الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العالم فى انتظار قرار «الكونجرس» بضرب سوريا.. والأسد يتحصن بصواريخ «أرض جو»




عواصم العالم _ وكالات الأنباء
بدأ امس فى مجلسى الشيوخ والنواب الأمريكيين، فى واشنطن، مناقشة قرار إدارة الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، عقابا له على استخدام السلاح الكيماوى ضد المدنيين فى الغوطة.
وتقوم إدارة أوباما بحملة لإقناع ممثلى الشعب الأمريكى بالضربة، تقابلها حملة مناهضة يقودها الأسد للتأثير على الرأى العام الأمريكى قبل التصويت المرتقب.
ولا يزال الكونجرس منقسماً على نفسه بين مؤيد ومعارض ومتردد لطلب أوباما تنفيذ الضربة، ففى مجلس الشيوخ ما يزال هناك ما يقارب 50 عضواً من أصل 100 لم يحددوا موقفهم من الضربة.
 أما فى مجلس النواب فالعدد يصل الى 182 نائباً من أصل 433 نائباً، ويتم العمل على قدم وساق لإقناع هؤلاء الأعضاء.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن فريق عمل أوباما يعمل جاهداً منذ أسبوع لإقناع أعضاء الكونجرس المترددين بإجراء ضربة محدودة على النظام السورى ولهذه الغاية، اجرى أوباما لقاءات تلفزيونية، امس، فضلا عن خطاب سيلقيه اليوم، يشرح فيه موقفه.
وفى حين أن مجلس الشيوخ الأمريكى سيجرى غدا تصويتا يمثل اختبارا حاسما شارك كبير موظفى البيت الأبيض دينيس مكدونو فى خمسة برامج حوارية أمس الأول للتأكيد على أن الضربة الأمريكية ستبعث رسالة رد، غير أن الجمهورى مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات فى مجلس النواب والمؤيد للضربات العسكرية قال إن أوباما لم يقدم مبررات جيدة لتنفيذ عمل عسكرى بهدف معاقبة الأسد.
وواجهت خطة أوباما معارضة كبيرة من الجمهوريين وزملائه الديمقراطيين فى الكونجرس حيث يخشى الكثير من المشرعين أن يؤدى شن ضربات عسكرية فى سوريا إلى التزام أمريكى طويل الأمد هناك ويثير صراعات أوسع نطاقا فى المنطقة.
ووصف الجمهورى مايكل مكول رئيس لجنة الأمن الداخلى فى مجلس النواب خطة أوباما بالطائشة.
وقال النائب الديمقراطى جيم مكجفرن من ولاية ماساتشوستس لو كنت مكان الرئيس لسحبت طلبى، مستبعدا وجود تأييد فى الكونجرس.
وفى السياق نفسه قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى مؤتمر صحافى مشترك مع نظيره السورى وليد المعلم امس إن الضربة العسكرية على سوريا ستفجر الإرهاب فى المنطقة، مؤكدا ان المعلم أكد على استعداد الأسد للذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 دون شروط، داعيا الإدارة الأمريكية التركيز على السلمية فى التحول السياسى، ومطالبا المعارضة بتصريح مماثل حول مؤتمر جنيف 2 للحوار.
وأشار لافروف إلى قلق بلاده على مصير المنطقة ومواطنيها، املا باجراء تحقيق محترف حول استخدام الكيماوى وتقديم النتائج إلى مجلس الأمن، ومشددا على ضرورة ذهاب لجنة تحقيق موضوعية إلى سوريا.
من جانبه قال المعلم ان بلاده جاهزة لاستقبال لجنة التحقيق بشأن السلاح الكيماوى مرة أخرى، وللتعاون مع الأصدقاء فى روسيا، موجها اتهاماً لأوباما بدعم الإرهابيين، ومطالبا واشنطن بالتوجه للحل السلمى.
كما نقل المعلم فور وصوله موسكو أمس رسالة شكر من الأسد إلى نظيره الروسى فلاديمير بوتين لدعمه بلاده ، على حد تعبيره
واكد لافروف على ان بلاده وسوريا تحثان واشنطن على تركيز جهودها على عقد مؤتمر للسلام لا القيام بعمل عسكرى
ومن المقرر ان ستتوجه سفينة عسكرية روسية أخرى إلى شواطئ سوريا قريبا على خلفية أنباء تتحدث عن أن البوارج الحربية الأمريكية الموجودة فى البحر المتوسط تستعد لشن هجوم جوى على منشآت عسكرية فى دمشق، وابلغ مسئول رفيع المستوى فى وزارة الدفاع الروسية أن سفينة «سميتليفى»، التابعة لأسطول البحر الأسود، ستتوجه إلى شواطئ سوريا فى فترة 12-14 سبتمبر الجارى.
وفى نفس الوقت عبرت ثلاث سفن عسكرية روسية أخرى مضيق الدردنيل إلى البحر المتوسط، وقد ضمت مجموعة القطع البحرية الروسية الموجودة فى البحر المتوسط فى الأسبوع الماضي، بارجة «أدميرال بانتيلييف»، السفينة التابعة لأسطول المحيط الهادئ، وسفينة الإنزال «أدميرال نيفيلسكى» التابعة لأسطول المحيط الهادئ وسفينة الإنزال «الكسندر شابالين» التابعة لأسطول بحر البلطيق وسفينة الخفر «نيوستراشيمي» التابعة لأسطول بحر البلطيق وأيضا عددا من سفن المساندة.
وفى الوقت نفسه  قال مسئول إسرائيلى أمس الأول إن واشنطن ستبلغ بلاده بأى هجوم على سوريا قبل ساعات من تنفيذه،غير أن خبيرا استراتيجيا كبيرا بوزارة الدفاع الاسرائيلية قال ان بلاده لا تعرف شيئا فى الوقت الحالى مثل باقى العالم.
من ناحية اخرى كشفت مصادر فى صفوف المعارضة السورية أن نظام الاسد عمد إلى تحويل المنطقة المحيطة بالعاصمة لمنصات إطلاق صواريخ “أرض ـ جو” مضادة للطائرات والصواريخ، تحضيراً لمواجهة الضربة العسكرية الغربية المرتقبة، لافتة
أن بعضاً من هذه المواقع يتمثل فى مطار المزة العسكرى، إضافة إلى منطقة المزة الدمشقية، ومحيط مطار دمشق الدولى، بجانب مواقع أخرى متعددة.
وفى تطور لاحق كشف العقيد قاسم سعد الدين المتحدث باسم مجلس القيادة العسكرية العليا لقوات المعارضة السورية، أن الجيش الحر شكل فرقة كوماندوز خاصة لاعتقال ضباط وقياديين فى النظام السورى ومنعِهم من الهرب أثناء توجيه الضربة العسكرية المرتقبة ضد الأسد، موضحا أن الفرقة الخاصة تم تشكيلها على هيئة مجموعات تنتشر حاليا فى معظم المدن والمناطق السورية، لا سيما الواقعة تحت سيطرة النظام بانتظار تنفيذ المهام الموكلة إليها.
ونفى سعد الدين  وجود دعوات  دولية غربية لتشكيل هذه الفرقة، لافتا  أن هذا القرار أصدره الجيش الحر بهدف إلقاء القبض على الضباط النظاميين الذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب السورى لتقديمهم للعدالة الدولية.