الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شبح الانفجارات يرعب المواطنين ويضرب الإقتصاد




تحقيق ـ هبة فرغلى
من أمام محطة مترو سعد زغلول التقينا عدداً من الركاب الذين أكدوا تخوفهم من شائعة انفجار المترو التى تنتشر هذه الأيام ولكنهم يضطرون لركوب المترو لأنه وسيلة المواصلات الوحيدة السريعة والتى توصلهم إلى مكان عملهم بوزارة الاسكان ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة حيث تتواجد محطة سعد زغلول فى قلب مربع تلك الوزارات، وأضاف الركاب بأنهم يتفحصون أماكنهم جيداً فى المترو ولكنهم لا يستطعيون تفتيش الركاب الذين يحملون حقائب، كما أنهم يتخوفون من المنتقبات خاصة بعد محاولات قيادات جماعة الإخوان المسلمين التستر وراء النقاب للهروب أو استغلاله فى إخفاء قنابل هنا تدخل الباعة الجائلون المتواجدون أمام المحطة قائلين: «نحاول أن نبتعد قليلا عن سور محطة المترو بعد انتشار شائعة التفجيرات خاصة تفجير محطة السادات وهى قريبة من محطة سعد زغلول، كما أننا نقوم بمسح شامل على المنطقة قبل عرض منتجاتنا وذلك خوفا من إخفاء قنابل حيث إن تلك المنطقة يستخدمها عدد كبير من الموظفين ومن يرغب فى التفجير يهمه استهداف أكبر عدد من المواطنين. المهندس عادل ملاك صاحب شركة سياحة بوسط البلد أكد إلغاء جميع الرحلات الخاصة بالغردقة بناء على طلب الحاجزين وذلك بسبب وجود شائعة تؤكد أن الإرهابيين يخططون للقيام بتفجيرات بالغردقة بهدف ضرب السياحة وذلك لكثرة اقبال الأجانب عليها ولوجود رحلات طيران من جميع البلدان إلى الغردقة مباشرة. وأشار ملاك إلى أن الفنادق قامت بتخفيض أسعارها بنسبة 70٪ وذلك لتشجيع السياحة المحلية إلا أن الاقبال ضعيف بسبب شائعة التفجيرات، كما أن كثيراً من الوفود التى كانت قادمة من بلدان أوروبية ألغت رحلاتها للغردقة وحذرت المسافرين من السفر إليها خلال الشهور المقبلة، مما سيؤثر ذلك على الاقتصاد المصرى والسياحة.
 وعن تأثير الشائعات على جهاز مترو الأنفاق أكد المهندس عبدالله فوزى رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق أن التهديدات التى انتشرت مؤخرا بشأن احداث تفجيرات بمترو الأنفاق لم تؤثر على اقبال المواطنين على استخدام المترو، مشيرا إلى أن اعداد الركاب فى تزايد مستمر وتتراوح بين 2 و2.5 مليون راكب يوميا. وأضاف رئيس شركة مترو الأنفاق أن المترو وسيلة حيوية يعتمد عليها المواطنون داخل القاهرة وإذا تعطل ساعة فقط يتسبب فى ازدحام شديد بالمرور فى القاهرة بأكملها، مؤكدا أن الشركة تكثف من الإجراءات الأمنية والحملات بمساعدة شرطة المترو والأمن العام وخبراء المفرقعات، كما أنه تم تزويد المحطات بوسائل أمان وتأمين حديثة لسرعة اكتشاف أية مواد قابلة للانفجار فضلا عن وعى الجمهور.
وأضاف فوزى أنه تم تشكيل لجان دورية للتواجد باستمرار داخل محطات مترو الأنفاق المختلفة خاصة المحطات كثيفة الاعداد مثل «الشهداء» باعتبارها المحطة الرئيسية حاليا للانتقال بين الخطين الأول «حلوان ـ المرج» والثانى «شبرا ـ المنيب»، لافتا إلى أن محطة السادات والجيزة مغلقتان بالتنسيق مع الأمن بوزارة الداخلية للمساهمة فى تقليل الاعداد المتواجدة أعلى هذه المحطات لسهولة تأمينها.
ومن الناحية الأمنية يقدم الرائد فهمى بهجت رئيس ائتلاف ضباط 30 يونيو، وعضو النادى العام لضباط الشرطة الخريطة التى يحددها الإرهابيون للتفجيرات قائلا: من أوائل الأماكن التى يستهدفها الإرهابيون فى التفجيرات أولا أقسام الشرطة والمنشآت المحيطة بها والمنشأت الحكومية والسفارات والبنوك والمحاكم والمطارات ووسائل النقل العام وحاليا لن يتم استهداف المنشآت السياحية وذلك لعدم وجود وفود سياحية وبمجرد عودة السياحة مرة أخرى سيعاود الإرهابيون التفكير فى التفجيرات.
وأضاف: أن المواطن المصرى هو من يواجه الإرهاب حاليا وليس الشرطة ولذلك يجب عليه أن يتصل بـ180 قسم المفرقعات بمجرد أن يشك فى وجود جسم غريب ثم يقوم بعمل كردون أمنى لذلك الجسم وأن يبعد المارة من الاقتراب منه على بعد 15 متراً كما يجب الاتصال بـ122 فى حالة وجود شكوك فى بعض الاشخاص إما بحوزتهم أسلحة إما الشك فى أى سلوك مريب. وانتقد الرائد بهجت الضعف الأمنى فى مواجهة الإرهاب قائلا: لا نستطيع أن نواجه الإرهاب وذلك لوجود عجز فى العنصر البشرى وعجز فى العنصر المادى فالأول عائد لنقص فى أفراد الأمن، فوزارة الداخلية لديها 500 ألف من ضباط وجنود وأمناء وموظفين مدنيين فكيف يستطيعون حماية 90 مليون مواطن لذلك أناشد الفريق السيسى باستخدام المجندين الذين يخدمون فى الجيش بإدراجهم فى الجهاز الأمنى، كما أننى اقترح باستغلال طلاب كلية الحقوق بإلحاقهم بأكاديمية الشرطة بعد الانتهاء من دراستهم للتدريب كضباط احتياطيين لمدة 3 سنوات وبعد انتهاء مدتهم وتدريبهم يتم ادراجهم فى العمل الأمنى مما سيساعد ذلك فى حل نسبة البطالة وتقوية اعداد أفراد الأمن فالاستفادة بـ25 ألف طالب فى كلية الحقوق ستساهم فى تكثيف تواجد الدوريات الأمنية.ويضيف بهجت: أما العنصر المادى فوزارة الداخلية فقدت 30٪ من سياراتها مما يمثل ذلك ثلث قوتها، كما أن الإرهابيين يمتلكون أسلحة على أعلى مستوى تفوق أسلحة رجال الشرطة فكيف سيواجهون الإرهابيين بهذه الطريقة؟ وأرى أن الشعب هو الذى سيواجه هؤلاء الإرهابيين. وفى السياق النفسى أكد الدكتور وائل أبوهندى استاذ علم النفس بجامعة الأزهر أن تلك المرحلة الذى يعيشها المصريون تسمى بمرحلة الاضطراب الاجتماعى وهى ناتجة عن التخوفات التى يتم تصديرها للمواطن ويجب على المواطنين التكيف مع الوضع وعدم الانصياع لتلك الحالة النفسية التى من الممكن أن تقود إلى حالة من الخوف المبالغ فيه ويبدو أن هناك رغبة فى تخويف الناس.