئ جمال مبارك بالطالبة جهاد طه من بني سويف تُصر علي ترديد عدة أبيات ألفتها تعليقاً علي كلام جمال وقالت فيها: إنه قريب منهم ولا يسكن في برج عاجي ولايتجاهلنا.